حظيت دبي خلال السنوات الماضية بشهرة واسعة وكبيرة، كونها إحدى أفضل الوجهات السياحية على مستوى العالم، التي تتمتع بخيارات ترفيهية تجعل زوارها يحصلون على تجربة متميزة، وانطلاقاً من الأرقام والمراكز المتقدمة التي عكستها التقارير الصادرة عن منظمات عالمية كثيرة، والتي تعكس تميز الإمارة في كافة المجالات، فقد كان لزاماً على المسؤولين في دبي، البحث عن رقم قياسي آخر لتحطيمه، وهو ما تبدى من خلال الرؤية الاستراتيجية لجعل دانة الدنيا مدينة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة بحلول 2020، وما يتبعه من استقطاب هذه الشريحة من مختلف أنحاء العالم للتمتع بكافة المرافق السياحية التي تقدم خدمات مميزة وتنافسية لهم، وهذا ما أكدته الأرقام التي أشارت إلى أن ما يقرب من 10% من دخل السياحة العالمية مصدرها الأشخاص ذوو الإعاقة. الطرق والمواصلات وأوضح ناصر أبو شهاب المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والحوكمة المؤسسية بالإنابة في هيئة الطرق والمواصلات أنهم يولون المعاقين أهمية كبيرة من خلال توفير خدمات ملائمة وبمستوى عالمي والتي تشمل خدمات المترو من خلال توفر التصميمات المناسبة من حيث سهولة دخول المحطات و توزيع المصاعد الكهربائية في الدور الأرضي بشكل يسهل استخدامها من قبل مستخدمي الكراسي المتحركة. كما تم تزويد الأرضيات بمسارات مخصصة لفاقدي البصر تسهل وصولهم إلى المصاعد الكهربائية، وباقي المرافق الخاصة بالمحطات، فضلاً عن تزويد المصاعد والسلالم الكهربائية بأنظمة صوتية وضوئية مخصصة للمعاقين من فاقدي البصر والسمع، مشيراً أن هناك بوابات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة تسمح بمرور العربات لقاطرات المترو، ومقاعد خاصة داخل العربات مع توفير أماكن مخصصة لوقوفها. وذكر أنه توجد مفاتيح خاصة بارتفاعات منخفضة لطلب المساعدة في حالات الطوارئ داخل عربات المترو وفي أرجاء المحطة، بالإضافة إلى توفير خدمة الهاتف العمومي بارتفاعات منخفضة لذوي العربات، وأجهزة بيع البطاقات والتذاكر مصممة بارتفاع منخفض كي تسمح باستخدام هذه الأجهزة لشراء وإعادة تعبئة البطاقات. كذلك تم تزويد أجهزة بيع التذاكر بشاشة لمس مخصصة لفاقدي البصر لتمكنهم من شراء وإعادة تعبئة البطاقات، بالإضافة إلى جهاز صوتي مخصص لفاقدي السمع في أجهزة بيع التذاكر ليمكنهم من استخدام الجهاز ومكاتب بيع تذاكر بارتفاع منخفض. وأشار إلى أن الحافلات التي تغطي كافة مناطق الإمارة، مزود الباب الأوسط فيها بلوح يشكل جسراً بين الرصيف وأرضية الحافلة لتمكين الكرسي المتحرك من الدخول بسهولة دون رفعه، كما أنها مجهزة بنظام هيدروليكي يمكن السائق من إمالة الحافلة لتقليص الارتفاع مع الرصيف مما يمكن الراكب المسن أو المريض، أو الذي به عرج من صعود الحافلة بسهولة، كما توجد كراسٍ متحركة في صالة خدمة العملاء، وكابينة خاصة في دورات المياه، فضلاً عن ناطق صوتي بالطابق المراد الوصول إليه بأجهزة المصاعد في محطات المترو. سيارات الأجرة وأبان أبو شهاب أن مؤسسة تاكسي دبي توفر 7 مركبات مجهزة لخدمة المعاقين بأفضل وأجود المعدات التي تسهل عملية تنقلهم، فضلاً عن أنها مجهزة برافعة هيدروليكية تتحمل الأوزان العالية وسائقين مؤهلين ومدربين على التعامل مع فئة الأشخاص ذوي الإعاقة. وراعت المؤسسة في وسائل النقل البحري، إمكانية الوصول السهل للمعاقين من خلال تجهيز المحطات بمدرجات مساعدة للكرسي المتحرك، على متن الباص المائي والتاكسي