استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في البيت الأبيض، أمس، حيث رحب بما تعتبرها واشنطن خططاً تاريخية لطوكيو لتعزيز القدرات العسكرية في مواجهة المخاوف المشتركة بشأن الصين. وأفاد مسؤول كبير بالإدارة الأميركية بأن مباحثات بايدن وكيشيدا تناولت القضايا الأمنية والاقتصاد العالمي، مضيفاً أن المناقشات شملت مراقبة الصادرات المتعلقة بأشباه الموصلات إلى الصين، بعد أن أعلنت واشنطن قيوداً صارمة العام الماضي. وقال كيشيدا إنه يدعم محاولة بايدن فرض قيود لتصدير أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين، ومع ذلك، لم يوافق على تحرك مماثل لفرض قيود شاملة على صادرات معدات تصنيع الرقائق، والتي فرضتها الولايات المتحدة في أكتوبر. وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن تعمل عن كثب مع اليابان بشأن هذه المسألة، ويعتقد أن البلدين يتشاركان رؤية مماثلة حتى لو كانت الهياكل القانونية مختلفة. وأشار إلى أنه كلما زاد عدد الدول والأطراف المهمة التي تدعم القيود، زاد تأثيرها. وقال كريستوفر جونستون، رئيس برنامج اليابان في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، وكان حتى وقت قريب المسؤول عن شؤون شرق آسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، إن زيارة كيشيدا للبيت الأبيض بمثابة «تتويج» لإصلاحاته الأمنية، ويمكن أن تعزز مكانته السياسية في بلاده. وأضاف أن الزيارة «فرصة لتسليط الضوء على القرارات المهمة وغير المسبوقة التي أعلنتها اليابان»، والدعم الأميركي القوي لها، «وكذلك لفت الانتباه إلى الدور الذي لعبه رئيس الوزراء نفسه في تحقيقها». ووصل كيشيدا إلى واشنطن، آخر محطاته في جولة شملت دول مجموعة السبع. وتأتي زيارته في أعقاب أخرى قام بها بايدن إلى طوكيو في مايو الماضي، وبعد اجتماع بين الزعيمين على هامش قمة إقليمية في كمبوديا في نوفمبر. والتقى وزراء الخارجية والدفاع من البلدين يوم الأربعاء، وأعلنوا تكثيف التعاون الأمني، وأشاد الوزيران الأميركيان بخطط طوكيو لتعزيز قدراتها العسكرية. وقال بيان مشترك إنهم وضعوا «رؤية لتحالف حديث يهدف إلى الانتصار في حقبة جديدة من المنافسة الاستراتيجية». ووصفها المنسق الأميركي لمنطقة المحيطين الهندي والهادي كورت كامبل بأنها «واحدة من أهم الارتباطات بين البلدين منذ عقود». وأضاف البيان أنه بالنظر إلى «أجواء الصراع المحتدمة»، فإنه يجب تحسن الوضع المتقدم للقوات الأميركية في اليابان، «من خلال نشر قوات تتمتع بتنوع ومرونة أكبر مع زيادة قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وتزويدها بقدرات مضادة للسفن وأخرى للنقل». وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، خططاً لنشر فوج بحري ساحلي في اليابان، والذي سيوفر قدرات كبيرة منها الصواريخ المضادة للسفن، واتفق الجانبان أيضاً على تمديد معاهدة الدفاع المشتركة بينهما لتشمل الفضاء. ويأتي الاتفاق بعد محادثات استمرت ما يقرب من عام. وكشفت اليابان الشهر الماضي عن أكبر تعزيزات عسكرية لها منذ الحرب العالمية الثانية، في تحول تاريخي عن النهج السلمي الذي اتبعته لسبعة عقود، وهي خطوة أذكتها مخاوف من التحركات الصينية في المنطقة. وستزيد هذه الخطة الخمسية الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وستشتري اليابان بموجبها صواريخ يمكنها ضرب سفن أو أهداف برية على بعد 1000 كيلومتر. من جهته، التقى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، نظيره الياباني ياسوكازو هامادا، في «البنتاغون»، غداة الإعلان عن الانتشار المرتقب لقوّة ردّ سريع أميركيّة في اليابان. وقال المتحدّث باسمه الجنرال بات رايدر في بيان، إنّ «الوزير أوستن شدّد على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن اليابان، بما يشمل الردع الأميركي الموسّع الذي تُوفّره مجموعة كاملة من القدرات التقليديّة والنوويّة». وينتشر في اليابان حاليّاً نحو 50 ألف جندي أميركي، يتمركز أكثر من نصفهم في جزيرة أوكيناوا. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :