خبير أمريكي: هل كان بوسع بايدن منع روسيا من مهاجمة أوكرانيا؟

  • 1/14/2023
  • 14:25
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الخبير والأكاديمي الأمريكي ديفيد فيليبس، إنه قبل وقت طويل من إطلاق الطلقة الأولى في أوكرانيا، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خطته لمهاجمة أوكرانيا. ويتساءل فيليبس قائلًا: "إذًا لماذا كان رد فعل الغرب تدريجيًا وغير فعال بدرجة كبيرة؟". ويرى أنه ربما كان من الممكن أن يكون اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية الاستباقية قبل هجوم روسيا سببًا في تغيير بوتين لحساباته. ويضيف فيليبس، مدير برنامج بناء السلام وحقوق الإنسان بجامعة كولومبيا، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بممارستها قيودًا أحادية، وتقديم تنازلات غير مفروضة عليها، دعت روسيا لاختبار حدود نزعتها الحربية. تشكَّل رد فعل واشنطن الأوّلي على أساس خوفها من استخدام بوتين الأسلحة النووية. ولإصابتها بالشلل بسبب تفكيرها في عواقب ذلك، اتسم رد فعل إدارة جون بايدن بالحرص الشديد وباتخاذ تدابير ناقصة. وأضاف، في البداية، تعهد بايدن بعدم مشاركة قوات الناتو في القتال في أوكرانيا. وكان استبعاد خيار الناتو أمرًا غير ضروري. فقد تم تزويد أوكرانيا بأسلحة من دول حلف وارسو السابق، بدلا من تزويدها بأحدث اسلحة الناتو. وقد كان ذلك كافيا لتبقى القوات الروسية بعيدا، لكن لم يكن كافيا لهزيمتها. وكان لدى بايدن أمل في أن تردع العقوبات العدوان الروسي. ولكن العقوبات فرضت بصورة تدريجية للغاية مكنت بوتين من تخفيف تأثيرها على الاقتصاد الروسي؛ كما تمكن المستثمرون الروس من نقل أصولهم إلى دول تحميها مثل تركيا. وقال: كان خط أنابيب نورد ستريم 2 الذي كان ينقل الغاز لألمانيا يعمل بكامل طاقته حتى هاجمت روسيا أوكرانيا. يقول فيليبس، الذي عمل مستشارا وخبيرا بوزارة الخارجية الأمريكية في عهد إدارات كلينتون وبوش وأوباما، إن الولايات المتحدة تبنت سياسة تتمثل في تزويد أوكرانيا بالمعدات التي ترى أن كييف تحتاجها فعلا ويمكنها صيانتها. وتابع: بعد مرور عشرة أشهر على هذه الحرب، وافقت الولايات المتحدة أخيرا على تزويدها بمركبات ام2- برادلي القتالية لاستخدامها لمهاجمة المواقع الروسية المحصنة. وما يزال البنتاجون يرفض تزويدها بدبابات أبرامز. فهو يرى أن دبابات تي72- السوفيتية التي تمتلكها أوكرانيا كافية. أضاف، كان وزير خارجية أوكرانيا قد دعا إلى المزيد من الأسلحة الهجومية القوية، مؤكدًا أن "وقت الحظر على الأسلحة قد انتهى". واستجابة لذلك، غيرت الولايات المتحدة نهجها أخيرا، وأعلنت عن حزمة معدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 85ر2 مليار دولار، حيث سوف توفر لها أنواع الأسلحة الهجومية القوية التي كانت قد امتنعت من قبل عن تقديمها، حيث تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد ضد روسيا في فصل الربيع. ويوضح فيليبس، الناتو توخى الحذر في البداية. وكان بوسعه إرسال قوات إلى دول المواجهة مثل رومانيا. فقد كان من الممكن أن يظهر ذلك عزم واستعداد الناتو في مواجهة العدوان الروسي. ولا يعتبر نشر قوات كإجراء وقائي أمرًا لم يسبق له مثيل، فالولايات المتحدة أرسلت قوات إلى مقدونيا في تسعينيات القرن الماضي للحيلولة دون اتساع نطاق الحرب اليوغسلافية. قال كما أنها أمرت مؤخرًا بمرابطة 1200 من الفرقة الأولى مشاة من الجيش الأمريكي في بولندا ودول البلطيق. ومع قيام روسيا بتكثيف هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ، كان بوسع الناتو إعلان منطقة حظر جوي فوق ماريوبول أو غيرها من المدن المحاصرة. إلا أنه قرر عدم إعلان منطقة حظر جوي خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى دخول قوات الناتو في حرب مباشرة مع روسيا. من ناحية أخرى، رأي البنتاجون أن تزويد أوكرانيا بطائرات إف16- وإف 35- المقاتلة سيكون تصعيدا. وفضل تقديم طائرات مألوفة بالفعل لدى الطيارين الأوكرانيين، مثل المقاتلات ميح- 29 وسوخوي- .25 ولكن خطط تقديم هذه الأنظمة من الأسلحة اصطدمت بعقبة عندما طالبت بولندا التي تمتلك بالفعل طائرات ميج- 29 المقاتلة بأن يزودها الناتو بأحدث الطائرات الحربية التي لديه بدلا عن الطائرات السوفيتية التي لديها. وأضاف، كان بوسع الناتو تزويد أوكرانيا بالمزيد من الطائرات المسيرة إلى خطوط إمداد غير مباشرة وإبطاء التحركات الروسية. وفيما يتعلق بالحرب السيبرانية، كان بوسع الناتو التصرف بصورة استباقية بالتنسيق مع الجماعات المدنية ذات الخبرة في مجال القرصنة لوقف عمل مواقع أجهزة الحكومة الروسية التي تعتبر جبهات معروفة بالنسبة لجهود روسيا السيبرانية. ويقول فيليبس إن نزوح ملايين الأوكرانيين إلى بولندا كان أمرا متوقعا. فلماذا لم تجهز الولايات المتحدة مسبقا مواد غذائية وأدوية، وغيرهما من المساعدات الإنسانية قبل وصولهم؟ فقد كان القيام بذلك من شأنه أن يبعث برسالة إلى موسكو تفيد بأن الغرب جاد بالنسبة لمساعدة ضحايا عدوانها. قال: إذا نظرنا إلى الوراء، سنجد أنه كان أمام حلف شمال الأطلسي (الناتو) الكثير من الخيارات لردع عدوان روسيا أو التخفيف من وطأته على أوكرانيا. وفي نهاية المطاف تُبنيت كل هذه التدابير، ولكنها تأخرت في ردع قرار روسيا بغزو أوكرانيا. وتابع: تستحق إدارة بايدن قدرا كبيرا من الامتنان لتشكيلها تحالفًا للدفاع عن أوكرانيا. ولو كان هدف بوتين هو إضعاف الناتو، فقد فشل في ذلك. فقد ظهر التحالف وهو أكثر اتحادًا وقوة في الرد على تصرفات روسيا. كما يستحق جهد الإدارة الأمريكية لتعزيز الدعم من جانب الحزبين الجمهوري والديمقراطي للمساعدات الأمنية والمالية الإشادة الكبيرة. فالوقوف في وجه روسيا يحظى بدعم الحزبين، رغم أن قيادة الكونجرس الجديدة قد تهدد هذا الإجماع.

مشاركة :