دعت مؤسسة ناشونال إنترست الأمريكية، إدارة الرئيس جو بايدن إلى تعزيز علاقات بلاده مع السعودية، ردا على التحالف الذي بدأت الصين تقيمه مع دول الخليج.واتفقت مريم وهبة محللة شؤون الشرق الأوسط والمديرة المشاركة للمناصرة في مشروع فيلوس، وزين زوفاك محلل العلاقات التنافسية بين الولايات المتحدة والصين، على أن المملكة حليف لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.وأبدى الخبيران الأمريكيان قلقهما من تعزيز العلاقات بين الصين والمملكة، بعدما امتدت السجادة الأرجوانية في الشهر الماضي استقبالا للرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي عقد سلسلة من بلاده والقادة العرب والصين، وأشارا أن أفضل رد على الهجوم الساحر لشي هو مضاعفة علاقة أمريكا مع السعودية.أبهة أكبروأشار تحليل «ناشونال إنترست» الذي نقله موقع (24) الإماراتي، إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سعى إلى إصلاح العلاقات الأمريكية - الخليجية الصيف الماضي، وساعدت زيارته إلى الرياض بالفعل على تفكيك الجليد، لكن الزيارة لم تلق الأبهة نفسها التي حصلت عليها زيارة شي، في إشارة على العلاقات المتنامية مع الصين.ولفتت إلى أن مركز تعليمي سعودي وقع اتفاقا في 2022 مع شركة هواوي التكنولوجية الخاضعة للعقوبات الأمريكية، كما وقع عملاق النفط السعودي أرامكو اتفاق تعاون مع شركة طاقة صينية، وتعد المملكة أكبر مصدر نفطي للصين، وتمثل صادراتها 18 % من مجموع واردات الصين النفطية.وأضاف المحللان أن الزخم تواصل حين وصل شي إلى الرياض، وخلال الزيارة، وقع شي شراكة استراتيجية مع المملكة، كما سهلا عددا من الاتفاقات في القطاع الخاص بين شركات سعودية وصينية في مجالات تشمل تكنولوجيا المعلومات وعلوم الوراثة والتعدين وطاقة الهيدروجين والتصنيع بقيمة تجاوزت أكثر من 29 مليار دولار.مكاسب هائلةويشير التقرير إلى خطوات تقارب دول الخليج مع الصين زادت حين أعلنت إدارة بايدن نيتها العودة إلى الاتفاق النووي الذي تعارضه المملكة والدول العربية بسدة، ولم تنفع إعلانات ووعود التوصل إلى اتفاق «أطول وأقوى» في تهدئة المخاوف.ويفسر المحللان التقارب الخليجي الصيني بأنه أحد أنواع التحوط ضد أكبر تهديد إقليمي يتمثل في إرهاب إيران، لاسيما أن الأخيرة تعتمد على الصين، وربما تتدخل لوقف سلوك طهران الخبيث في المنطقة.ووقعت هواوي مذكرة تفاهم مع الحكومة السعودية تمكن مجموعة الاتصالات العملاقة من بناء شراكات مع مراكز البيانات المحلية، ووافق الطرفان على جعل هذا الحوار أكثر انتظاما مع مواصلة البحث عن طرق ملموسة لتوطيد علاقتهما حيث تتوافق مصالحهما، وبالنسبة للمملكة والخليج تتضمن تلك المصالح اكتساب الوصول إلى استثمارات هائلة من ثاني أعظم اقتصاد في العالم.الوهم القاتلويذهب المحللان إلى أن الاحتجاجات الإيرانية الشاملة ورد النظام غيرت حسابات إدارة بايدن في الآونة الأخيرة، مما دفعها إلى إعلان، وربما عن غير قصد، أن الاتفاق النووي قد مات، بينما قد يخفف ذلك بعض التوترات بين واشنطن ودول الخليج، ويتعين على أمريكا الالتزام رسميا بهذا الموقف لتبديد الوهم القائل إن مثل هذه العودة أمر عملي ولإعادة طمأنة شركائها في المنطقة.ويشيران إلى أنه على صعيد أوسع، ولإنقاذ موقف أمريكا الهش في الشرق الأوسط، يحتاج البيت الأبيض إلى دعوة وفد سعودي إلى واشنطن لتوضيح كيف أن مصالحها تخدم بشكل أفضل حين تقيم الرياض شراكة مع الولايات المتحدة عوضا عن الصين، والحديث بصراحة أيضا عن سبب أهميتها لأمريكا أولا، وعلى الإدارة إعادة طمأنة السعودية بشأن أن الولايات المتحدة أفضل تجهيزا كي تحتوي إيران ومن المرجح أكثر أن تقدم على ذلك.وينطلق هذا الأمر عبر قبول أن فرصة الاتفاق النووي قد فاتت، فمنذ بدأت المفاوضات النووية، نظرت المملكة وآخرون في المنطقة إلى تنازلات واشنطن كإشارة ضعف ودليل على أن الولايات المتحدة كانت تتخلى عن حلفائها، لنقض هذه السردية، على الولايات المتحدة إعلان موت الاتفاق النووي.قيادة عربيةوحث المحللان على ضرورة أن تزيد الولايات المتحدة مبيعاتها العسكرية إلى الخليج، وسيساعدها هذا الأمر في التسلح بصناعات متفوقة ضد إيران ووكلائها الذين تستخدمهم لزعزعة استقرار المنطقة، وعلى واشنطن العمل مع الشركات الأمريكية لتوفير بدائل استثمارية للسلع الصينية، حيث إنه لن تعزز العلاقات الاقتصادية الوثيقة بينهما المصالح التجارية الأمريكية وحسب، لكنها ستساعد أيضا في ضمان ألا تصبح المنطقة معتمدة تكنولوجيا على الصين، وعلى الولايات المتحدة تقديم بدائل لهذه الشركات المدرجة القائمة السوداء.وختمت «ناشونال إنترست» كلامها قائلة «لطالما كانت المملكة قائدا في العالم العربي ومن المرجح أن تبقى كذلك لسنوات مقبلة، للحفاظ على هذه العلاقة الاستراتيجية، تحتاج الولايات المتحدة إلى توضيح أن مصالحها المشتركة لم تتغير، مع محاولة الصين تعطيل تفاهم متبادل دام أكثر من سبعة عقود، يقع العبء على الولايات المتحدة كي تعيد تأكيد مكانتها كحليف لا غنى عنه.كيف تعزز أمريكا علاقتها مع الخليج؟ إعلان أمريكا وقف المفاوضات النووية مع إيران. عودة أسلوبها الحازم والعقوبات الاقتصادية مثلما فعلت إدارة ترمب. دعوة وفود إلى واشنطن للتأكيد على حماية المصالح الخليجية. زيادة المبيعات العسكرية المتطورة للخليج حتى يبقى التفوق على طهران.
مشاركة :