أعلنت سلسلة المطاعم الأميركية «ماكدونالدز» نيتها فتح فروع لها في إيران، ووضعت على موقعها الإلكتروني «نموذج الامتياز» الذي يسمح بطلب فتح مطعم هناك، وبينما يركز العالم على تأثير رفع العقوبات عن إيران وخصوصاً في أسعار النفط، يتساءل الإيرانيون ما إذا كانوا سيحصلون على بطاطس «ماكدونالدز» الآن. ونشرت شبكة «سي ان إن» الأميركية تقريراً يشير إلى أن «آراء الإيرانيون في مواقع التواصل الاجتماعي ممتلئة بالحب والكراهية تجاه أصابع البطاطس الذهبية الشهيرة، فبعضهم يراها رمزاً لاانضمام إيران للعالم المعاصر، بينما ينتقد بعضهم سلسلة المطاعم باعتبارها أسوأ تعبير عن الجشع الأميركي». وردت «ماكدونالدز» بنشر استمارة على موقعها الإلكتروني حتى يستطيع الإيرانيون أن يطلبوا فتح مطعم هناك، وأكدت أيضاً «أن شيئاً لم يحدث بعد». ويشير التقرير إلى أن «الشركات الأميركية الشهيرة مثل (ماكدونالدز) لا تستطيع أن تهرع إلى إيران، إذ إن الولايات المتحدة لم ترفع بعد غالبية العقوبات التي تفرضها على طهران، الأمر الذي يمنع الشركات والمواطنين الأميركيين من الاستثمار في إيران»، في حين أن أوروبا فتحت أبواب استمثاراتها هناك، فنهاية العقوبات الإيرانية تمثل دفعة هائلة للأعمال الأوروبية إذ بدأت شركات مثل «سيمنز» و «دايملر» في العمل على صفقات في إيران. وقال خبير الشرق الأوسط في «جامعة هارفارد» ماجد رافيزاده، إن «هذا سيجعل الشركات الأميركية الخاسر الأكبر من الاتفاق النووي». وجاء هدف الولايات المتحدة الأول من الاتفاق هو القضاء على التهديد النووي الايراني، الذي يؤثر في الأعمال التجارية في أنحاء العالم، ويسمح لها أيضاً باستيراد السجاد الإيراني، والكافيار والفستق، وتصدير طائرات تجارية إلى إيران. ووضعت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على طهران السبت الماضي بسبب تجربة صاروخية، إضافة إلى احتمال أن تؤدي انتخابات الرئاسة الأميركية 2016 إلى مزيد من التغييرات في العلاقات الأميركية - الإيرانية. وذكرت الشبكة على موقعها الإلكتروني ان «الشركات الأميركية العملاقة مثل (ماكدونالدز) و (أبل) تواجه وضعاً محرجاً بسبب الاتفاق النووي، فهناك طلب واضح على منتجاتهم، على الأقل من جانب بعض الإيرانيين، وهناك سوق جديدة فيها 80 مليون شخص، حوالى 60 في المئة منهم تحت سن الـ 30. والمشكلة الكبرى أن الشركات الأميركية لا تزال غير قادرة على فتح متجر أو مطعم في إيران». يذكر أن السلطات الإيرانية أغلقت العام الماضي، مطعماً للوجبات السريعة يحمل اسم «كي اف سي» بعد يوم من افتتاحه، بسبب لغط حول رخصة العمل. وعلى رغم أن المطعم يحمل الشعار والاسم نفسيهما اللذين تحملهما شركة مطاعم (كنتاكي فريد تشيكن) الأميركية، إلا أن مديره أكد أن هذا المطعم هو جزء من سلسلة مطاعم تركية الأصل ولا علاقة له بالسلسلة الأميركية. وبررت السلطات الإقفال بأن المطعم يعمل بموجب رخصة مخالفة. وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السبت الماضي رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي، إثر دخول الاتفاق الموقع في تموز (يوليو) الماضي بين القوى الكبرى وإيران حيز التنفيذ، في وقت اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني الاتفاق «صفحة ذهبية» و«نقطة تحول» في تاريخ البلاد.
مشاركة :