ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات تعاون اقتصادي متميزة وراسخة مع جمهورية كوريا الجنوبية، تمتد لأكثر من أربعة عقود، شهدت خلالها الحركة الاستثمارية والتجارية بين البلدين قفزات هائلة من النمو والازدهار. وتتهيأ هذه العلاقات الاقتصادية المتينة بين البلدين مع دخول عقدها الخامس إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي، لما تحمله الفترة المقبلة من فرص واعدة وتطلعات مشتركة لبناء أسس شراكة اقتصادية شاملة، تتوج مسيرة حافلة من العلاقات الاستثنائية، وتفتح آفاقاً أكثر رحابة للتجارة والاستثمارات المشتركة بين اثنين من أكثر الاقتصادات ديناميكية ومرونة وتنافسية في آسيا والشرق الأوسط، لاسيما وأن دولة الإمارات تعد الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي وقعت مع كوريا الجنوبية اتفاقية شراكة استراتيجية، الأمر الذي ساهم في تعزيز العلاقات، ولاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية. التبادل التجاري وفيما تتركز الروابط الاقتصادية بين البلدين في مجالات عدة، أبرزها في مجال قطاع الطاقة المتجددة والإنشاءات وبناء السفن وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تشهد العلاقات التجارية والاستثمارية ازدهاراً متواصلاً، تعكسه بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، والتي أظهرت اقتراب إجمالي التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال الفترة من العام 2012 وحتى العام 2021، من حاجز 300 مليار درهم، بتسجيلها نحو 284.4 مليار درهم، تضمنت واردات بقيمة 254.8 مليار درهم، وصادرات بقيمة 20.5 مليار، وإعادة تصدير بقيمة 9 مليارات درهم. 14.6 مليار درهم في 9 أشهر ووفقاً للبيانات التي حصلت عليها «الاتحاد»، بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري نحو 14.64 مليار درهم، مقارنة مع 12.28 مليار درهم للفترة ذاتها من العام الماضي، بنمو نسبته 19%، وذلك بعد أن ارتفعت قيمة واردات الدولة من كوريا الجنوبية خلال هذه الفترة من 9.65 مليار درهم في 2021، إلى 11.58 مليار درهم هذا العام. تتمثل أهم الصادرات الكورية لدولة الإمارات في المنتجات التكنولوجية كالسيارات وأجهزة الهواتف والسفن والأدوات الكهربائية وشاشات العرض، وهي المنتجات التي دائماً ما تحضرها بقوة الشركات الكورية خلال مشاركتها في المعارض التجارية كافة التي تقام في دولة الإمارات سنوياً، وتلقى رواجاً كبيراً في السوق الإماراتي وأسواق المنطقة. كما ارتفعت كذلك قيمة الصادرات غير النفطية إلى 2.06 مليار درهم، مقارنة مع 1.7 مليار درهم في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، وزيادة قيمة إعادة الصادرات إلى 989 مليون درهم، مقابل 917 مليون درهم في الفترة المماثلة من العام 2021. التدفقات الاستثمارية وعلى صعيد التدفقات الاستثمارية بين البلدين، أفادت بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، بارتفاع رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دولة الإمارات من كوريا الجنوبية إلى 8.14 مليار درهم (2.22 مليار دولار) وفقاً لبيانات العام 2020، حيث غطت هذه الاستثمارات مجالات الخدمات المالية والتأمين والتعدين وتجارة الجملة والتجزئة والإنشاءات والتصنيع والطاقة والنقل والتخزين والأنشطة العقارية، وغيرها من القطاعات الأخرى، حيث يشارك الجانب الكوري في مشروعات كبرى في الدولة، مثل محطة براكة النووية، فضلاً عن عدد من حقول النفط. وفي المقابل، بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الصادر من دولة الإمارات إلى كوريا الجنوبية 3.6 مليار درهم (982.2 مليون دولار)، بنهاية العام 2020، حيث ترتكز معظم هذه الاستثمارات في قطاعات النفط والغاز، والعقارات، ومعدات السيارات، والتصنيع، والفحم، والترفيه، ليصل بذلك إجمالي رصيد التدفقات الاستثمارات المشتركة بين البلدين إلى 11.6 مليار درهم. أخبار ذات صلة الرئيس الكوري الجنوبي يبدأ زيارة للإمارات اليوم الإمارات وكوريا الجنوبية.. نموذج مثالي للتعاون قفزات نوعية خلال السنوات القليلة الماضية، حققت العلاقات الإماراتية الكورية قفزات نوعية في عدد من القطاعات الحيوية، ويعمل البلدان معاً على تأسيس مرحلة أكثر ازدهاراً للتعاون الثنائي خلال المرحلة المقبلة، من خلال زيادة الزيارات المتبادلة، وخلق مسارات لتبادل فرص التنمية، وتسليط الضوء على القطاعات ذات الأولوية، ورسم وصياغة خطط واضحة لتطوير أوجه التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك لتحقيق التقدم المأمول لعلاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين. كوريا الذكية أظهر شعار «كوريا الذكية تنقل العالم إليك»، رغبة كوريا في قيادة البشرية نحو مستقبل أفضل، وجاء «معرض كوريا للابتكار» ليعبر عن الطاقات الكامنة للكوريين الذين يتسمون بروح المثابرة، والطابع الحيوي، والرغبة في الابتكار، والمرونة في مواجهة التغيير من خلال عرض مجموعة مميزة من المعروضات والمنتجات. وتنافست الشركات الطبية ، في إبراز أفضل الطرق والوسائل للعناية بالبشرة، والوصفات الطبية والعشبية، وعرضت شركات «الاستدامة» والتي يبلغ عددها ما يقارب 14 شركة كورية أبرز وسائلها للحفاظ على البيئة واستخدام مكونات محلية مستدامة، وقدمت مدينة بوسان الكورية، نبذة موسعة عن ثقافة ومزايا هذه المدينة، التي تعتبر ثاني أكبر المدن في كوريا الجنوبية، وهي مدينة عالمية تتمتع بالانفتاح والتنوّع، حيث تسعى بوسان إلى التحوّل لمدينة ذكية مستقبلية صديقة للبيئة باستخدام التكنولوجيا الرقمية الكورية. إكسبو 2020 وخلال مشاركتها في «إكسبو 2020 دبي»، شكل جناح كوريا الجنوبية أحد أبرز أجنحة الدول المشاركة، واستقطب مئات الآلاف من الزوار خلال فترة المعرض التي امتدت لستة أشهر خلال الفترة من أكتوبر 2021 وحتى نهاية مارس 2022. وشكل جناح جمهورية كوريا الجنوبية خلال «إكسبو 2020 دبي»، فرصة قوية تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دولة الإمارات والمنطقة، وزيادة فرص الدخول إلى أسواق جديدة في منطقة الشرق الأوسط والترويج لقدراتها الصناعية التنافسية، وخصائصها الثقافية المميزة، وتعزيز القدرة التنافسية العالمية لكوريا الجنوبية من خلال أربعة أجنحة مقسمة هي، الفرص، الاستدامة، التنقل، إضافة إلى لايف ستايل والجمال. ونظم جناح كوريا الجنوبية في «إكسبو 2020 دبي»، معرضاً مصغراً بمركز دبي للمعارض، تحت عنوان «معرض كوريا للابتكار»، تضمن عرض أبرز ما وصلت إليه كوريا في عالم التكنولوجيا من خلال أكثر من 48 شركة كورية، كان من بينها «هيونداي موتورز» و«سامسونج»، إضافة إلى عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تعرض منتجاتها المتنوّعة.
مشاركة :