برعاية السديس – أقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الحفل السنوي للمتقاعدين اليوم الخميس

  • 1/19/2023
  • 16:42
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

برعاية من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، أقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الحفل السنوي للمتقاعدين اليوم الخميس بمكة المكرمة، وذلك احتفاءً بما قدموه من جهود خلال مسيرتهم العملية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. واستمع الحضور في مطلع الحفل إلى آيات بينات من الذكر الحكيم، تلا ذلك عرض مرئي يبرز إنجازات الرئاسة ولمحة عن التطور الذي لحق بالجهاز على مدى عقود. وقال معالي الرئيس العام في كلمته : إن هذا الحفل يأتي وفاء وعرفاناً بالجهود التي بذلها متقاعدو الرئاسة في أَشرف ميادين العمل، وتكريماً وتقديراً لأعمالهم ودورِهم الفاعل خلال السنوات التي قضوها في مواقعهم في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، لذا تحرص الرئاسة على تنظيم هذا الحفل السنوي؛ لتكريمهم والإِشادة بما قدَّموه من إنجازات وعطاءات خلال مسيرتهم العملية. ولفت إلى أنه ليس بخافٍ على أولي الألباب أنَّ حياة الإنسان ما هي إلا مراحل، وعُمره فيها منازل، وإن مما قررته المدنية الحديثة، والنظام العالمي المعاصر؛ تلك النُظُم الوظيفية، والقواعد التنظيمية للأعمال والوظائف، والإنسان يتقلب في مراحل حياته بين الأعمال ودرجاتها، والوظائف وترقياتها، حتى يبلغ درجة التقاعد؛ وتلك قضية آنِيَّةٌ مهمة لفئة عزيزة غالية قدمت زهرة شبابها، ولُبَاب أعمارها في خدمة دينها ووطنها ومجتمعها، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. وأشار معاليه إلى أن التقاعد بداية حياة جديدة، كما أَنه بداية للعمل الحُرِّ لأصحاب الخبرات في مجالاتٍ أخرى للإفادة والاستفادة، والتقاعد “سُنَّة الحياة” بحيث يعقب جيلٌ جيلاً؛ لتتمَّ سُنَّة الاستخلاف وعمارة هذه الأرض، وأما التصنيف الوظيفي (متقاعد، وغير متقاعد) فليس نهاية المطاف، وليس حُكمًا على الإنسان بالموت الزُّعاف، وليس منعًا للمتقاعدين من مزيد العطاء في خدمة دينهم ووطنهم وولاة أمرهم ومجتمعهم في ميادين أخرى. لافتًا إلى أن هذا التصنيف لا يصلح أن يسري أبدًا على بقية حياة المتقاعد، لكن المتقاعد قد وُلِدَ ولادةً جديدة، وصاحبُ الهمة العالية إذا بلغ هدفًا بحَث عن هدفٍ آخر مثله أو أَسمى منه؛ ليصل إِليه، ولا يوقفه عن استباقه لمجد الدنيا والآخرة إلا توقُّفُ نَفَسِه أو ضَعْفُ ذاته. فالمتقاعدون هم فرسان الميادين وإن ترجلوا عنها، وهذه سنة الحياة الوظيفية؛ ليتاح المجال الوظيفي للشباب الصاعد، وهكذا تمضي الحياة بِنَا في تقلباتها وتنقلاتها، وصدق رب العالمين: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾. فيا أيها المترجلون عن صهوة جواد الدوام النظامي: إنَّ أعماركم رؤوس أموالكم، ورصيدكم الذي ينفعكم في الدنيا والآخرة، فاغتنموها بالأعمال الصالحة قبل فواتها، وكما أن الإنسان مسؤولٌ عن عمره، فهو أيضًا مسؤولٌ عن عِلْمِهِ وخِبْرَتِهِ، فينقل خِبْرَتَهُ للأجيال اللاحقة، ولا يبخل عليهم بالرأي والمشورة، والتوجيه والنصيحة، كونوا المِرْآة العاكسة لِجَمال الشريعةِ ومَبادِئها العِظام، وخيْرِيّتِها عن سائر الأنام، وتلك هي المَدَاميك التي تُحَقِّق الطّموحات ذات العزيمة، وتشمَخِرُّ عنها المجتمعات المترَاصّة الكريمة. مؤكدًا بأن الحاجةَ إِلى متقاعدي الرئاسة وإِلى خبراتهم ستظلُّ قائمةً ومتصلةً – إِن شاء الله –، فالرئاسة تفتح الأبواب لهم كونهم بيوت خبرة متميِّزة، وكنوزا علمية متأَلِّقة، ومكاتب استشارية متنقِّلة، والاجتماع بهم اجتماعُ تعاونٍ، واتفاق على أن ينهل اللاحق من خبرة السابق، وأن يبذل السابق لللاحق التوجيه والنُّصح والإرشاد. وقد زادت