فيما يستعد البرلمان اللبناني لعقد جلسة نيابية اليوم الخميس في محاولة لانتخاب رئيس للبلاد، رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تحميل حكومته مسؤولية الشغور الرئاسي، فيما اعتبر المطارنة الموارنة أن استمرار شغور سدّة الرئاسة يولّد أزمة دستوريّة، جاء ذلك بينما أكد خبراء ومحللون في تصريحات لـ«الاتحاد» أن اجتماع باريس المرتقب حول لبنان محاولة عربية ودولية لإخراج البلاد من أزماتها. وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، أنه من المعيب تصوير أن الحكومة مسؤولة عن إطالة أمد الفراغ الرئاسي والتأخير بإنجاز هذا الاستحقاق. وقال ميقاتي في مداخلة خلال جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس: إن «الحكومة الحالية، من موقعها الدستوري كحكومة تصريف أعمال، ليست في وارد الحلول مكان رئيس الجمهورية أو اعتبار أن البلد يمكن أن يستمر من دون رئيس». وشدد على وجوب إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأقصى سرعة ممكنة، باعتباره مدخلاً إلزامياً لانتظام عمل المؤسسات الدستورية، ومدخلاً أيضاً لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وفقاً لقواعد الدستور. وفي السياق، رأى المطارنة الموارنة في لبنان أن التمادي في شغور سدّة الرئاسة يولّد أزمة دستوريّة متعلقة بالحكومة المستقيلة، وأبدوا تخوفهم من ترحيل انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية إلى أمدٍ لا يعرفه أحد. وقال المطارنة الموارنة في بيان: «إنّ التمادي المقصود في شغور سدّة الرئاسة يولّد أزمة دستوريّة على صعيد الحكومة المستقيلة»، وأشاروا إلى أنه لا يحق لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس للانعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحقّ له أن يصدر مراسيم ويوقّعها من دون توقيع جميع الوزراء، عملًا بالمادّة 62 من الدستور». وتتجه أنظار اللبنانيين إلى العاصمة الفرنسية باريس التي من المقرر أن تستضيف اجتماعاً مرتقباً حول الأزمة اللبنانية وأبعادها السياسية والاقتصادية، ويأملون أن يسفر عن خريطة طريق لإنقاذ لبنان ودعمه، وتسريع الخطى نحو انتخاب رئيس للبلاد. وأكد المحلل السياسي اللبناني أسعد بشارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن اجتماع باريس محاولة عربية ودولية لإخراج لبنان من عنق الزجاجة، حيث تعمل فرنسا بالتنسيق مع أميركا والسعودية على بلورة تفاهم يؤدي إلى انتخاب رئيس للبلاد، وانتهاء أزمة الفراغ الرئاسي. وأوضح بشارة أن نتائج اجتماع باريس لن تكون مؤكدة، لا سيما أن الفرنسيين يميلون إلى اعتماد نوع من المرونة، في حين أن الموقف العربي متمسك بأن يكون الحل وفق قاعدة انتزاع لبنان من وصاية ميليشيات «حزب الله» الإرهابية. وأشار المحلل السياسي اللبناني إلى أن المسعى الفرنسي يصطدم بتمسك «حزب الله» بأن يكون رئيس الجمهورية محسوباً عليه بشكل كامل، وأن لا يكون الرئيس الجديد نتاج تسوية حقيقية تؤدي إلى اختياره بطريقة لا تجعله خاضعاً لنفوذ الحزب. بدورها، أوضحت المحللة والكاتبة اللبنانية ميساء عبدالخالق في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الشارع اللبناني ينتظر بارقة أمل للخروج من الأزمة التي ترتبت عليها أوضاع معيشية مأساوية، ومن ثم يأمل الجميع أن تؤدي المبادرة الفرنسية إلى تحريك المسار نحو حل سياسي واقتصادي يُنقذ لبنان من أزماته المتفاقمة. وقالت المحللة والكاتبة اللبنانية، إنه لا ينبغي أن نعّول كثيراً على اجتماع باريس للخروج من الأزمة الراهنة، حيث سبق لفرنسا في فترات سابقة أن حاولت رأب الصدع بين الفرقاء اللبنانيين والتوصل إلى تسوية ولكنها فشلت، وهو أمر يدركه الشارع اللبناني الذي بات محبطاً، ويرى أن جميع الحلول معطلة بما في ذلك المبادرة الفرنسية.
مشاركة :