آسف عندما نكتب وحبر القلم دم،عفوا عندما يعلو ويغشى سطوري الألم،لانريد الأحزان لكم ،فالله ربنا وربكم،خلقنا وخلقكم،وفضلكم على غيركم،فنذكركم لتشكروه على ذلكم.فأنا هنا أحطت بما لم يحط به بعضكم،هنا موقف مؤلم من مواقفهم، قصة من قصصهم، يستشعرها الحر إذا رآهم. قبل سرد القصة أقول:هل تستطيع النوم على أي جزء من أجزاء جسمك؟ هل تستطيع المشي؟هل تستطيع الوقوف على قدميك؟بل هل تستطيع أن تحرك أطرافك؟ هل تستطيع…إلخ ؟!سيقول أغلبنا ولله الحمد: نعم! هناك في ريعان الشباب وفي عمر الزهور شباب وفتيات لايستطيعون ذلك،منهم من ملك المال،ولكن المال مازادهم إلا وبالا وحسرة،وماذا يعني لك المال عندما تكون ذا شلل؟! رحماك يارب. هنا سأزيدك واعذرني إن أوجعك كلامي،أريدك أن تعيش عذاب غيرك؛ لتعرف مدى النعمة عليك وتشكر الله وتحمده ليزيدك ولايبتليك فبشكره تدوم النعم.. قال القلم عن الضمير الغائب:عندما هممت بالخروج من أحد المستشفيات إذا بشاب لايتجاوز السادسة والعشرين من عمره يجلس على كرسي متحرك،يردف بقوله:سلمت عليه ولم ألقِ له بالا إلا أنني سرعان ما التفت إليه ثانية، فإذا هو يشير برأسه _أي الشاب_ ويكأني سمعت قلبه يطلبني،فاقتربت منه فإذا هو يهمس في أذني:((تكفى خذني إلى دورة المياة)) يقولها بقلب منكسر، وصوت منخفض،ثم يردف حديثه أخذته بعدما أشعرته بأني فخور وسعيد عندما خدمته،قال وأنا أدفع العربة شعرت بماء يسقط على يدي اليمنى فتحققت من ذلك فإذا هي مدامع عينيه،يقول: كانت المفاجأة والطامة عندما وصلت لدورة المياة،زاد نحيبه عندما فجّر كلاما كالصاعقة،في قوله:((لا أستطيع رفع ملابسي فكيف لي أن أقضي حاجتي)) يقول في موقف الأحرار وأهل الشهامة قلت: لاتحمل هماً فالناس للناس..فكفيته ذلك_أي رفعت ملابسه_. يقول:بعدها أخذته آيبا من حيث أتيت به وبينما أنا أسير به قلت له:ألا يوجد أحد معك هنا؟ قال: بلى. معي أخي تركني وذهب للطبيب فتأخر،فعندما رأيتك لم أستطع الصبر؛يقول فسكت قليلا ثم مالبث أن رتّل الآية الكريمة “ياليتني متُّ قبل هذا وكنت نسيا منسيا”.. كل شيء بقضاء وقدر،وما الإيمان بذلك _أي مايقدره الله_إلا ركن من أركان الإيمان الستة،ولكن السؤال يطرح نفسه؛عندما ترى هذه الفئة من أخواننا أما تحمد الله؟! ألم تتخيّل حجم معاناتهم وتحمد الله؟ألم يقودك تواضعك وشهامتك عندما تراهم فتحاول مساعدتهم؟..سبحان الله بعضنا أصابه داء الكبر والغرور،فعندما يرى ممن ابتلوا بهذا البلاء لاينظر لهم إلا بطرف العين،فو الله وتالله وبالله مايزيد التواضع الأحرار إلا رفعة وعزة ،فسلام لهم يعقبها ابتسامة فسترى أثرها في نفوسهم فأنت تستطيع وهم يستاهلون.. خلاصة قولي: احمد الله على نعمه واشكره فبذلك تدوم النعم وإذا رأيت ممن ابتلاهم الله بأي داء كان فقل:الحمد لله الذي عافاني وفضلني على كثير من خلقه.. ومن السعادة أن تعيش هموم غيرك..وإياك إياك والسخرية والضحك على من به عاهة فذلك هدم للأخلاق والقيم،ولاتكن ذا وجه عبوس فإن في الابتسامة دواء الروح وعلاج الجروح وهي مفتاح النفوس وشعار المتواضعين فالزمها ما استطعت.. خارج النص : سُجن بعد أن كان ملكا، فأتين بناته لزيارته في أول عيد يأتيه وهو سجين فحزن لحالهن وحاله وقال قصيدة منها : فيـما مضـى كنت بالأعيـاد مسرورا.. . ..وكان عيدك باللذات معمورا وكنـت تحسـب أن العيـدة مسعـدة .. . ..فساءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتـك في الأطـمـار جائـعة.. . ..في لبسـهن ثياب الفقر مسطورا معاشـهن بعيـد العــــــز ممتــهن .. . ..يغزلـن للنـاس لايملكن قطميرا برزن نحــوك للتســليم خاشعــة.. . ..عيــونهـن فعـاد القلـب موتـورا
مشاركة :