مسؤولياتكم بعد أن كان النِّطاق الحكومي يُحَدِّدها في مجال اختصاصكم وعملكم فقط، أما اليوم فأمامكم الفُرَص والدنيا بأسرها، والأعمالُ كلها، والميادين جميعها، فمسؤوليتكم ليست عن أُسَركم أو حيِّكم أو مدينتكم فقط، بل أنتم مسؤولون عن كلِّ مسلم بالتوجيه والنصح والإرشاد والتوعية. وأشار بأن هذا العام يترجل قامات كبيرة في العمل الإداري والميداني, والرئاسة حازت جوائز الجودة والتميز بفضل الله ثم بفضلكم أيها المتقاعدون حيث أسهمتم في تحقيقها, واليوم رؤية بلادنا رائدة في المجالات التطوعية. أيها المتقاعدون: تحدثوا عن تجاربكم وأعمالكم في الحياة ليستفيد الناس، وكونوا قدوة واستمروا في الأعمال الإنسانية، وضعوا خطة استراتيجية لحياتكم تشمل مختلف المجالات التي تعود عليكم بالنفع، كما أهيب بالإعلاميين أن يصيغوا من قصص النجاح للمتقاعدين عبر وسائل الإعلام. والدولة -رعاها الله – تبذل من العناية بالمتقاعدين الشيءَ الكثير، ولا أدلَّ على ذلكم قول خادم الحرمين الشريفين –أيده الله-: (إنَّ الوطنَ بحاجة إلى خدمات المتقاعدين). ومن هذا المنطلق نؤكد بدورنا: إن الرئاسة بحاجةٍ إلى المتقاعدين، سائلاً الله -سبحانه- التوفيقَ والسَّداد للجميع للعمل بما يعكس الصورة المشرقة لديننا الحنيف، ودولتنا المباركة، والصُّعود إلى أعلى مراقي التميُّز والإبداع في ظلِّ هذه الرؤية السعودية الموفَّقة (2030)، وأن يحفظ بلادَنا بلاد الحرمين الشريفين ويحفظ عليها عقيدتها وقيادتها وأمنَها ورخاءها. واختتم الشيخ السديس بقوله: أرفع بهذه المناسبة أسمى آيات الشكر مضمَّخة معطَّرة، والدعواتِ صادقةً مؤرَّجة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -; حفظه الله -، ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. سائلاً الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يحفظ بلادنا بلاد الحرمين الشريفين – درة الأمصار وشامة الأقطار – من كل سوء ومكروه، وأن يدفع عنا الشرور والفتن، ونسأله سبحانه أن يزيد بلادنا أمناً وإيمانا، وسلاماً واستقراراً، ويجعلها سخاء رخاءً، ويحفظ عليها عقيدتها وقيادتها وأمنها ورخاءها، وسائر بلاد المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيرا. هذا وقد تحدث سعادة مساعد الرئيس العام لشؤون مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة والشؤون الإثرائية الأستاذ عبدالحميد بن سعيد المالكي، بكلمة ألقاها نيابة عن المتقاعدين شكر فيها الله سبحانه وتعالى على شرف خدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن في أطهر البقاع ، وأصالة عن نفسي ونيابة عن نفسي ونيابة عن منسوبي الرئاسة والوكالة المتقاعدين، أتقدم بجميل الشكر والعرفان للقيادة الرشيدة ولمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، والقائمين على هذه الاحتفالية التي تمثل تكريم وتقدير لمن أفنوا أعمارهم في خدمة الدين ثم الملك ثم المسلمين من شتى بقاع العالم. ثم تقدم بشكره وتقديره للرؤساء اللذين عملنا معهم في هذا الصرح العريق وآخرهم معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، حيث كان لهم أفضل الإنجازات في منظومة الخدمات في الحرمين الشريفين وإثراء تجربة ضيوف الرحمن وإيصال رسالة الحرمين هدايات للعالمين بمختلف اللغات واستخدام التقانة والذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات بأعلى معايير الجودة والتميز. وإلى زملائنا اللذين عملنا معهم في هذا الجهاز المبارك أمامكم فرصة لبذل المزيد في خدمة بيت الله الحرام ومواصلة هذا التطور والتميز والإبداع وفق رؤية المملكة ٢٠٣٠م وبرنامج ضيوف الرحمن وخطة الرسالة المتجددة(حرمين). وفي الختام تم تكريم المتقاعدين وسلمت لهم الدروع التذكارية، احتفاءً بهم على ما قدَّموه وبذلوه في الرئاسة من سنواتٍ طويلة في الخدمة والبذل والعطاء.

مشاركة :