أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم (الجمعة) اتفاق وجهات النظر بينه وبين نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في قمة "العراق 2" التي عقدت في الأردن على استمرار الحوار بين البلدين لتطبيع علاقات البلدين. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك لوزيري الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب ونظيره الإيراني عقب محادثات بينهما تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. وقال عبد اللهيان تمت خلال الفترات الماضية، سلسلة من الحوارات الثنائية الإيرانية - السعودية، في العاصمة العراقية وخلال مؤتمر "العراق 2" الذي عقد أخيرا في العاصمة الأردنية عمان. وأضاف "كانت هناك فرصة لتبادل حوار قصير بيني وبين وزير الخارجية السعودية وكان هناك اتفاق في وجهات النظر على استمرار الحوار الثنائي بالشكل الذي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين". وأكد أن إيران لن تبادر في أي حال من الأحوال إلى قطع العلاقات مع أي دولة من دول العالم الإسلامي ومن ضمنها السعودية. وأضاف "نحن نرحب بعودة العلاقات الطبيعية بيننا والسعودية وصولا إلى افتتاح المكاتب الدولية أو السفارات في الرياض وطهران في إطار الحوارالذي ينبغي أن يستمر بين بلدينا". ومنذ أبريل 2021، انخرطت طهران والرياض في مفاوضات بوساطة عراقية لإعادة العلاقات الدبلوماسية ، كما انعقد مؤتمر "العراق 2" في عمان في 20 ديسمبر الماضي بمشاركة السعودية وإيران و10 دول عربية وإقليمية وأوروبية وممثلين للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي. وفي سياق آخر عبر عبد اللهيان عن الارتياح لـ "الحوار الذي يحصل بين سوريا وتركيا واللقاءات بين مسؤولين في البلدين. وأعرب عن اعتقاده أن "الحوار يمكنه أن ينعكس إيجابا على مصلحة البلدين وأنه الطريقة الأنجع والأفضل لإيجاد مخرج لمسألة العلاقات السورية - التركية". وأضاف "في إمكاننا متابعة هذا الأمر عبر التزام مفاوضات إطار آستانة، مع إعطاء دور للحضور السوري في هذا الحوار". من جهة ثانية قال وزير خارجية إيران إن بلاده تقف داعمة بوضوح للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية تجاه اعتداءات إسرائيل على هذين البلدين. وحول الشأن اللبناني، قال "نحن نعتبر أن الأمن والتطور في لبنان الشقيق هو من أمن إيران وتطورها لا بل من أمن المنطقة برمتها وتطورها". وأكد أن بلاده "لا نتدخل في الأمور الداخلية للبنان" وأنها تدعو وترحب بتلاقي وحوار كل التيارات السياسية اللبنانية من أجل التوصل إلى حل في مسألة الشغور الرئاسي". وأعرب عن ثقته بأن "التيارات السياسية اللبنانية لديها الوعي والتجربة الكافية، لكي تجد مخرجا للشغور الرئاسي وتنتخب رئيسا جديدا للبنان في أقرب وقت". وكان البرلمان اللبناني قد فشل في 10 جلسات منذ نهاية سبتمبر الماضي وحتى 15 ديسمبر المنصرم في انتخاب رئيس للبلاد خلفا للرئيس السابق ميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر المنصرم. وقد أفضى الخلاف والانقسام السياسي في البلاد وانقطاع التواصل بين كبرى الكتل البرلمانية إلى عجز البرلمان عن انتخاب رئيس جديد. وأشار عبد اللهيان إلى أن "إيران على أتم الاستعداد لإعادة بناء معامل إنتاج الطاقة الكهربائية في لبنان وتأهيلها وبناء معامل جديدة لإنتاج الطاقة انطلاقا من التوافق الذي يمكن التوصل إليه مع الحكومة اللبنانية". كما أكد على تفعيل العلاقات الثنائية وتوفير إيران الفيول والمحروقات التي يحتاجها لبنان من أجل انتاج الطاقة الكهربائية في إطار الدعم الكامل الذي نود أن نقدمه إلى لبنان. من جهته قال وزير الخارجية اللبناني إن "هناك محاولات جدية للاستفادة من المساعدات الإيرانية للبنان"، مشيرا إلى "وجود عوائق واختلاف سياسي في لبنان وضغوط خارجية ". وأوضح أنه "سمعنا من عبد اللهيان حرص إيران على استقرار لبنان وأهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي"، مؤكدا في المقابل أن "لبنان حريص على استقرار إيران ويرفض تدخل أي دولة في شؤون دول أخرى". وكان عبد اللهيان الذي وصل إلى لبنان يوم أمس (الخميس) في زيارة رسمية تستمر 3 أيام أجرى في وقت سابق اليوم لقاءات منفصلة مع رئيسي البرلمان وحكومة تصريف الأعمال نبيه بري ونجيب ميقاتي وعرض مع كل منهما الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. والتقى الوزير الإيراني أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وذكر بيان للحزب أنه جرى خلال اللقاء استعراض التطورات والأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين والمنطقة.
مشاركة :