أمنيات وتطلعات للعام الجديد

  • 1/13/2023
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مضى‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬ثقيلا‭ ‬لما‭ ‬شهده‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬تقريبا‭ ‬وهيمنت‭ ‬على‭ ‬أشهره‭ ‬من‭ ‬بدايته‭ ‬إلى‭ ‬نهايته‭ ‬أوجاع‭ ‬وتحولات‭ ‬تسببت‭ ‬فيها‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬شظاياها‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭.‬ ‭ ‬ففي‭ ‬وطننا‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬استمرت‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المنصرم‭ ‬الازمات‭ ‬المتصاعدة‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬وأمنيا،‭ ‬فليبيا‭ ‬ظلت‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬في‭ ‬انقسام‭ ‬وصراع‭ ‬وقتال‭ ‬وخلاف‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬المختلفة،‭ ‬ولم‭ ‬تفلح‭ ‬الجهود‭ ‬والوساطات‭ ‬الدولية‭ ‬والعربية‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬أزمة‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬الشقيق‭ ‬المتصاعدة‭ ‬التي‭ ‬افضت‭ ‬إلى‭ ‬انقسام‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬والجنوب‭ ‬والغرب‭ ‬وحل‭ ‬بدل‭ ‬الوئام‭ ‬القتال‭ ‬وانتشار‭ ‬المليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬وغياب‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬فوضى‭ ‬عارمة‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬القطر‭ ‬الليبي‭ ‬الشقيق‭.‬ أما‭ ‬سوريا‭ ‬فمازالت‭ ‬تعاني‭ ‬الأمرين‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬عليها‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬مازالت‭ ‬صامدة‭ ‬رغم‭ ‬المآسي‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬بالشعب‭ ‬السوري‭ ‬الشقيق،‭ ‬ولا‭ ‬يختلف‭ ‬وضع‭ ‬العراق‭ ‬الشقيق‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬سوريا‭ ‬كثيرا‭ ‬فمازالت‭ ‬المليشيات‭ ‬ترتع‭ ‬فيه‭ ‬وتثير‭ ‬المشاكل‭ ‬وتمنع‭ ‬عودة‭ ‬العراق‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬لعب‭ ‬دوره‭ ‬القومي‭ ‬السابق‭ ‬ومازالت‭ ‬إيران‭ ‬تعبث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬الشقيق‭ ‬والصراعات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تتواصل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬توقف،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬اليمن‭ ‬السعيد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬ترتع‭ ‬فيه‭ ‬المليشيات‭ ‬الحوثية‭ ‬الإرهابية‭ ‬وتفسد‭ ‬أي‭ ‬سبيل‭ ‬للمصالحة‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتفضل‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬والفوضى‭ ‬لخدمة‭ ‬الاجندات‭ ‬الإيرانية‭ ‬المعادية‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬أما‭ ‬السودان‭ ‬الشقيق‭ ‬الذي‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬انقسامه‭ ‬مازال‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬يرثى‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬والانقسام‭ ‬والعجز‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬مخرج‭ ‬لحل‭ ‬مشكلاته‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬المتفاقمة‭.‬ ولسنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬التوسع‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬استعراض‭ ‬هذه‭ ‬الأحوال‭ ‬التي‭ ‬عشناها‭ ‬ولانزال؛‭ ‬لأن‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬أوجاع‭ ‬متفاقمة‭ ‬وأزمات‭ ‬مالية‭ ‬واقتصادية‭.‬ على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬مازالت‭ ‬إيران‭ ‬تتسيد‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والترهيب‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬المجاورة‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬جيرانها‭ ‬وزعزعة‭ ‬أنظمتها‭ ‬المستقرة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التهديد‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬المشروع‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يهدد‭ ‬المنطقة‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬يهدد‭ ‬الشعوب‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬مغامر‭ ‬وعقائدي‭ ‬متطرف‭ ‬يؤمن‭ ‬بالثورة‭ ‬الدائمة‭.‬ على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬أظهرت‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وما‭ ‬تسببت‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬تحولات‭ ‬ومشكلات‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬وأصبح‭ ‬العالم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬تحت‭ ‬تهديد‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬وأسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬كما‭ ‬تسببت‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬الغرب‭ ‬وشعاراته‭ ‬الكاذبة‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والتجارة‭ ‬الحرة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬التراجع‭ ‬كليا‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬المبادئ‭ ‬والشعارات‭ ‬وكشف‭ ‬هذا‭ ‬الغرب‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬عن‭ ‬طبيعته‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬أيديولوجية‭ ‬الهيمنة‭ ‬والاستغلال‭ ‬والتفرد‭ ‬بالقوة‭ ‬ورفض‭ ‬أي‭ ‬توجهات‭ ‬دولية‭ ‬نحو‭ ‬التعددية‭ ‬القطبية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬بروز‭ ‬قوة‭ ‬جديدة‭ ‬عسكرية‭ ‬واقتصادية‭ ‬ذات‭ ‬وزن‭ ‬كبير‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحتل‭ ‬مكانة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬وإمكانيات‭ ‬مثل‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬والهند‭ ‬والبرازيل‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والجزائر‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الصاعدة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬حقها‭ ‬أن‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها،‭ ‬وان‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬وزن‭ ‬وثقل‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬لهذا‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬انتاج‭ ‬وإبداع‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭.‬ ويطل‭ ‬علينا‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وجميع‭ ‬هذه‭ ‬الملفات‭ ‬والمشكلات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭ ‬ومتصاعدة،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬امانينا‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭ ‬زحزحة‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬2023‭ ‬عاما‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل‭ ‬والصراعات‭ ‬والأزمات،‭ ‬لأن‭ ‬استمرار‭ ‬هذه‭ ‬الملفات‭ ‬مفتوحة‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والإرهاب‭ ‬والأزمات‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والغذائية‭ ‬والطاقية‭ ‬وبالتالي‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التضخم‭.‬ على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬بلدنا‭ ‬العزيز‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬ونتطلع‭ ‬إليه‭ ‬كشعب‭ ‬او‭ ‬كمواطنين‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬معدلات‭ ‬التقدم‭ ‬والنمو‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬ونجاح‭ ‬خطط‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬إمكانيات‭ ‬وقدرات‭ ‬اقتصادنا‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سينعكس‭ ‬حتما‭ ‬وبشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬تحسين‭ ‬مستويات‭ ‬معيشة‭ ‬المواطنين،‭ ‬ليكون‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬عاما‭ ‬مباركا‭ ‬على‭ ‬بلادنا‭ ‬وعلينا‭ ‬وعلى‭ ‬عائلاتنا‭.‬

مشاركة :