المائي والفيري، بالإضافة إلى تدريب موظفي خدمة العملاء بمحطات النقل البحري على خدمتهم. وأوضح أن هيئة الطرق والمواصلات ممثلة بمؤسسة الترخيص الجهة المسؤولة عن إصدار تصاريح المواقف الخاصة، أصدرت تصريحاً لمواقف المعاقين أولاً بناء على تقرير طبي معتمد أو بطاقة المعاق الصادرة من الشؤون الاجتماعية، وميزة هذه البطاقة إعفاء المعاق من دفع الرسوم سواء في مواقف المعاق أو المواقف العامة في حال انشغال موقف. ولفت أن السائحين الذين يفضلون قيادة المركبات بأنفسهم، تقدم شرطة دبي خدمة إصدار رخصة قيادة مؤقتة، بالإضافة إلى بطاقة للمواقف تقدم للزائرين من معظم دول العالم، كي يتمكنوا من قيادة المركبات المخصصة لذوي الإعاقات الحركية. وأوضح أن هيئة الطرق والمواصلات بدبي أعفت ذوي الاحتياجات الخاصة من رسوم نظام سالك المروري الخاص بمرور السيارات، مشيراً أن معظم المواقع الثقافية والمعالم السياحية الشهيرة في دبي تتميز بمداخل واسعة ودورات مياه تسهل حركة كراسي المقعدين ومواقف للسيارات مخصصة لذوي الإعاقات الحركية، بما في ذلك متحف دبي وقرية التراث وقرية الغوص. وأبان أن كافة مراكز التسوق مثل دبي مول ومول الإمارات، وشواطئ دبي مثل حديقة الممزر، والمعالم الترفيهية الخاصة بالأطفال مثل مدينة الطفل، وحديقة زعبيل الملائمة للعائلات في وسط دبي، جميعها تتمتع بخدمات وتسهيلات صديقة للمعاقين.بيئة عالميةدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي تعمل لتهيئة الإمارة كبيئة مضيافة بالتعاون مع البلدية من أجل تحسين الخدمات المقدمة لجميع الأفراد الذين يحتاجون إلى مساعدة خاصة. وأوضحت الدائرة أن تعزيز مفهوم السياحة الدامجة خلال الفترة المقبلة، يتطلب تعزيز المبادئ التوجيهية لتصنيف المنشآت الفندقية في دبي، والتي تشمل الفنادق والشقق الفندقية وبيوت العطلات، بغض النظر عن درجة تصنيفها، بحيث تؤمن مرافق وخدمات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. ويتطلب تصنيف الفنادق أيضاً أن تتوفر في المناطق العامة مساحات كافية بين الأثاث لتسهيل حركة كراسي المقعدين دون عقبات، ومواقف للسيارات مخصصة للضيوف من ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن تخصيص مرحاض واحد على الأقل لذوي الاحتياجات الخاصة في كل دورة مياه. جاهزية المطارات من ناحية أخرى وفرت الهيئة العامة للطيران المدني بدبي، وسائل نقل مجهزة بمواصفات تسهل دخول وخروج كراسي المقعدين من وإلى المطار على مدار اليوم، كما توجد في مرافق أبنية المطارات خدمات خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث خصصت مكاتب وموظفين متخصصين بالتعامل مع كافة حالات الإعاقة. مبادرات داعمة كما نجحت دائرة السياحة والتسويق التجاري في تنفيذ مبادرات تكفل لزوار دبي المعاقين أن يتمتعوا بإقامتهم فيها، ويحصلوا على تجربة إيجابية تعزز مكانة دبي كوجهة رائدة في العالم، خاصة أن السياحة الدامجة أصبح مصطلحاً يستخدم في قطاع السفر والضيافة على نطاق عالمي. مقاييس عالمية المعاقون قد لا يرغبون بمعاملة مختلفة عن الآخرين، خاصة أن هناك شخصاً من كل سبعة أشخاص في العالم ينتمي إلى فئة ذوي الإعاقة، وهو ما يشكل مليار شخص في العالم، و يوجد في الإمارات نحو 22 ألف شخص لديهم احتياجات خاصة من نوع ما، 13 ألفاً منهم يعيشون في دبي، وأن هذه الأعداد تحتم توفر خدمات كثيرة للارتقاء بما يقدم لهذه الشريحة المجتمعية، وتوجد مقاييس ومعايير عالمية تتابعها هيئة الطرق بشكل