أنهى سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي، وطاقم Crew-6، آخر أسبوع تدريبي في شركة سبيس إكس في لوس أنجلوس، حيث ستنطلق المهمة السادسة لها، وستحمل على متنها رائدي فضاء من وكالة «ناسا» الأميركية وهما ستيفن بوين، قائد البعثة، والطيار وودي هوبورغ، إلى جانب اختصاصيي البعثة، وهما رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، ورائد الفضاء الروسي أندري فيدياييف. وسينفذ النيادي خلال رحلته التي ستنطلق في فبراير القادم، مهمات سيتم إجراؤها لأول مرة على متن محطة الفضاء الدولية، والتي سيتم تسجيلها باسم الإمارات، فيما ستشمل المهام المجدولة والتي سينفذها أيضاً عمليات للسير بالفضاء، كما سيتم إجراء 25 تجربة علمية خلال المهمة، يشارك بها النيادي مع مختلف وكالات الفضاء العالمية. وسيرتدي النيادي بدلة السير في الفضاء، والتي تزن 130 كجم على الأرض، وتسمى بـ«وحدة التنقل خارج المركبة» أو «EMU»، والتي يتطلب ارتداؤها 45 دقيقة، بالإضافة إلى تركيب المعدات الخاصة بها والخوذة والقفازات، يعقب ذلك دخوله في وحدة مضغوطة للتكيف مع الضغط المنخفض، الذي تتم المحافظة عليه في البدلة، حيث يجب أن يقضي رائد الفضاء ما يزيد على ساعة، يتنفس الأكسجين النقي قبل الخروج من هذه الوحدة المضغوطة. وتعتبر بدلة السير بالفضاء أشبه بمركبة فضاء صغيرة، تحمي الرواد من الظروف القاسية خارج المحطة الدولية، ومن الغبار الفضائي، خاصة أن النيادي يستعد للسير بالفضاء لأداء مهام وإصلاحات خارج المحطة، قد تستمر ثماني ساعات، وتتكون الأجزاء المرنة للبدلة من 16 طبقة من المواد، وكل طبقة لها وظيفة مختلفة، حيث يحتفظ البعض بالأكسجين، بينما يحمي البعض الآخر الرائد من الغبار الفضائي. أخبار ذات صلة مركبة إغاثة روسية إلى محطة الفضاء خلل في مركبة الهبوط يؤخر عودة رواد فضاء تدريبات صحية خضع النيادي لتدريبات صحية لاكتساب مهارات طبية، تجعله مهيّأً للتعامل مع حالات الطوارئ، وتضمن التدريب الإسعافات الأولية، ومراقبة المؤشرات الحيوية، وتنفيذ عمليات إنقاذ الحياة، بالإضافة إلى تدريبات، منها التقاط مركبة الشحن «سيغنوس» باستخدام الذراع الآلية «كندارم 2»، البالغ طولها 17 متراً، والتي تستخدمها المحطة الدولية في العديد من الوظائف، منها إطلاق والتقاط الأقمار الصناعية، بالإضافة لمهام الصيانة، وكذلك تحريك رواد الفضاء حول المحطة أثناء عمليات السير الفضائية، وإمكانية تحريك أجزاء مختلفة من المحطة، خاصة أن محطة الفضاء الدولية يتم تكبيرها وتوسيع أقسامها وبناؤها باستمرار، وذلك لمواكبة مختلف المهام البحثية التي تنفذها. وتعد محطة الفضاء الدولية من أهم المشاريع الدولية في مجال الفضاء، وأكبر قمر صناعي مأهول في مدار الأرض المنخفض، وهي نتاج مشروع دولي تشرف عليه 5 وكالات فضاء عالمية، هي الأميركية «ناسا»، والروسية «روسكوزموس»، واليابانية «جاكسا»، والأوروبية «إيسا»، والكندية «سيسا». ومنذ إطلاقها قبل أكثر من 20 عاماً وبالتحديد في 1998، تعمل المحطة كمختبر علمي لبحوث الجاذبية وبيئة الفضاء، ويجري أفراد طاقمها المتغيرون تجارب تشمل ميادين مختلفة تهم البشر، منها علم الأحياء البشرية، والفيزياء، والفلك، والأرصاد الجوية، وطب الفضاء، وتشكل المحطة أفضل مكان لاختبار أنظمة المركبات الفضائية والمعدات اللازمة للبعثات المستقبلية إلى القمر والكواكب الأخرى مثل المريخ.
مشاركة :