من أحمد جمال وفاطمة البلوشي.. المنامة في 17 يناير/ وام / أعلن مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية بمملكة البحرين الشقيقة فوز طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت، بالدورة الخامسة للجائزة 2021 – 2022 ، التي تبلغ قيمتها المالية مليون دولار. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم في مقر مركز عيسى الثقافي في العاصمة البحرينية المنامة بحضور سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لجلالة ملك البحرين ، رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية وعلي عبدالله خليفة الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية وعدد من كبار المسؤولين وممثلي وسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم ، للإعلان عن الفائز بالدورة الخامسة للجائزة. وقال سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة إن هذه الجائزة، ومنذ انطلاقتها في فبراير عام 2009 وعبر دوراتها الأربع تؤكد إيمان مملكة البحرين ، بروح التسامح والعيش المشترك والحرص على الاستكشاف والتعريف بأصحاب السبق في مجالات العمل الإنساني وتكريمهم من واقع المبادئ التي أنشئت من أجلها الجائزة. وأكد أن مجلس أمناء الجائزة عمل وبجهد وحرص متواصل مع أمانة الجائزة ولجنة التحكيم المؤلفة من شخصيات عالمية من ذوي الخبرة والكفاءة العلمية والقانونية والأكاديمية في البحث والتحري فيما تلقته أمانة الجائزة من أعمال إنسانية من مترشحين لنيل الجائزة الذين بلغ عددهم 139 مترشحاً من جميع أنحاء العالم وتم استعراض القائمة واختصارها إلى خمسة مترشحين ممن تنطبق عليهم شروط نيل الجائزة. وأوضح أنه بحسب النظام الأساسي للجائزة والإجراءات المتبعة ، قام مجلس أمناء الجائزة باستعراض أعمال المترشحين الخمسة حيث قرر أن يقوم فريق عمل ميداني بالسفر والتحري من إنجازات المرشحين للفوز بالجائزة، وبناء على ما جاء به تقرير الفريق الميداني ، تقرر منح الجائزة لطبيب العيون الدكتور سندوك رويت من النيبال تكريماً لعمله وجهوده الإنسانية. من جانبه قال علي عبدالله خليفة ردا على سؤال لوكالة أنباء الإمارات "وام" حول الخطط المستقبلية للجائزة خلال الدورة المقبلة، إن الجائزة تعتزم التركيز على عملية الاستكشاف فهناك العديد من المؤسسات والأفراد أصحاب الأعمال الإنسانية الذين يحتاجون إلى تسليط الضوء عليهم وتحفيزهم لنيل هذه الجائزة ، لذا سيتم العمل على الذهاب إليهم ومنحهم الفرصة لحصول على هذه الجائزة التي تسهم قيمتها المالية البالغة مليون دولار في دعم جهودهم الإنسانية على مختلف الأصعدة. وأوضح إن طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت قد اشتهر عالمياً بابتكار لطريقة جديدة لعلاج مرض "عتامة العيون" ، كما استطاع أن يطور عدسة جديدة تزرع داخل مقلة العين يمكن إنتاجها بسعر أرخص بكثير من مثيلاتها، وهذه العدسة رخيصة الثمن ساعدته على إجراء جراحة لعلاج إعتام عدسة العين في أقل من خمس دقائق يقوم خلالها بإزالة المياه البيضاء بدون غُـرَز من خلال شقوق صغيرة واستبدالها بعدسة اصطناعية منخفضة الكلفة. وذكر خلال المؤتمر الصحفي أن الطبيب النيبالي تمكن من علاج أكثر من 120 ألف مريض مصاب بالعمى دون أن يأخذ من مرضاه الفقراء أي مقابل مادي، مشيرا إلى أن مهمة فريق البحث الميداني بدأت بزيارة معهد طب العيون في العاصمة كتامندو، وزيارة مستشفى هيتودا المجتمعي للعيون خارج، ومعاينة المستشفيات الميدانية المتنقلة واللقاء المباشر مع الدكتور رويت والفريق العامل معه، من أطباء وممرضين وفنيين، والحضور الميداني لعمليات زرع العدسات في المستشفيات الثابتة والمتنقلة بمختلف القرى والمناطق، والالتقاء الشخصي بالمرضى في ساحات الانتظار الخارجية، والتحدث إليهم مباشرة، لاستكشاف طبيعة الحالات والتعرف على ردود الأفعال. وأضاف أن عنصر الابتكار في عمل الدكتور رويت الإنساني والطبي المتعدد الجوانب هو اكتشاف عدسة تصنّع من مواد اقتصادية تؤدي نفس الدور الذي تقوم به العدسة المستخدمة لذات الغرض عالمياً إلى جانب ابتداع أسلوب جراحي طبي متميز يقلل من المضاعفات الجانبية ويختصر الوقت إلى جانب خفض كلفة المواد المستخدمة ، كما أسس الدكتور رويت مصنعاً محلياً لإنتاج العدسات الرخيصة الثمن، ينجز هذا المصنع إنتاج أكثر من 350 ألف عدسة كل عام لمرضى عتامة العيون. وأوضح أنه بينما يبلغ تصنيع العدسة الواحدة مائة دولار أمريكي فإنها في مصنع الدكتور رويت تبلغ كلفتها ثلاثة دولارات فقط، كما أن العدسة التي يتم تصنيعها بمعهد الدكتور رويت تمتاز بالجودة المضاهية لمثيلاتها غالية الثمن في دول العالم المتقدم، وذلك وفقاً لدراسات علمية محكمة تمت معاينتها والاطلاع عليها، هذا إلى جانب كلفتها المنخفضة الثمن نتيجة لتطوير آليات وأساليب التصنيع على مدى أكثر من ثلاثين عاماً. وأشار إلى أنه بجهود الدكتور رويت استطاع المعهد الذي أسسه أن يضم ثلاثين طبيباً مقيماً لإجراء عمليات ومعالجة مرضى العيون من خلال مستشفيين وستة عشر مركزاً طبياً ميدانياً منتشرة في المدن والقرى النائية بالنيبال. وأكد أن المعهد ينجز بكفاءة عالية تدريب العديد من أطباء العيون من مختلف دول العالم، ومنهم أطباء من الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا ومختلف دول آسيا كما تطوع الدكتور رويت خلال السنوات الماضية بتنظيم زيارات لعدد من دول آسيا وأفريقيا لإجراء عمليات للعيون لأعداد كبيرة من المحتاجين إضافة إلى تقديم التدريب العملي لأطباء العيون للقيام بمثل هذا النوع المبتكر من العمليات. وأوضح أنه يتم تحقيق الاستدامة المالية لعمل المعهد من خلال نظام دعم للمرضى بثلاث مستويات ، حيث يتلقاه الفقراء وغير القادرين على العلاج دون أية كلفة مالية فيما يتم دعم جزء من كلفة العمليات للمحتاجين بحسب مستوى دخلهم ، ويتم احتساب التكلفة المالية للعمليات كاملة على المقتدرين مما سهل التغطية الكاملة لمصاريف المعهد وأجور الأعداد الكبيرة من المساعدين والعاملين . وكشف أن الدكتور رويت، ساهم خلال عمله في الثلاثين سنة الماضية، بأسلوبه الجراحي المبتكر، في خفض نسبة العمى القابل للعلاج لحوالي النصف في النيبال، كما قام بتدريب أكثر من 650 طبيباً من جميع أنحاء العالم.
مشاركة :