اُعتبرت رحلة البحث عن اللؤلؤ الطبيعي بمثابة إرث عريق ممزوج بعبق التاريخ العتيق في أغاني البحر، وكأنه عقد من لؤلؤ "الجيوانا" يمتد عبر البحار حتى يروي حكاية اللؤلؤ والبحر والإنسان. وامتزجت دقّات قلب الغوّاص وأنفاسه المقبوضة تحت الأعماق بلمسات ذلك الكائن البرّاق، وتقرّحت قدماه من لسعات قنديل البحر لكي يخرج بلألئه نحو نور الشمس. اقرأ أيضاَ..10 أسباب لزيارة إمارة رأس الخيمة وعن علاقة محمد المنّاعي، تاجر لؤلؤ "طوّاش" بحريني، باللؤلؤ الطبيعي، قال: "بدأت العائلة ممارسة تجارة اللؤلؤ في العام 1824، وأنا انتمي للجيل الرابع، وبدأت مع والدي وجدّي. ذكرياتي في هذه المهنة كثيرة وممتعة، منها لقاء بعض الشخصيات البارزة من رؤساء دول وكتّاب وفلاسفة، كلها تجارب تركت بصمة في حياتي،" موضحاً: "التقيت بكل من الرئيسين الأمريكيين السابقين، جورج بوش الأب، وبيل كلينتون، عندما قاما بزيارة المحل لشراء بعض الهدايا من المجوهرات واللؤلؤ لزوجاتهم، فضلا عن اهتمام الأسرة الحاكمة في البحرين باقتناء اللؤلؤ." اقرأ أيضاَ..خلود عبدالقادر.. من بحر وتراث البحرين إلى حلم المجوهرات الراقية وأضاف المنّاعي: "استلمت أعمال تجارة اللؤلؤ بعد أن توفي والدي في العام 1952. ولدي مجموعة متجانسة من اللآلئ جمعتها منذ كنت أعمل مع جدّي وكان معجباً بها لذلك طلب من والدي أن لا يبيعها، وأن ينظم منها عقداً متجانساً كهدية لزوجتي، وأضفت عليه عندما كنت أعمل مع والدي، وبعد ذلك أكملت نظمه عندما استلمت أمور المحل، واستغرق العقد حتى اكتمل، حوالي أربعين عاماً." أما عن أهمية حبات اللؤلؤ بالنسبة لـ إبراهيم خليفة مطر، وهو تاجر لؤلؤ ومجوهرات بحريني، فأوضح أن "علاقتنا باللؤلؤ علاقة حب أبدي، وحكايتنا معه قديمة تمتد لأكثر من 150 عاماً، وأنا أنتمي للجيل الخامس في عائلتي. لقّب والدي بـ "جامع الجيوان" لشغفه في اقتناء أجود أنواع اللآلئ". اقرأ أيضاَ..وللكلاب يوم نزهة في البحرين..فهل يتحقق حلم الناشطين بإنشاء منتزه خاص بالكلاب في المملكة؟ وارتبط محمد آل المحمود، بعلاقته مع اللؤلؤ ووصفها بأنها " وحي من الشغف، واللؤلؤ جعل البحرين جنّة الله على الأرض"، مضيفاً أن "من أجمل الأشياء التي اشتغلت بها العائلة تتمثل بتشكيل خارطة البحرين من اللآلئ، حيث قامت الأسرة الحاكمة بشرائها من الوالد لعرضها في المتحف الوطني والقصور الملكية، وهي من بين المقتنيات التي نشعر بالألم لمفارقتها."
مشاركة :