أعلنت روسيا، أمس، عزمها تشكيل أربع فرق عسكرية تابعة للقوات البرية، مشيرة في الوقت نفسه إلى استعدادات لنشر وحدات مشاة للمرة الأولى في شبه جزيرة القرم، في أقوى رد على اقتراب حلف شمال الأطلسي (ناتو) من الحدود الروسية. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن قائد القوات البرية الروسية الجنرال أوليج ساليوكوف قوله، إن المؤسسة العسكرية ستؤسّس هذا العام أربعة تشكيلات لدعم تمركز القوات الروسية المنتشرة في غرب البلاد ووسطها. وأضاف أن ثلاث فرق جديدة تابعة لما يعرف بـسلاح المشاة الميكانيكي، سيتم نشرها في المناطق الغربية، فيما سيتم نشر فرقة وسط البلاد في القطاع العسكري المركزي. وكان وزير الدفاع الجنرال سيرجي شويجو، اعتبر نشر الفرق الجديدة المهمة الأساسية هذا العام، لافتاً إلى أن هذا القرار لا يقتصر على تأسيس فرق جديدة تابعة لسلاح المشاة، بل يشمل تشييد كل البنى التحتية اللازمة لنشاطها، مثل المعسكرات وساحات التدريب ومستودعات الأسلحة ومجمّعات السكن. وتعتزم المؤسسة العسكرية الروسية تكثيف التدريبات ورفع الجاهزية القتالية، ضمن خطوات سيتم تنفيذها هذا العام، في إطار رد متكافئ على نشاط الناتو، حسب الوكالة الروسية. كما أعلن أن القوات البرية الروسية ستشارك هذا العام في سبعة تدريبات دولية، بما في ذلك تدريبات مع الجيش الباكستاني في أراض جبلية وعرة. كما ستشارك القوات البرية الروسية في تدريبات مشتركة لـمنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة معاهدة الأمن الجماعي، وتدريبات مشتركة مع الهند ومنغوليا. وذكر ساليوكوف، أن لوائي الصواريخ التابعين للقوات البرية سيحصلان في 2016 على منظومات إسكندر إم للصواريخ التكتيكية الهجومية، مذكراً بأن قواته تضمّ ستة ألوية لتلك الصواريخ. وستشهد 2016 أيضاً تشكيل لواءين جديدين لصواريخ إسكندر إم في القوات البرية، كما ستُزوَّد تلك القوات بعربات مشاة قتالية وناقلات أفراد مدرعة ومدفعية ودفاعات جوية متطورة. ولم يستبعد ساليوكوف اتخاذ قرار هذا العام بنشر قوات برية في شبه جزيرة القرم، حيث تتمركز قوات تابعة لأسطول البحر الأسود. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أن زيادة النشاط العسكري وتوسيع مناطق وجود القوات البرية والجوية الروسية، يدخل في إطار مواجهة مساعي ناتو للهيمنة ومحاولات تطويق روسيا، حسب وكالة سبوتنيك. تزامن ذلك مع اتهام الخارجية الروسية واشنطن بإشاعة دعاية مناهضة لموسكو، وأجهزة الاستخبارات الأميركية باستفزاز دبلوماسيين روس، في الولايات المتحدة وخارجها، وذلك بعدما سحبت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أوراق اعتماد خمسة من ستة قناصل فخريين روس في الولايات المتحدة.