بقيادة المستكشف مارك إيفانز وفريقه، واصلت رحلة إعادة إحياء قلب الجزيرة العربية سيرها، وانطلقت أمس الأول من حي الطريف في الدرعية. ووصلت الرحلة ظهر الإثنين "درب المنجور"، وهو طريق قديم يستخدم لتنقل الأفراد والقوافل من المدن والقرى شرق وغرب جبال طويق، وكان يستخدم قديما لسكان المنطقة للوصول إلى ضرما، حيث يبلغ ارتفاعه 965 مترا عن سطح البحر، حيث سار الفريق على الأقدام نزولا من أعالي الجبال باتجاه الطريق المنحدر متجهين إلى سهول ضرما، ومن ثم إلى المخيم المخصص للمبيت ليلا في "نفود قنيفذة"، مكان إقامة عبدالله فيلبي في رحلته آنذاك. وفي صباح اليوم التالي اتجه الرحالة بقيادة مارك إلى جبل مصيقلة، وهو مركز أثري ومزار سياحي يتميز بنقوشه وكتاباته الأثرية على الصخور التي تعتلي قمته، موثقين بذلك مسيرتهم على خطى فيلبي. بعد ذلك واصل الفريق الاستكشافي إلى نفود دلقان، وهو (عِد) قديم ومورد ماء للعابرين والسكان، ويقع شرق محافظة القويعية في طرف رمال نفود السر آنذاك، ويمر به طريق الحجاز السريع، ليقطع بعدها محافظة القويعية عابرا طريقه إلى مركز مزعل، التابع لمحافظة القويعية، ويبعد عنها ما يقارب عشرة كيلومترات في نهاية مسيرة على الأقدام ليومه الثاني، حيث يتميز المركز بأرضه الخصبة ومراعيه الوفيرة للإبل. وتسلط الرحلة الضوء على العلاقة التاريخية والدائمة بين المملكة وبريطانيا، وتوضيح وبناء الفهم الصحيح للصحراء، والاحتفال بتاريخها العريق الأصيل. من جانبه، قال المستكشف البريطاني إيفانز: إن الفريق سيستخدم الرحلة الاستكشافية مثل عبدالله فيلبي، لتوسيع معرفتنا بالصحراء، حيث نجري بحثا لمشاريع علمية دولية مهمة، تبحث في كيفية تطور عالمنا، والتعلم من تلك النظرة نحو مستقبلنا، ما يؤدي إلى فهم أكبر لعالمنا.
مشاركة :