بغداد – لم تتوقف الاتهامات الموجّهة للجيش التركي باستخدام أسلحة كيمياوية ضد مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" لدى الأحزاب الكردية، فقد أكد النائب في البرلمان العراقي سوران عمر ذلك، وطالب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بفتح تحقيق في الغرض. وقال عمر في كتاب رسمي موجه إلى رئيس مجلس الوزراء العراقي إنه "سبق وأن أرسل النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، كتابا إلى وزارة الخارجية العراقية يطلب فيه تشكيل لجنة تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيمياوية الممنوعة دوليا من قبل تركيا". وأشار إلى أنه "لم يتم اتخاذ أي موقف حتى هذه اللحظة حول تلك الهجمات العسكرية والاعتداءات على أرض العراق والإقليم". ولفت عمر إلى أن "العشرات من المواطنين راحوا ضحايا لتلك الهجمات، لذلك نعرض على سيادتكم مجموعة من التقارير التي تؤكد استخدام الأسلحة الكيمياوية لغرض تشكيل لجنة تحقيق حول القضية". وسبق لحزب العمال الكردستاني أن أكد مقتل 17 من عناصره بأسلحة كيمياوية استخدمها الجيش التركي في هجمات على مقرات وعناصر الحزب في إقليم كردستان، وهو ما نفته تركيا. والأربعاء الماضي، قررت محكمة تركية الإفراج عن رئيسة الجمعية الطبية التركية شيبنم كورور فينجاني، التي تم اعتقالها من قبل الأمن التركي بعد أن سلطت الضوء خلال مقابلة تلفزيونية على الاتهامات التي وردت للمرة الأولى في وسائل إعلام مقرّبة من حزب العمال الكردستاني، بشأن استخدام الجيش التركي أسلحة كيمياوية. ونفذت تركيا في السنوات الأخيرة عددا من العمليات عبر الحدود استهدفت مجموعات كردية متمركزة في شمالي العراق وسوريا، وقالت إنها تدافع عن نفسها وتمنع الهجمات المحتملة على أراضيها. وشنت تركيا في نوفمبر الماضي غارات جوية على أهداف قالت إنها تابعة لميليشيات كردية في العراق وسوريا، بعد أسبوع على تفجير في إسطنبول اتهمت أنقرة "حزب العمال الكردستاني" بتنفيذه. ونفى حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية، أي علاقة بهجوم إسطنبول، والذي أوقع ستة قتلى. ويلازم أكراد العراق شعور قوي بأنّهم باتوا متروكين لمصيرهم بالكامل حيال التهديدات التركية لهم داخل إقليمهم وخارجه، وذلك من خلال عدم مبالاة الدولة العراقية بالتهديدات التركية لأراضي كردستان، بينما تلمس تركيا وجود ضوء أخضر من حكومة بغداد للمضي بعيدا في ملاحقة الحزب داخل الأراضي العراقية. وتتمركز القوات التركية في شمال العراق، إذ يقول الأكراد إن هناك ما يزيد عن 27 قاعدة عسكرية بما فيها مراكز تدريب لجنود أتراك في إقليم كردستان، بينما أقرّ بن علي يلدرم، رئيس الوزراء التركي السابق في مؤتمر صحافي ببغداد في يونيو 2018، بوجود 11 قاعدة عسكرية، وقال "قمنا بإنشاء 11 قاعدة عسكرية وضاعفنا عدد جنودنا وقواتنا في تلك القواعد لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني قبل التوغل إلى حدودنا". وتوجد القواعد العسكرية التركية في كل من مناطق بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية. وفي أعقاب ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" في عام 2014، أنشأت تركيا قواعد أخرى في بعشيقة وصوران وقلعة جولان، وحولت المقر العسكري في منطقة "حرير" القريبة من أربيل إلى قاعدة عسكرية، إلى جانب معسكر "زمار" لتدريب جنودها. وتمتد مناطق انتشار القواعد التركية في إقليم كردستان العراق على طول الحدود، بدءا من "معبر خابور" وصولا إلى منطقة "صوران". كما قامت ببناء "قاعدة سيدكان" وبضعة مقرات عسكرية في منطقتي ديانا وجومان القريبتين من جبال قنديل، من أجل إحكام السيطرة على مناطق خنير وخاوكورك وكيلاشين.
مشاركة :