سواء كنت تمضغ العلكة لتسلية وقتك، أو تنظيفًا لفمك، أو حتى لتمرين عضلات فكك، لا تعد تلك عادة مفيدة، بل تتخطى ذلك إلى تسببها في عدد من الأضرار الصحية التي يصل بعضها حد الخطورة. وإن كانت عادة بعض الأشخاص المداومة على مضغ العلكة، فإنهم يخاطرون بالتسبب في اجتلاب مشكلات لأنفسهم هم في غنى عنها. يؤثر مضغ العلكة سلبًا في عدد من الأعضاء المختلفة بجسد الإنسان، متسببًا في حدوث مشكلات بها، إذا ما داوم الشخص على تناولها، وتبرز صحيفة "جارديان" تلك الأضرار كالآتي: في حال كان الشخص يعتمد على العلكة المحلاة بالسكر، فإنه يعرض أسنانه في تلك الحالة لخطر التسوس. أما الذين يستهلكون العلكة الخالية من السكر فهم ليسوا بمنأى عن الخطر أيضًا، قذ يحتوي ذلك النوع على حمضيات تتسبب في تآكل الأسنان. الخلينظف الأسنانمشروبات "الدايت" الغازيةلا تضر الأسنانالعلكة الخالية من السكربديل للفرشاةإذا مرت عليك أي من المعلومات المغلوطة السابقة ، فهنا تصحيحها #صحتي_تبدأ_بفمي#الأسبوع_الخليجي_لصحة_الفم_والأسنان pic.twitter.com/AizHMZ69mS— مجلس الصحة الخليجي (@GHC_GCC) March 28, 2021 مع استمرار حركة الفم أثناء مضغ العلكة، تدخل كميات زائدة من الهواء إلى الجهاز الهضمي، الأمر الذي قد يسبب آلامًا في البطن. إضافة إلى ذلك فإن المخ يرسل إشارات للمعدة أثناء مضغ الشخص للعلكة، حتى تستعد لاستقبال الطعام الموجود في الفم (يتعامل المخ مع العلكة على أنها طعام سينزل للمعدة بعد مضغه)، وهو ما لن يحدث، فيزيد إنتاج حمض المعدة دون داع لذلك، فيشعر الشخص بالانتفاخ والحرقة. يقتصر هذا الضرر على ماضغي العلكة الخالية من السكر، إذ إن المواد المستخدمة فيها والبديلة عن السكر لها تأثير ملين، يتضح بشكل كبير عند استهلاك كميات كبيرة منه بمضغ المزيد من العلكة. وغير ذلك فإن نفس المواد تتسبب في أضرار بالجهاز الهضمي، عند أولئك الذين يعانون متلازمة القولون العصبي. يمكن أن يصاب الشخص المداوم على تناول العلكة بصداع مزمن، والناتج عن حركة عضلات الوجه المستمرة وغير الضرورية خلال عملية المضغ. تأتي العلكة ضمن قائمة المواد التي لا تستطيع المعدة هضمها، لكنها مع ذلك تتخلص منها عندما تلفظها إلى الأمعاء، لتبدأ رحلتها التي تنتهي بالخروج من الجسد بشكل طبيعي. لكن مشكلة تنتظر الأشخاص الذين يبالغون في بلع العلكة، فهم يواجهون خطر انسداد الأمعاء، حين تتراكم كميات منها داخل القنوات المعوية، ملتصقة بالجدران الداخلية لها، فتمنع مرور الطعام المهضوم، وتسد عليه مجراه المفترض أن يتخذه، ما يجر على الشخص مشكلات صحية كبيرة بسبب ذلك الانسداد، بحسب ما تورده منظمة "مايو كلينك" الطبية الأمريكية. ويتزايد خطر انسداد الأمعاء عند الأطفال الذين لا يدركون غالبًا خطورة ابتلاع العلكة، لذا يعد من الضروري التنبيه عليهم بالحذر من تلك العادة التي قد تتسبب لهم في مضاعفات خطيرة. تذكر كارين كان، وهي طبيبة مختصة في صحة الفم والأسنان، لعيادات كليفلاند، عددًا من الطرق التي يمكن باتباعها تجنب الأضرار الصحية الناتجة عن مضغ العلكة، وهي كالآتي: يفضل ألا تزيد مدة مضغ الشخص للعلكة عن 15 دقيقة في المرة الواحدة، إذ إن زيادة فترة وجودها داخل الفم عن ذلك يبدأ في إلحاق الضرر بالشخص لا تحاول استخدام العلكة كمنظف للفم للتخلص من روائحه الكريهة، بديلًا عن الفرشاة أو المسواك. إن اضطررت لاستخدام العلكة فتجنب قدر الإمكان النوع المحلى بالسكر منها، وإن كانت على كل حال مضرة، لكن تلك الخالية من السكر هي أقل ضررًا. وفي النهاية فإن تجنب العلكة بقدر كبير، أو حتى الامتناع عنها يعد خيارًا ممتازًا للحفاظ على صحتك.
مشاركة :