مفتي أوكرانيا يخلع العمامة ويذهب للمعركة

  • 1/17/2023
  • 00:45
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نزع مفتي أوكرانيا سعيد إسماعيلوف العمامة من فوق رأسه، وأخذ سلاحه وخرج إلى جبهة القتال للدفاع عن وطنه، في واحدة من أروع قصص التضحية التي تشهدها المعركة التي اندلعت قبل ما يقارب 11 شهرا.تطوع إسماعيلوف، المولود في دونيتسك، وذهب إلى الجبهة، حيث يقاتل حاليا في صفوف أحد ألوية المسعفين في باخموت شرق أوكرانيا، ويقول الرجل البالغ من العمر 44 عاما: «الروس يعتدون على عائلتي منذ قرن من الزمان، حيث يدمرون ويستولون على كل ما نملكه، كل غال ونفيس».. وفقا لموقع (24) الإماراتي.وظهر أخيرا في مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتلو آيات من سورة الفتح، وأظهر المقطع أنقاض باخموت، على خلفية المسجد غير المكتمل، الذي تعطل بناؤه بسبب الاجتياح الشامل.سرقوا شقتييذكر المفتي أنه من بين الدوافع الكثيرة التي دعته إلى حمل السلاح دافع شخصي يجسد تاريخ أوكرانيا. ويتذكر «عام 2014، جاء الروس أنفسهم إلى دونباس واضطهدوني.فاضطررت إلى الذهاب إلى كييف للاستقرار في بوتشا. لكن الروس ذهبوا إلى هناك أيضا في 2022 وسرقوا شقتي. لقد سئمتهم بكل صدق. علينا تدمير هذه الإمبراطورية».في مقابلة مع صحيفة «برافدا» الأوكرانية، تحدث إسماعيلوف عن الفراغ الروحي لروسيا، ودوافع الأوكرانيين في هذه الحرب، وعن أقوى سلاح بشري.ويقول: «قبل الحرب كنت مفتيا، أتعلم ذلك؟ كنت ألتقي ملوكا ورؤساء ووزراء ونوابا، والآن أعيش في البرد، دون تدفئة أو كهرباء، منغمسا في الوحل حتى ركبتيّ».وأضاف: «من الصعب أن تتنبأ بطبيعة سلوكك عندما تخوض حربا، كثير من الناس يصيبهم الذعر، بعض الناس يرتبك. وأما بعضهم الآخر - على النقيض من ذلك - فيصبح شديد التركيز ويؤدي عمله بشكل جيد».زحف جنونيأكد المفتي أن لديه كثيرا من الدوافع الشخصية في هذه الحرب، وعلى رأسها أن مسلمي أوكرانيا لا يريدون الاحتلال الروسي، فالأخيرة ليست صديقة للإسلام ولا متسامحة معه.وذكر أن مسلمي شمال القوقاز، الذين عارضوا باستمرار العبودية المتمثلة في «الترويس» وتدمير الهوية الوطنية، هم وحدهم الذين يختلفون عن هذه الجمهرة. فمستوى الوعي أعلى في القوقاز.وأما في المناطق الأخرى من الاتحاد الروسي، فالأمر مروع. نرى بعضهم صار روسيا أكثر من الروس أنفسهم.ويشير إلى أن «بوتين وعد بالاستيلاء على باخموت بحلول العام الجديد، ألقوا بكل قواتهم ومواردهم هناك، يزحفون بجنون، غير مبالين بالخسائر، لديهم رغبة عارمة في الاستيلاء على باخموت، مثلما حرص الصليبيون دوما على الإبحار من أوروبا إلى الشرق الأوسط للاستيلاء على القدس من أجل فكرة ما».الهوية والوحدةيشدد المفتي على أن بلاده لن تنتصر إلا بالوحدة والوعي بهويتها التي تكافح في سبيها، ويقول: «روح الأخوة وقيم الحريات الديمقراطية والمبادئ الأخلاقية يجب أن تبقى بعد الحرب.لا يمكن تحقيق مصالحة مع المتواطئين الذين عملوا مع روسيا في الأراضي المحتلة، بعد الحرب، سيكون لزاما علينا التعايش مع ما تغلبنا عليه لفترة طويلة، المهم ألا تصبح هذه التناقضات ذريعة للصراعات الداخلية، لذلك نحتاج إلى حوار وطني بعد الانتصار».

مشاركة :