في تفاقم الأزمة الأوكرانية، وعدم وجود أي بارقة أمل على إنهاء الصراع المستمر بين القوات الروسية وأوكرانيا، تعالت الأوصوات التي ترى أنه من الصعب التوصل إلى تسوية لحرب أوكرانيا، بسبب الأداء الجيد القوات الأوكرانية في ساحات المعارك، مما يزيد من صعوبة طرح تسوية على روسيا. ويرى مراقبون، أن التصعيد الروسي المستمر في التصريحات يجعل أي حديث عن التسوية رضوخا للابتزاز النووي، إلا أن هناك ثلاث حالات يمكن أن تدفع بالجميع نحو إقرار التسوية، بحسب مراقبين. أولها، ظهور أي حديث عن تحرير القرم، إذا ما استمر نجاح الجيش الأوكراني في تحقيق انتصارات ميدانية على حساب الجيش الروسي، وحينها قد يضطر الأخير إلى اللجوء للسلاح النووي. و الحالة الثانية، إذا ما بدأ التقدم الروسي إلى ما بعد دونباس، فحينها سيكون من الضروري إتمام أي تسوية للحفاظ على سيادة ما تبقى من أوكرانيا. أما الحالة الثالثة، فهي إذا ما تعثر الجانبان ووصلا إلى طريق مسدود، بحيث لا يستطيع أي منهما تحقيق انتصار على الآخر، وهو ما يعني أن تكاليف استمرار القتال في أوكرانيا ستكون أكبر من أي مكاسب محتملة منه. النزاع في أوكرانيا ويرى مارك كانسيان، كبير مستشاري برنامج الأمن الدولي بمركز الدراسات الاستراتيجية، أن طرفي النزاع لا يريدان إنهاء الحرب في أوكرانيا بسبب الشروط التعسفية. وأضاف كانسيان في برنامج (مدار الغد) أن دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” ملتزم بدعم أوكرانيا، لكن يجب الدخول في مفاوضات بأقصى سرعة لإنهاء هذه الحرب المستمرة منذ شهور. وأوضح كانسيان أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك قرار وقف الحرب في أوكرانيا. الصين ووقف الحرب وقال الدكتور هاجو فونك أستاذ العلوم السياسية بجامعة برلين الحرة، إن العالم بحاجة إلى الدخول في مفاوضات لوقف الحرب في أوكرانيا. وأضاف هاجو، أن الصين يجب أن تقوم بممارسة ضغوط على روسيا لبدء المفاوضات، وإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكدا على ضرورة التفكير في إيقاف الحرب، لا سيما وأن طرفي النزاع لن يخرجا بمكاسب من هذه الحرب. زيلينسكي خاضع لبايدن وقال أندريه مورتازين الكاتب والباحث السياسي، إن روسيا تقوم بعملية عسكرية في أوكرانيا بهدف نزع سلاح ما تسميهم القوميين. وأضاف مورتازين أن روسيا لا يمكن أن تترك المناطق الأوكرانية التي ضمتهم مؤخرا، متهما الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي بأنه دمية في يد الرئيس الأمريكي جو بايدن. وتابع بالقول:” زيلينيكسي الأوكراني أداة في يد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإضعاف روسيا”. دخول المرحلة الحاسمة وقال بافيل فيلجنهاور، المحلل العسكري، إن الانتصارات الروسية الأخيرة تكتكية ومهمة، لكنها ليست انتصارًا عسكريًا كبيرا. وأضاف فيلجنهاور أن هناك أقاويل في روسيا تشير إلى أن التقدم يسير ببطئ في أوكرانيا، موضحا أن طرفي النزاع يستعدون لمواجهة جديدة مع اشتداد دخول فصل الشتاء وقد تكون حاسمة. وأشار فيلجنهاور إلى أن القيادة العسكرية الروسية تتمنى إحراز تقدم كبير على الأرض، أو حسم المعركة بحلول الصيف المقبل. عراقيل أمام روسيا وقال فيليب إنجرام، الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية البريطانية، إن هناك صعوبات كبيرة أو عراقيل أمام الجيش الروسي في أوكرانيا. وأضاف إنجرام، أن روسيا فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية، والتخلص من الحكومة الأوكرانية، وانسحبت باتجاه الشرق. وأوضح إنجرام، أن انتصار سوليدار أو سيطرة الجيش الروسي عليها، لا يعد انتصارا عسكريا كبيرا، خاصة أن الجيش الأوكراني قد يسترد القرية مرة أخرى.
مشاركة :