كونا - شددت مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو على ان "العالم لا يستطيع تحمل استمرار الحرب الروسية على اوكرانيا" مؤكدة استعداد الأمين العام أنطونيو غوتيريش لمساعدة الاطراف على انهاء "هذا الصراع العبثي وغير المبرر" على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. جاء ذلك خلال كلمة ديكارلو في جلسة مجلس الامن التي عقدت مساء امس الجمعة لبحث آخر التطورات السياسية والانسانية للحرب الروسية في اوكرانيا لافتة الى ان "هذه الحرب تسببت في كارثة انسانية وحقوقية وصدمة لجيل من الأطفال كما عجلت بأزمتي الغذاء والطاقة العالميتين". ورأت انه "مع اقتراب الحرب في أوكرانيا من ذكراها السنوية الأولى لا تلوح في الأفق نهاية للقتال او المعاناة". واستذكرت في هذا المجال "ان القوات الروسية واصلت غاراتها على المدن الأوكرانية الرئيسية طوال موسم الأعياد حيث امضى الكثير من الاوكرانيين احتفالاتهم في الملاجئ فيما كان عدد لا يحصى من العائلات في مختلف انحاء البلاد بحالة حداد على فقدان احبائهم". ولفتت ديكارلو الى اشتداد القتال البري خصوصا في اقليم (دونيتسك) "ففي مناطق الأعمال العدائية النشطة مثل (باخموت) و(سوليدار) تشكل المعارك المكثفة بما في ذلك قتال الشوارع تهديدا كبيرا للسكان المدنيين الذين لا يزالون هناك". وذكرت ان مكتب حقوق الانسان تحقق من وقوع اكثر من 18 ألف ضحية مدنية منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير الماضي ويشمل هذا المجموع ما يقرب من سبعة آلاف قتيل واكثر من 11 الف جريح ومن المحتمل أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير. وذكرت المسؤولة الاممية ان الحرب اجبرت الملايين من الاوكرانيين على الفرار من ديارهم مشيدة بكرم البلدان التي استضافت حوالي 9ر7 مليون شخص طلبوا الحماية في أوروبا. وشجعت الدول على بذل مزيد من الجهود لضمان وصول اللاجئين للحقوق والخدمات بصورة عادلة في النظم الوطنية. وحذرت في هذا المجال من ان تدمير واغلاق المدارس سيكون له تأثير دائم على الاطفال والشباب حيث تأثر ما يقدر بنحو 7ر5 مليون طفل في سن الدراسة بشكل مباشر بما في ذلك 6ر3 مليون بسبب اغلاق المؤسسات التعليمية في وقت مبكر من الصراع. ورحبت ديكارلو بالاتصالات المستمرة والتزام الطرفين بمواصلة تبادل اسرى الحرب وكان آخرها ما تم الأحد الماضي حيث تم تبادل 50 أسيرا أوكرانيا و50 اسيرا روسيا معربة عن تفاؤلها إزاء الاجتماع الذي استضافته تركيا مؤخرا بين أمناء المظالم من الجانبين الروسي والأوكراني بشأن هذه القضية.
مشاركة :