كتب بني إسرائيل في العهد القديم تدعو بشكل صريح لإقامة الاحتساب

  • 12/20/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ولفت المحاضر في المعهد العالي للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الدكتور محمد عثمان صالح إلى أن كتب أنبياء بني إسرائيل في «العهد القديم» تدعو بشكل صريح لإقامة الاحتساب والحض على الأمر والنهي، وتعلم العلم ففي سفر الأمثال المنسوب لسليمان عليه السلام جاء: «لتعط الجهال ذكاء، والشاب معرفة وتدبراً. يا بني لا تسلك في الطريق معهم، امنع رجلك عن مسالكهم، لأن أرجلهم تجري إلى الشر، وتسرع إلى سفك الدم». وخاطب الجميع قائلاً: «ارجعوا عند توبيخي لأني دعوتكم فأبيتم! ومددت يدي وليس من يبالي، بل رفضتم مشورتي»، وفي سفر أرمياء: «ويل للرعاة الذين يهلكون ويبددون غنم رعيتي.. هآنذا أعاقبكم على شر أعمالكم.. لأن الأرض امتلأت من الفاسقين.. لأنه من أجل اللعن ناحت الأرض وجفت مراعي البرية وصار سعيهم للشر وجبروتهم للباطل.. ولو وقفوا في مجلس لأخبروا شعبي بكلامي، وردوهم عن طريقهم الرديء، وعن شر أعمالهم». وأشار إلى أن رسالة موسى وهارون عليهما السلام ترددت في القرآن الكريم كثيراً إذ يقول تعالى عن الفئة الأولى المؤمنة: «وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ»، أما عن الفئة الثانية الباغية فيقول سبحانه: «فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ». ويدور الحوار بين الفئتين حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى ليظن بعض أفراد الفئة المؤمنة أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالوعظ والتذكير قد لا يفيد مع المعاندين، ولكن سلامة الفهم عند بعضهم تشير إلى قضية أخرى مهمة وهي أن الاحتساب في حد ذاته أمر واجب، وبه يحصل الإعذار، وقد تحصل به التزكية والتسامي على الباطل. وأفاد بأن الانحراف شاع في اليهود بعد ذلك إذ طال عليهم الأمد وقست قلوبهم ونسوا حظاً مما ذكروا به، وضلوا كما ضلت قبلهم أمم، وكان السبب الأساسي لانحرافهم ترك الاحتساب كما قال الصادق المصدوق محمد - صلى الله عليه وسلم -: «إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله.. دع ما تصنع.. فإنه لا يحل لك.. ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض». وأضاف: «لأجل أن بني إسرائيل تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يستمعوا لنداءات الأنبياء أو المصلحين الصادقين، حكم الله عليهم بالطرد من رحمته واللعن، قال تعالى : «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ». وأفاد أنهم بعد أن انصرفوا عن الهدى جاء الإنذار بتصرّم عهدهم، كما جاءت البشرى ببزوغ فجر جديد ونور مضيء، حادي ركبه الرسول النبي الأمي، والمهتدون به هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر. كما جاء وصفهم في التوراة والإنجيل وأكده القرآن الكريم في قوله تعالى: «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».

مشاركة :