أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم (الاثنين)، مباحثات "إيجابية وبناءة" مع قيادات من جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، معتبرا أن المحادثات الجارية مع كافة أطراف النزاع اليمني "فرصة لا يجب إهدارها". وذكرت وكالة الأنباء اليمنية ((سبأ)) التي تديرها جماعة الحوثي أن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي، أعلى هيئة للحوثيين، التقى اليوم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن. وتابعت أن المشاط أكد خلال اللقاء على أهمية دور الأمم المتحدة وما تبذله من جهود للدفع بعملية السلام في اليمن، وحرص الجماعة على تخفيف المعاناة الإنسانية وتحقيق السلام. وفي السياق، قال المبعوث الأممي خلال إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي عبر تقنية الفيديو من صنعاء، "لقد أجريت اليوم مناقشات إيجابية وبناءة مع القيادة هنا في صنعاء ممثلة بمهدي مشاط، أتطلع قدماُ لمواصلة هذه المحادثات". وأضاف غروندبرغ في إحاطته قائلا "في الأسابيع الأخيرة أجريت أيضًا مناقشات مثمرة مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وكذلك مع أصحاب المصلحة الإقليميين في الرياض ومسقط؛ آمل أن نتمكن من البناء على هذه المناقشات لضمان أن يتيح عام 2023 مستقبلًا أكثر سلامًا وازدهاراً لرجال ونساء اليمن". وتابع "لقد كنت على تواصل مستمر مع الأطراف، وكذلك مع دول المنطقة وركزت المناقشات على خيارات تأمين اتفاق بشأن خفض التصعيد العسكري وتدابير لمنع المزيد من التدهور الاقتصادي وتخفيف تأثير النزاع على المدنيين". وواصل غروندبرغ قائلا "نشهد حالياً نشاطاً دبلوماسياً مكثفا على الصعيد الإقليمي والدولي لحل النزاع في اليمن، وأود أن أجدد تقديري لجهود السعودية وعمان في هذا الصدد... إننا نشهد خطوة محتملة لتغيير مسار هذا النزاع المستمر منذ 8 سنوات". واعتبر أن "المحادثات الجارية هي فرصة لا يجب إهدارها وتتطلب إجراءات مسؤولة"، موضحا أنه "لا يمكن معالجة العديد من القضايا المطروحة على الطاولة بشكل فعّال، خاصةً القضايا المتعلقة بمسائل السيادة إلا من خلال حوار شامل بين اليمنيين". وأشار إلى أن "المناقشات المكثفة الجارية قد شجعتني؛ يحتاج اليمنيون لاتفاق يتضمن رؤية مشتركة للمضي قدمًا لتجنب العودة للنزاع الكامل". وحث المبعوث الأممي إلى اليمن "جميع الأطراف للاستفادة القصوى من مساحة الحوار التي خلقت بفضل عدم اتساع نطاق الاقتتال". ووصل المبعوث الأممي في وقت سابق اليوم إلى صنعاء مع عدد من مساعديه، غداة مغادرة وفد عماني العاصمة اليمنية بعد زيارة استمرت خمسة أيام. وقال المشاط خلال لقاء مع قيادات ومسؤولين من جماعة الحوثي اليوم إن المشاورات مع الوفد العماني حملت أفكاراً إيجابية تتعلق بالملف الإنساني وفي مقدمته صرف المرتبات لكافة موظفي الدولة من عائدات النفط والغاز، والفتح الكامل لمطار صنعاء وميناء الحديدة وفتح الطرقات وتبادل الأسرى، وفق الوكالة. وتخوض جماعة الحوثي نزاعا دمويا مع الحكومة اليمنية منذ أكثر ثمانية أعوام، وتسبب هذا النزاع في "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، فيما لم تفلح الجهود الدولية والإقليمية في وضع حد له، لكن جبهات القتال بين الجانبين تشهد هدوءا في الوقت الحالي رغم انتهاء الهدنة في البلاد مطلع أكتوبر الفائت. ورعت الأمم المتحدة في أبريل الماضي هدنة في اليمن استمرت لمدة ستة أشهر كأطول هدنة تشهدها البلاد خلال سنوات الحرب.