الرباط - أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم الخميس تعذر مشاركة منتخبه في كأس أمم أفريقيا للمحليين التي تفتتح الجمعة في الجزائر، بسبب إغلاق الأخيرة مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية منذ أكثر من عام، على خلفية أزمة دبلوماسية بين الجارين. وفسرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (الاتحاد المغربي لكرة القدم) في بيان لها الانسحاب بعدم تمكن المنتخب المغربي من السفر إلى مدينة قسنطينة في رحلة مباشرة تقلع من مطار الرباط سلا للمشاركة في النسخة السابعة من البطولة الأفريقية، مؤكدة أن طائرات المملكة هي الناقل الرسمي لمنتخباتها. وأوضحت أنها "أرسلت طلبا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) في 22 ديسمبر/كانون الأول باعتباره الجهاز المسؤول على تنظيم بطولة أفريقيا للاعبين المحليين من أجل الحصول على ترخيص لرحلة جوية عبر الخطوط الملكية المغربية من الرباط إلى قسنطينة". وأضافت "تم قبول الطلب من حيث المبدأ من خلال مراسلة رسمية وردت على الجامعة من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم". وكان المنتخب المغربي يستعد لحزم حقائبه للتوجه إلى قسنطينة على متن طائرة مغربية انطلاقا من مطار الرباط سلا يوم 10 يناير/كانون الثاني، لكن استحال عليه السفر بسبب عدم وصول الترخيص النهائي. وتقام البطولة المخصصة للاعبين المحليين في الفترة الممتدة بين 13 يناير/كانون الثاني والرابع من فبراير/شباط في الجزائر. وتضم مجموعة المنتخب المغربي منتخبات السودان ومدغشقر وغانا وهو حامل لقب النسختين الأخيرتين عام 2018 على أرضه و2020 في الكاميرون. وكانت الجزائر قد أغلقت مجالها الجوي في 22 سبتمبر/أيلول 2021 أمام كلّ الطائرات المدنية والعسكرية المغربية إثر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط بعد توترات بسبب النزاع حول الصحراء المغربية، متهمة المملكة "بارتكاب أعمال عدائية"، فيما أعرب المغرب عن أسفه إزاء هذا القرار، مؤكدا زيف المبررات التي قدمتها الجزائر. وتعذُر مشاركة المغرب في هذه البطولة على الأراضي الجزائرية لم يكن حدثا استثنائيا في سياق إجراءات جزائرية تصعيدية وممارسات استفزازية، فقد سبق أيضا أن تعرض الوفد المغربي في القمة العربية الأخيرة التي استضافتها الجزائر لممارسات استفزازية. واحتج الوفد المغربي برئاسة وزير الخارجية ناصر بوريطة الذي لم يحظ باستقبال رسمي من قبل السلطات الجزائرية كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية، على نشر وسيلة إعلام جزائرية خريطة المملكة من دون الصحراء المغربية. قبل أن تتراجع عن ذلك بعد الاستياء الواسع الذي أثارته استفزازاتها. وأكدت وسائل إعلام مغربية أن الوفد الإعلامي المغربي الرسمي تعرض بدوره لضغوطات ومضايقات ومنها الانتظالر ساعات طويلة في مطار هواري بومدين بالجزائر. وتم تداول شهادات وتصريحات لإعلاميين كانوا ضمن البعثة الرسمية المغربية سردوا فيها معاناة دامت أكثر من ست ساعات، رغم أنهم استظهروا بجميع الوثائق والبيانات والبطاقات التي تدل على هوياتهم. وفي سياق التوتر المتصاعد بين البلدين كانت السلطات الجزائرية قد رفضت السماح لتسعة صحافيين مغاربة بالدخول ضمن البعثة الرياضية المغربية المشاركة في ألعاب البحر المتوسط (وهران 2022)، مبررة ذلك بـ"عدم حصولهم على الاعتماد اللازم لتغطية الحدث الرياضي". وأبقت السلطات الجزائرية الإعلاميين المغاربة في مطار وهران الدولي، قبل أن ترحّلهم إلى تونس ومنها إلى المغرب. وأثار ترحيل الصحافيين التسعة تنديدا واسعا في صفوف الهيئات المهنية المغربية والدولية التي طالبت بضرورة وضع حد لمثل هذه المضايقات بحق الوفود المغربية. ورفضت الجزائر دخول الوفد الإعلامي المغربي الرسمي عبر خط جوي مباشر، ما اضطر أفراده إلى السفر عبر طائرة إلى باريس ومنها إلى العاصمة الجزائر لأداء واجبهم المهني، قبل أن يتعرضوا لما يشبه الاعتقال الذي انتهى بتجريدهم من وثائقهم الصحافية وسحب معداتهم وكاميراتهم والسماح لهم بالدخول إلى التراب الجزائري كمواطنين فقط، وفق ما أكدته وسائل إعلام وهيئات مغربية.
مشاركة :