دوري، للحفاظ على جودة الخدمات وتقديمها بمستوى لائق. خطة استراتيجية تضم خمسة محاور ترسخ الإمارة صديقة لهم أوضح الدكتور سالم علي الشافعي مدير إدارة السياسات والبرامج لحقوق المعاقين في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن الإمارات تعمل بشكل حثيث على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يشكلون جزءاً رئيسياً في تكوين المجتمع، في مختلف المجالات التعليمية والصحية والتوظيفية والترفيهية، لافتاً أنه من خلال اللجنة العليا لحماية حقوق المعاقين واستراتيجية دبي لذوي الإعاقة 2020، تم وضع برامج وسياسات أساسية لتنفيذ أهداف قصيرة وطويلة الأمد، تستهدف إيجاد مجتمع دامج يحوي الجميع، وأن هذه الاستراتيجية تشمل 5 محاور تهدف إلى إيجاد تعليم دامج، وصحة وإعادة تأهيل، وبيئة مؤهلة من مبان ومرافق ونقل ومعلومات، ثم التوظيف والحماية الاجتماعية. وأضاف أنه مع تواجد هذه البيئة المثالية والداعمة لذوي الاعاقة، فإن دبي تكون بذلك قد خطت لآفاق أرحب لتعزيز بيئة سياحية على مستوى عالمي تسعى لاستقطاب المعاقين من كافة أنحاء العالم، وهي الخطوة التي تأتي استكمالاً لتلك الجهود الجبارة في السنوات الماضية، والتي رسخت الإمارة كإحدى أفضل وأهم الوجهات السياحية على مستوى العالم، وهو ما يعني زيادة المردود الاقتصادي للإمارة بشكل كبير. تنسيق وتواصل وأفاد بأن توفير البيئة السياحية الدامجة في دبي يتطلب معه مجهودات كبيرة وتنسيقاً كبيراً بين الجهات والمؤسسات التي تقدم خدماتها الرئيسية في الإمارة وتشمل منظومة الطرق والمواصلات، والبلدية ودائرة السياحة، بالتعاون مع الجهات الداعمة الأخرى، فضلاً عن القطاع الخاص كونه شريكاً رئيسياً في التنمية. وأبان أن السياحة الدامجة تتطلب توفير خطوات كثيرة، أهمها توفير المعلومات عن دبي بما يتناسب مع كافة الإعاقات من خلال مصادر معلوماتية مؤهلة، سواء إلكترونيا أو غيرها من الطرق، مضيفاً أن السياح من ذوي الإعاقة أو ذويهم، يخططون جيدا لرحلتهم قبل البدء بها ابتداء من أدق التفاصيل والتي تكون ضرورية بالنسبة لهم، من مرافق وفنادق ومواصلات، والتي تسعى دبي بكل قوة لترسيخها في كافة منشآتها. وأكد الشافعي أن الترويج لسياحة ذوي الاعاقة بدبي عالميا، يبدأ من خلال التواصل المستمر والحملات الاعلانية الكبيرة للتعريف بالخدمات والتطورات الحاصلة للبنية التحتية للإمارة، خاصة أن هناك دولا متميزة كثيرا في هذا المجال، وتستقطب أعدادا كبيرة كل عام، لافتا أن دبي قطعت شوطا كبيرا في هذا الاتجاه، بما تملكه من استراتيجية مستقبلية للبيئة الدامجة. ولفت أن هناك قوانين تلزم الفنادق بالإمارة بتخصيص نسبة من غرفها لذوي الاعاقة، وأن هناك تعاونا دائما مع المسؤولين عن السياحة لتعزيز هذه الخدمات، وقد تمت الاستعانة بخبراء عالميين لتقييم تجربة دبي، وأنهم أبدوا انطباعات جيدة، ما شجع على تعميم المقاييس الفندقية على كافة الفنادق والمرافق السياحية الموجودة في الإمارة، واشتراط دائرة السياحة تجديد رخصة الفنادق بعد استيفائها هذه المعايير، ما يؤكد على الخطوات الناجحة التي بذلت وما زالت في هذا الاتجاه، لافتا أن هناك مشروعا تحديثيا لكودات المباني والمرافق الترفيهية والسياحية وأنظمة النقل الموجودة في الإمارة، حتى تناسب كل الاعاقات بما يتوافق مع استراتيجية 2020 لجعل دبي مدينة دامجة على مستوى عالمي. معايير عالمية أوضح الدكتور سالم الشافعي أنه لا يمكن تحقيق أهداف الارتقاء بالخدمات السياحية للأشخاص