«العُرس الإماراتي».. احتفاء بعادات وتقاليد الزواج

  • 1/18/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن بيئة نابضة بالحياة تعيد إلى الأذهان صور الماضي الجميل، يحتفي «مهرجان الحصن 2023» الذي تتواصل فعالياته بنجاح كبير، حتى 22 من الشهر الجاري، بثقافة أبوظبي وبالعادات والتقاليد الأصيلة، ومن الفعاليات الممتعة التي استقطبت الزوار من مختلف الجنسيات «العُرس الإماراتي»، الذي أضفى أجواءً استثنائية على ساحة هذا الحدث الثقافي الذي يقام في قلب العاصمة أبوظبي، وسط حضور جماهيري كبير. عبر العديد من صور الحياة القديمة، تعكسها مجموعة من الفنون والتصاميم وفنون الطهي المختلفة واستعراضات الفرق الشعبية، يعيش الجمهور تجربة حية ومتنوعة، تعيد إحياء أفراح الماضي العريق، ضمن «الفريج» الذي يحاكي حياة الأجداد، حيث يسلّط الحدث الضوء على الموروث الأصيل والتراث العريق، لتتحول المنطقة إلى موقع تفاعلي مبتكر، قائم على الإبداع والإلهام، من خلال هذه التظاهرة الثقافية التي تخاطب مختلف الأجيال وترحب بكل أفراد المجتمع على اختلاف ثقافاتهم، للاستمتاع بجميع طقوس الأفراح قديماً، والتي بات ينتظرها الجميع يومياً خلال المهرجان. طقوس «العُرس الإماراتي» يستحضر قيم التعاون والتآزر وكرم الضيافة والعديد من الصور الاجتماعية الجميلة، التي بنيت عليها الأسرة وعززها حضور الأهل والأصدقاء والجيران الذين كانوا يداً واحدة بـ«الفريج»، وتبدأ مراسم الزواج «بالملجة» (عقد القران)، في «الخيمة»، حيث يطلب أبو العريس العروس من والدها لابنه، وسط حضور المقربين من الرجال، وبعد الموافقة والإشادة بأخلاق العريس، يهب أصدقاء العريس للمساعدة ويتبرع كل منهم بتقديم خدمة أو هدية، وبعدها تتعالى أصوات الفرح وتبدأ الفرق الشعبية في الغناء والرقص، وفي مشهد آخر تخرج المقربات من العروس لشراء «زهبة العروس» من «السوق القديم»، وبعدها يقام حفل «الحناء» حيث تتوسط العروس الأهل والصديقات والجارات ومظاهر الفرح بادية على محياهن، ولأن كرم الضيافة عنوان جميع البيوت الإماراتية، تقام الولائم ويطبخ الطعام في عين المكان على الحطب (مشهد تمثيلي)، ليعيد للأذهان صور التعاون والتكافل، ويصل الحدث لأوجهه عندما يحضر العريس، حيث تتعالى الزغاريد وتعم البهجة بحضور النساء والرجال والكبار والصغار وسط أهازيج الفرق الشعبية، ليتحول المهرجان إلى ساحة عرس كبير في عرض حي مبهر. تنوع الموروث قال مبارك ماشي مخرج «عُرس الحصن»، إن الفعالية عبارة عن مشاهد تراثية منبثقة من التراث الإماراتي الأصيل، ونظراً لاختلاف طقوس الأعراس من منطقة لأخرى، فإنه حاول أن يقوم بتوليفة تستحضر «العُرس الإماراتي القديم» لإعادة إحيائه، مستغرقاً في البحث لعدة شهور، ليشمل العرض كل مظاهر وطقوس هذه المناسبة السعيدة، مراعياً بعض الاختلافات من منطقة لأخرى، نظراً لغنى الموروث الذي يتنوع حسب المناطق، وقد عززنا المشاهد بالصور الحية التفاعلية التي يؤديها الممثلون، الذين يجسدون