مظاهرات في ذكرى ثورة تونس: استعراض قوة وشعارات مكررة

  • 1/15/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تونس- سعت مختلف القوى السياسية لاستعراض قوتها في الذكرى الثانية عشرة للثورة التونسية من خلال جمع أنصارها في مظاهرات متفرقة، وإطلاق عدد من الشعارات المألوفة التي سبق أن رفعها التونسيون في احتجاجات 2011 من مثل “ارحل ارحل” و”الشعب يريد إسقاط الانقلاب”. يأتي هذا فيما حث الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي أنصار المنظمة النقابية إلى الاستعداد لخوض معركة أسماها معركة “الإنقاذ الوطني”، في إشارة واضحة على رغبة الاتحاد في التصعيد بالمرحلة القادمة. ◙ قيس سعيد يسحب البساط من تحت أقدام خصومه بسماحه بالتظاهر دون أن تتعرض لهم قوات الأمن ◙ قيس سعيد يسحب البساط من تحت أقدام خصومه بسماحه بالتظاهر دون أن تتعرض لهم قوات الأمن ومرت ذكرى الثورة التونسية بشكل سلس بالرغم من تصريحات وتسريبات عن أنها ستكون مناسبة فاصلة في مواجهة الرئيس قيس سعيد، وأن ما قبل 14 يناير ليس كما بعدها، في إشارة إلى حدوث تغيير جذري في تونس. لكن كل تلك التأويلات قد سقطت في الماء. وشهدت العاصمة ثلاث مظاهرات متباعدة في المكان، واحدة لعبير موسي، رئيسة حزب الحزب الدستور الحر، وأخرى لأحزاب يسارية ووسطية، وأخرى لجبهة الخلاص، التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، وإن كانت الأخيرة الأكثر حجما وتنظيما. وقالت أوساط سياسية تونسية إن قيس سعيد قد سحب البساط من تحت أقدام خصومه حين سمح بدخول أنصارهم إلى شوارع العاصمة تونس وأنهجها، ورفع شعاراتهم من دون أن تتعرض لهم قوات الأمن بأيّ شكل من الأشكال، وهو ما أسقط جزءا من خطط المعارضة التي تريد استثمار أيّ صدام ولو معزول مع قوات الأمن لكسب التعاطف الخارجي من خلال خطاب المظلومية. وأضافت هذه الأوساط أن المعارضة التونسية كررت نفسها مجددا من خلال رفع نفس الشعارات التي رفعت قبل اثني عشر عاما، وكأن هذه المعارضة ظلت تراوح مكانها ولم تفهم مطالب التونسيين الذين لم تعد تعنيهم السياسة والأحزاب، وأن ما يهمهم هو كل ما يتعلق بأوضاع المعيشة، ومسألة التشغيل، والخدمات التي تراجعت بشكل كبير بعد الثورة. وأشارت إلى أن المعارضة تظهر في كل مناسبة أنها بلا برامج هادفة لخدمة الشعب، وأن كل ما يهمها هو تسجيل المواقف السياسية وبنفس الأسلوب لأعوام، مثلما جاء في كلمة رئيس جبهة الخلاص أحمد نجيب الشابي خلال تظاهرة السبت، وكذلك كلام رئيس حزب العمال حمه الهمامي. اقرأ أيضا: ثورة تونس: 12 عاما من السياسة والأزمات الاقتصادية وقال الشابي “قيس سعيد يجب أن يرحل وفترة حكمه انتهت (..) خلاص تونس يتحقق حينما تتوحد الأطياف السياسية وتتجند ليرحل قيس سعيد”. من جانبه، قال حمه الهمامي “نحن هنا في الشارع لنوجه رسالة إلى قيس سعيد لنقول له ارحل، وإن هذا الشعب سيسقطك مثلما أسقط بن علي”. وشارك حزب العمال في الاحتجاجات مع باقي الأحزاب المعارضة في مسعى لزيادة الضغط على الرئيس التونسي، الذي يقود السلطة بصلاحيات واسعة كرسها الدستور الجديد، الذي وضعه عبر استفتاء شعبي في 25 يوليو الماضي. وكان الرئيس التونسي قد استبق هذه الاحتجاجات بزيارة قام بها إلى شارع الحبيب بورقيبة الجمعة أكد فيها بأن “لا عودة إلى الوراء”، وأن الكلمة النهائية تعود إلى الشعب، وأن “لا مكان للخونة والعملاء في تونس”، وأضاف أنه “لا يخشى أيّ شيء سوى الله”. وفي غضون ذلك يتهاوى الاقتصاد، مع اختفاء سلع أساسية من على الأرفف دون تمكن الحكومة بعد من تأمين خطة إنقاذ دولية مع مواجهة مالية الدولة للإفلاس. ◙ نورالدين الطبوبي يعلن اعتزام الاتحاد الانطلاق في معركة وطنية لإنقاذ تونس ◙ نورالدين الطبوبي يعلن اعتزام الاتحاد الانطلاق في معركة وطنية لإنقاذ تونس وتعارض القوى السياسية الرئيسية، بما في ذلك معظم الأحزاب والنقابات العمالية، لجوء تونس إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي من أجل الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد. ويقول مراقبون إن المعارضة تنظر إلى الأزمة من زاوية واحدة تتعلق بمصالحها والمكاسب التي ستحققها من فشل قيس سعيد في إدارة الأزمة، بالرغم من أن تلك الأزمة هي نتيجة لسياسات سابقة لحكم أحزاب رئيسية في هذه المعارضة. وخلال الفترة التي سبقت استلام قيس سعيد للحكم، كانت الأحزاب المتظاهرة ومعها اتحاد الشغل تعيش على وقع صراعات كثيرة على الحكومة وعلى السياسات الاقتصادية للبلاد، ما يدفع المراقبين إلى التساؤل إن كانت هذه المعارضة صارت بقدرة قادر قادرة على الخروج بتونس من أزمتها، وهي التي لم تتمكن من إصلاح الانقسامات الأيديولوجية والشخصية العميقة التي قسَّمتها لسنوات بدلا من تشكيل جبهة موحدة. ولا تزال أحزاب كثيرة ترفض أيّ دور لأكبر حزب سياسي في المشهد، وهو حزب النهضة الإسلامي. ويسعى الاتحاد العام التونسي للشغل إلى حوار وطني لكنه يريد حوارا من موقع قوة، وأن على الرئيس سعيد أن يقبل بالحوار دون شروط. وأطلق الطبوبي خلال كلمة له في أحد اللقاءات النقابية في العاصمة تونس خطابا قويا تجاوز فيه حدود التعاطي مع قيس سعيد كرئيس جمهورية منتخب، حيث تحدث عن حوار وطني “رغم أنف أيّ كان”، وأن “من لا يحترمنا لا نحترمه مهما كان موقعه”، في إشارة إلى القطيعة مع الرئيس سعيد الذي لم يظهر دعمه لـ”خارطة طريق” أعلن عنها الاتحاد، وجاءت غامضة فيما طلب من دور رئيس الجمهورية الإشراف على “الحوار الوطني” من دون الإشارة إلى حقه في القبول أو الرفض. وأضاف الطبوبي في التصريحات التي نقلتها مواقع تونسية أن “اللقاء سيكون في ساحات النضال الحقيقي”، معلنا اعتزام الاتحاد الانطلاق في معركة وطنية لإنقاذ تونس.

مشاركة :