ذوي الإعاقة الا في ظل وجود بيئة عمرانية ومعلوماتية دامجة متكاملة وخالية من الحواجز تتبع المعايير العالمية، فضلاً عن تحسين البنى التحتية وأنظمة النقل وتكنولوجيا المعلومات لتحويل دبي إلى مدينة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة بالكامل بحلول العام 2020 عن طريق إطلاق مجموعة من القوانين والأطر التشريعية والمبادرات التي تساهم في مجملها في تعزيز بنية تحتية وخدمية تتيح الوصول إلى جميع المرافق والاستفادة من جميع الخدمات وتوفير رعاية صحية متميزة لذوي الإعاقة إضافة إلى خدمات اجتماعية مساندة وإيجاد وعي مجتمعي واسع يسهم في دمج هذه الشريحة المجتمعية الرئيسية. توفير بيئة دامجة والاستعداد للأحداث العالمية قال الدكتور أحمد العمران نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً: إن دبي بدأت تخطو نحو توفير بيئة دامجة للمعاقين، من خلال الاستراتيجية التي تعمل عليها الحكومة بحلول 2020، والتي من شأنها جعل الإمارة مدينة صديقة للمعاقين، مؤكدا أن هذه الاستراتيجية ستجعل دبي منافسا عالميا لمدن اشتهرت بتوفير خدماتها للأشخاص ذوي الإعاقة. وأكد أن احتلال دبي لمكانة سياحية متميزة عالميا، جعلها تستهدف فئة المعاقين، والذين تقدر أعدادهم بمئات الآلاف عالميا، وهو الهدف الذي تعمل على التجهز له قطاعات كثيرة بالإمارة. وأشار إلى أن تنظيم اكسبو 2020 سيكون النقطة الأهم التي من شأنها استنفار كل الخدمات التي تقدم للأشخاص ذوي الإعاقة، لكي تصبح ذات معايير عالمية، خاصة أنه من المنتظر أن يفد لدبي الملايين، من ضمنهم عدد كبير من هذه الشريحة، لافتا إلى أنه يرى من المفيد استقطاب التجارب العالمية في هذا الشأن لتطبيق أفضلها الذي يتناسب مع مجتمعنا الإماراتي، خاصة أن أي شخص لديه احتياجات خاصة، يبحث جيدا قبل البدء برحلته السياحية عن الخدمات التي تقدمها الدولة التي سيذهب إليها، حتى يتأكد من مدى مناسبتها له، وهو الشيء الذي تعمل على ترسيخه الإمارة حاليا ببرامج ومخططات هادفة تستمر حتى السنوات القليلة المقبلة. دعم ماجد العصيمي: 10% من دخل السياحة العالمية من المعاقين أفاد ماجد العصيمي عضو اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، أن السياحة كغيرها من المجالات الأخرى حق أصيل لكل شخص لديه احتياج خاص للاستمتاع بحياته وممارستها بشكل طبيعي، لافتا أن الإحصائيات الدولية أوضحت أن ما يقرب من 10% من دخل السياحة العالمية مصدرها الأشخاص ذوو الإعاقة، وأن هذا الرقم الكبير أصبح مثار اهتمام وهدفا لشركات السياحة العالمية للوصول إليه. وأبان أن دائرة السياحة بدبي بدأت الاهتمام باستقطاب نسبة كبيرة من هذه الشريحة، من خلال تعديل المواصفات الفندقية في الإمارة، كما أنها ربطت تجديد تراخيص المرافق السياحية بالالتزام بهذه المواصفات. ولفت أن هناك تجارب عالمية مميزة في هذا الشأن من الممكن الاستفادة منها، وأن هناك تشريعات وقوانين خاصة بالمعاقين بالدولة تمنحهم حقوقهم كاملة، وهو ما يضيف للإمارات ويجعلها من الدول التي تحرص على الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع. وأضاف أن دبي وضعت خطة استراتيجية لتنفيذها خلال السنوات المقبلة، تعنى بجعلها مدينة صديقة لذوي الإعاقة، وجاذبة للسياحة من خلال وضع التشريعات والقوانين الملزمة، موضحاً أنه وكثيرين غيره يحرصون على الاطلاع ومعرفة كافة المعلومات التي توفر رحلة ممتعة من خلال الاستفسار عن الخدمات التي تقدم لهذه الشريحة.
مشاركة :