أدوار العروس وأهلها وصديقاتها وجاراتها، بينما يقوم الرجال في المجلس بأدوار الجيران والمقربين، وأضاف «يبدأ العرس بـ«الملجة» (عقد القران) بحضور أبو العروس و«المطوع» والأهل والأصدقاء والجيران، وبعد الموافقة يتأهب أصحاب العريس ليتكفل كل منهم بالقيام بدور معين، فهناك يتبرع بتوفير المؤونة ومنهم من يقوم بتوفير الذبائح، وآخرون يتولون تنظيم حفل «الرزفة»، وغيرها من صور التعاون والتكافل التي كانت سائدة في ذلك الوقت، بين أهل «الفريج». أخبار ذات صلة قرقاش: الإمارات أكثر قوة وتصميماً على مواصلة مسيرتها التنموية محمد بن راشد: علاقاتنا مع كوريا نموذجية «زهبة العروس» ومن العادات الأساسية في العُرس الإماراتي شراء «زهبة العروس» ، حيث يقول ماشي إن أم العريس هي من تقوم بشراء الزهبة، بصحبة بعض المقربات للعروس، وأثناء «تحنية» العروس تقوم بعض النساء بإبراز مكونات «الزهبة»، موضحاً أنه على هامش العرس مثّلنا مشهد «الدلالة» ضمن عرض حي، وهو يتمثل في شراء مؤونة العُرس من أغنام وذبائح وحطب لمساعدة العريس، وبعدها يتم الإعلان عن قيام مظاهر العُرس مساءً في بيت العروس، ضمن أجواء يطغى عليها مظاهر الكرم وحسن استقبال الضيوف، لتعم الفرحة وتتعالى الزغاريد، وأشار ماشي إلى أن العرس هو عبارة مشهد تقريبي تراثي لتعزيز الموروث بما يعكس قيم التعاون والكرم والتضامن ضمن الأغاني التراثية الجميلة وعروض «العيالة» التي تنتشر بين أهل البر والبحر، وهذه المشاهد يؤديها أكثر من 37 ممثلاً، من بينهم 7 بنات صغيرات السن، إلى جانب فريق «النعاشات». هدايا العريس في البيت القديم تجلس العروس محفوفة بصديقاتها، بينما تستقبل الأمهات والجدات الحضور، وبكل زهو تستعرض الذهب وهدايا العريس في طقوس قريبة مما كان يسري في الماضي خلال حفلات الزواج، إلى ذلك قالت سميحة الكعبي إن العروس كانت تُزف إلى بيت زوجها وهي مجهزة بكامل ملابسها وذهبها وعطورها وأدوات زينتها، ليتعرف الجمهور على العادات والتقاليد التي ارتبطت بطقوس الفرح، موضحة أن «زهبة العروس» كانت تضم عدداً من احتياجات العروس مثل الأقمشة القديمة، ومنها «صالحني، وتيلة، دمعة فريد، بوقليم، وصفوة»، وغيرها الكثير من الأقمشة التي يتم تصميمها وخياطتها من طرف نساء الفريج، حيث كانت الأعراس تقام عدة أيام، والكل ينخرط ويتعاون فيها، سواء في خياطة الملابس، أو طهي طعام العُرس، أو غيرها من التفاصيل المرتبطة بتجهيز الفرح. «المرتعشة» و«الطاسة» تشمل هدايا الحلي والذهب أشكالاً تقليدية عديدة، مثل «المرتعشة»، و«الحيول»، وهو المسمى الإماراتي للأساور، إضافة إلى «الكف»، و«الطاسة»، وهي عبارة عن غطاء للرأس، دائري أو مستطيل، يغطي فروة الرأس بأكملها، وتتدلى منه سلاسل طويلة ذات نقوش وتصاميم مختلفة، لترتديها العروس ليلة الزفاف، ولا تخلو حاجيات العروس من العطور وأهمها دهن العود، دهن الزعفران، دهن العنبر والصندل والفل والنرجس ودهن الورد، إضافة إلى المخمرية والدخون والعود، والبخور.

مشاركة :