أكد فخامة يون سوك يول، رئيس جمهورية كوريا، أن آفاق التعاون الكوري الإماراتي في الفترة المقبلة كبيرة، يعززها تمتع البلدين بعلاقة شراكة استراتيجية طويلة الأمد. وقال الرئيس يون، إن التعاون بين بلاده والإمارات سيساهم في تعزيز الاستقرار في قطاع الطاقة العالمي، وفي دعم صناعة المدن الذكية، لافتاً إلى أنه يعتبر زيارته للدولة التي بدأت أمس فرصة لتوسيع التعاون بين البلدين، ليشمل جهودهما الثنائية لتحقيق الحياد الكربوني، وتعزيز العمل المناخي بين دول العالم. وتحدث يون بمناسبة أول زيارة رسمية له إلى الإمارات عن جوانب التعاون الثنائي مع دولة الإمارات في مجال الاقتصاد والجهود المشتركة الهادفة إلى مكافحة تداعيات التغير المناخي، ولاسيما في مجالات تحول الطاقة وإنتاج الهيدروجين والمزارع الذكية في سياق أسبوع أبوظبي للاستدامة، ومؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، وأكد فخامته أن بلاده ستعمل بالتعاون مع دولة الإمارات لإنجاح مؤتمر الأطراف COP28، المقرر عقده في نهاية العام الجاري في دولة الإمارات، وقال إن الزيارة ستركز على أربعة مجالات مهمة مثل محطات الطاقة النووية والطاقة والاستثمار والصناعات الدفاعية. ■ ما هي توقعاتكم بشأن أول زيارة رسمية لفخامتكم إلى دولة الإمارات؟ ■■ يسعدني اللقاء مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال زيارتي، وأتطلع لتأسيس علاقات جيدة قائمة على الصداقة والثقة. تحمل زيارتي دلالة خاصة، ولاسيما أنها أول زيارة رسمية منذ انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1980. - سيناقش الطرفان التعاون المستقبلي عبر جميع القطاعات، بما في ذلك الاستجابات لتغير المناخ والعلوم والتكنولوجيا والصناعات الجديدة في المستقبل والرعاية الصحية، بالإضافة إلى التبادلات الثقافية عبر الزيارات بين الدولتين، ستكون آفاق التعاون الكوري الإماراتي كبيرة في الفترة المقبلة. يرافقني وفد كبير يضم 100 من قادة الأعمال الكوريين، جنباً إلى جنب مع وفد من كبار المسؤولين الحكوميين. أسبوع أبوظبي للاستدامة ■ يتوقع أن تشاركوا في أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يسبق استضافة مؤتمر الأطراف «COP28» الذي سينعقد في الإمارات العربية المتحدة في وقت لاحق من هذا العام. هل يمكنكم الحديث عن أهمية الحدثين على الصعيد الدولي والتعاون الإماراتي الكوري المرتقب؟ ■■ سيقيّم مؤتمر الأطراف «COP28» هذا العام، ولأول مرة، التقدم المحرز في الجهود المشتركة للوصول إلى أهداف اتفاقية باريس من خلال سلسلة «عمليات التقييم» العالمية والتي ستكون نقطة تحول حاسمة لمزيد من الجهود لتعزيز العمل المناخي في جميع أنحاء العالم. إن دولة الإمارات العربية المتحدة، المعروفة عالمياً بأنها إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط، هي أول دولة في الشرق الأوسط تعلن هدفها الخاص بالحياد المناخي، وتسعى إلى الانتقال إلى هيكل اقتصادي وصناعي يركز على الطاقة النظيفة. منذ عام 2008، يعقد أسبوع أبوظبي للاستدامة بهدف استضافة وتجميع خبراء تطوير التكنولوجيا والتعاون الدولي من جميع أنحاء العالم من أجل التحول إلى الطاقة النظيفة. ولذلك، فمن المتوقع أن يكون الحدث بمثابة جسر يضمن نجاح مؤتمر الأطراف «COP28». وتتمتع كوريا والإمارات العربية المتحدة بعلاقة شراكة استراتيجية طويلة الأمد، وأعتزم الاستفادة من زيارتي كفرصة لتوسيع التعاون الودي بين بلدينا ليشمل جهودنا لتحقيق الحياد الكربوني، وتعزيز العمل المناخي بين دول العالم، بالإضافة إلى ذلك، عندما يتم الجمع بين تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء وتشغيل مدينة مصدر «كواحدة من أكثر المجتمعات الحضرية استدامة في العالم» مع تكنولوجيا المعلومات الكورية ذات المستوى العالمي، وبناء البنية التحتية والتكنولوجيا الخضراء، فمن المتوقع أن يحقق البلدان إنجازات كبيرة في العالم في صناعة المدن الذكية العالمية. شراكة استراتيجية ■ كيف تنظرون إلى الأهمية الاستراتيجية لعلاقات كوريا مع دول الخليج العربي، خاصة الشراكة الاستراتيجية الخاصة مع الإمارات؟ ■■ ثمة تعاون يربط بين كوريا ودول الخليج في عدد من المجالات التي تركز على الطاقة والبناء والبنية التحتية. تعتبر كوريا واحدة من أكبر خمس دول مستوردة للنفط الخام في العالم. ونظراً لأن أكثر من 50 في المائة من نفطنا المستورد يأتي من الخليج، فإن العلاقات مع دول الخليج لها أهمية كبيرة فيما يتعلق بأمن طاقتنا. كما قدمت الشركات الكورية مساهمات ملحوظة في تعزيز البنية التحتية لعدد من دول الشرق الأوسط. قرابة 30 في المائة من الطلبات الخارجية التي تلقتها شركات البناء لدينا في عام 2022 كانت من الشرق الأوسط. يمكن النظر إلى التعاون في البنية التحتية، كما هو الحال في قطاع البناء على نطاق واسع، على أنه القوة الدافعة وراء التنمية الاقتصادية لبلدينا. في الآونة الأخيرة، بدأت دول الخليج تعمل على تطوير الصناعات المستقبلية للتحضير لعصر ما بعد النفط. ونظراً للتقدم التقني الكبير الذي تتمتع به كوريا، والخبرة والمعرفة التي تراكمت لدينا في تنفيذ المشاريع في جميع أنحاء الخليج والرؤية المشتركة التي نتشاركها مع دول الخليج، فإن كلا الجانبين هما الشريكان الأمثل لبعضهما البعض في هذا الصدد. ومنذ إنشاء محطة براكة للطاقة النووية، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة هي الشريك الاستراتيجي الرئيسي لبلدنا في الشرق الأوسط في مجال الصناعات المستقبلية، بما في ذلك الفضاء والرعاية الصحية والخدمات الطبية والمزارع الذكية والهيدروجين. أخبار ذات صلة الإمارات وجمهورية كوريا نموذج للتعاون المشترك سفير الإمارات لدى جمهورية كوريا لـ «الاتحاد»: التواصل والحوار لمواجهة التحديات اتفاقيات التجارة ■ تعمل كوريا على تعزيز علاقاتها مع الكتل الإقليمية مثل الآسيان، والتي تعززها اتفاقيات التجارة الحرة. ما هي أهمية المفاوضات الجارية حول اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا ومجلس التعاون الخليجي؟ ■■ اتفقت كوريا ودول مجلس التعاون الخليجي في عام 2007 على بذل الجهود من أجل اتفاقية التجارة الحرة. والمفاوضات جارية حالياً بهدف التوصل إلى اتفاق. وأقامت كوريا ودول مجلس التعاون الخليجي علاقات تعاون طويلة الأمد في مجالات مثل الطاقة والبناء. في الآونة الأخيرة، توسع نطاق تعاوننا ليشمل الصناعات المتقدمة، والصناعة الدفاعية، والرعاية الصحية، والزراعة، والثقافة. وآمل أن تكون اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا ودول مجلس التعاون الخليجي، في حال إبرامها، بمثابة قوة دافعة تساهم في تحقيق المساعي المشتركة لبلدينا للاستجابة للتحديات الجديدة، بما في ذلك تغير المناخ وأزمات سلاسل التوريد والتحول الرقمي، بالإضافة إلى التعاون التكنولوجي والصناعي. العلاقات الاقتصادية والتجارية ■ كيف تقيمون التقدم في العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية وآفاق المستقبل؟ ■■ تتعاون الدولتان الصديقتان عبر مختلف المجالات، بما في ذلك الصناعة الدفاعية والزراعة والخدمات الصحية والطبية والثقافة. آمل أن تساهم الزيارة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين كوريا والإمارات العربية المتحدة في مستويات رفيعة المستوى. القضايا الإقليمية والدولية ■ ما رأيكم بشأن آفاق التعاون الكوري الإماراتي في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؟ ■■ يعد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية عاملين مهمين للسلام والازدهار العالميين. تتقدم الإمارات العربية المتحدة بسرعة في ظل القيادة المستنيرة للدولة والتي تتمتع برؤية مستقبلية ثاقبة وتزيد من مساهمتها في القضايا الإقليمية والدولية. كما تنتهج كوريا سياسات خارجية مسؤولة في ظل رؤية أن نصبح دولة محورية على مستوى العالم. فضلاً عن ذلك تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة بنشاط كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 2022-2023. وتسعى كوريا أيضاً للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 2024-2025، وسنعمل معاً بشكل أوثق على الساحة الدولية، بما في ذلك في الأمم المتحدة. ونحن سندعم استضافة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في نهاية هذا العام وسنعمل معاً في هذا الصدد لإنجاح هذا الحدث العالمي. الجالية الكورية ■ كيف تنظرون إلى أهمية العلاقات الثقافية والشعبية ومساهمة الجالية الكورية في الإمارات في هذا الصدد؟ ■■ تمثل التبادلات الثقافية والشعبية بين كوريا والإمارات قاعدة صلبة لتقدم العلاقات بين كوريا والإمارات العربية المتحدة. يسعدني أن تعزيز هذه العلاقة ساعدنا على مد جسور التعاون بين شعبينا. ومنذ انطلاقة طفرة البناء والتشييد في سبعينيات القرن الماضي تساهم الجالية الكورية من المهنيين العاملين في مختلف المجالات، بدءاً من العلماء والأطباء والممرضات والمضيفات إلى رواد الأعمال.. في النمو الاجتماعي والاقتصادي لدولة الإمارات.
مشاركة :