أعجبني التصرف الأخير لنادي الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي قرر رفع قضية على أحد لاعبي فريق منافس إثر مشهد تمثيلي انتشر أخيراً، يقوم فيه اللاعب برمي شعار نادي الاتحاد بالأرض بعد أن يحاول أحد الجماهير وضعه فوق كتفيه. كما أعجبتني إحدى شركات السيارات المشهورة بفخامتها بعد أن رفعت قضية ضد شاعر شعبي قام باستخدام شعار الشركة كراع رسمي لإحدى (شيلاته) ضعيفة المضمون. هذا الفهم عالي المستوى لما تمثله السمعة يثبت أن المسألة ليست ارتجالية، بل هي علم قائم بذاته ليست ارتجالية، بل هي علم قائم بذاته يسمى إدارة السمعة، إذ إن السمعة التي تشكل الصورة الذهنية عند الجمهور هي بكل حال من الأحوال لا تقل أهمية عن باقي الأركان التي تقوم عليها المنشأة، بل إن هناك شركات متخصصة تقوم بإدارة بناء السمعة مقابل مبالغ مالية ضخمة، حيث يتعدى هذا الدور من المنشآت إلى الدول. كم تمنيت أن يكون لدينا في كل المؤسسات والقطاعات من يملكون الجرأة التي تملكها إدارة نادي الاتحاد والتي لم تتساهل أو تدخل في جدل طويل ليس له ملامح، بل ذهبت مباشرة للقضاء وهذا مما يحمي شعار نادي الاتحاد وسمعته من التطاول أو العبث. وسيفكر الشخص ألف مرة قبل استخدام شعار نادي الاتحاد في مشهد تمثيلي أو غيره. إن بلادنا بحاجة ماسة لإدارة مستقلة تطارد العابثين بسمعتها، وقبل ذلك تبث رسائل توعوية لتفنيد نوعية تلك الرسائل المسيئة وبيان درجات عقوبتها. إن ضعف الإحساس بالمسؤولية والجهل وحب الشهرة وسهولة تصوير الحدث وبثه تسببت في قيام بعض المواطنين السعوديين - أكثر من غيرهم مقارنة بمواطني دول الخليج أو مواطني الدول العربية - بالتفنن في تصوير مقاطع غريبة وصادمة ومسيئة لسمعة بلادهم وبثها لتنتشر بسرعة انتشار النار في الهشيم. أغلب المقاطع المسيئة صورت بواسطة أناس واضح بل مؤكد تدني مستواهم التعليمي، إذ إن المتعلم لا يمكن أن يحرق حيواناً في قفص أو يقبل أن يصب على يده دهن عود أو سمن. المتعلم يدرك خطورة تصوير تلك المقاطع، وقبل ذلك يدرك خطورة فعلته سواء بتصوير أو بدونه، أن حماية سمعة الوطن سواء في الداخل أو الخارج تتطلب تشكيل إدارة مستقلة تقوم بالتحذير من المساس بسمعة الوطن وملاحقة هؤلاء العابثين عبر القانون ومعاقبتهم، لأن السمعة تعد ثروة ذات أهمية قصوى يمنع العبث بها. مقالات أخرى للكاتب احمرار خدود (سعودي)! ملاحظة على نشيدنا الوطني! الفكر القديم: البريد مثلاً ! المواطن والخطوط: درجة ثانية..!! وطن بلا فقراء!
مشاركة :