لم تجد ميليشيات التمرد الحوثي وسيلة أمامها لمواصلة تمويل انقلابها على الشرعية غير ابتزاز طلاب المدارس، عبر فرض رسوم إضافية عليهم، والتهديد بحرمان من يمتنع عن تسديدها من مواصلة الدراسة، ودعت مديري المدارس إلى التقيد بتحصيل الرسوم الإضافية من الطلاب، وعدم السماح للممتنعين بدخول الفصول الدراسية. وكانت الميليشيات الانقلابية قد دعت الطلاب وأولياء أمورهم - قبل أسبوعين - إلى التبرع طواعية، إلا أن الغالبية العظمى منهم لم يتجاوبوا مع تلك الدعوات، وأبدوا سخريتهم من الميليشيات التي تسببت في إفقارهم، وارتفاع الأسعار بصورة جنونية، وامتنعت عن تسديد رواتبهم، ورغم ذلك تطالبهم بالتبرع لمسلحيها. وبعد فشل الحوثيين في جمع المبالغ المالية عبر التبرعات، لم يجدوا سوى محاولة فرضها على الطلاب بالقوة، وتهديدهم بالحرمان من مواصلة العام الدراسي. وردا على تلك التهديدات، قال أحد المعلمين في المرحلة الثانوية إنهم سيواجهون المخطط الحوثي بكل ما أوتوا من قوة، ولن يسمحوا لهم بابتزاز الطلاب أو تهديد مستقبلهم بالضياع. وقال لـ"الوطن" "الطلاب يصلون إلى المدارس في حال يرثى لها، ومعظمهم يصل المدارس مشيا على الأقدام لمسافات طويلة، وكثير منهم لا يملكون مصروفا يوميا ولا يحملون طعاما معهم، لذلك نحاول في كثير من الأحيان مساعدتهم، والطلب من زملائهم أبناء ميسوري الحال بمساعدتهم، ومقاسمتهم وجبة الفطور، ولرفع الإحراج عن الطلاب الفقراء اضطررنا إلى جعل وجبة الإفطار جماعية، حيث يتولى بعض الأساتذة والعاملين أخذ وجبات الإفطار من الطلاب الميسورين، وشراء كميات إضافية بما يتوافر من مال، ووضع كل ذلك في مكان واحد يتناول فيه جميع الطلاب طعامهم. وأضاف "رغم الظروف المعلومة يأبى قادة التمرد، الذين يقومون بتحويل أموال الدولة إلى حساباتهم الخاصة في الخارج، إلا أن يزيدوا معاناة الطلاب وأولياء أمورهم، وتهديدهم بالحرمان من الدراسة، مع إدراكهم بأنهم لا يملكون في الأصل أموالا حتى يتبرعوا بها، بعد أن تجرأ الحوثيون على وقف مرتبات أعداد كبيرة من السكان، واقتطاع نسبة من رواتب الآخرين، لدعم ما يسمونه بالمجهود الحربي". واختتم قائلا "إذا لم يكونوا يملكون القدرة على إدارة الدولة، وليست لهم استطاعة لمواجهة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فلماذا لا يقومون بتسليم الدولة للحكومة الشرعية؟".
مشاركة :