أكراد سوريا.. نقطة خلاف بين تركيا وأميركا

  • 1/26/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مازال الخلاف قائماً بين تركيا والولايات المتحدة بشأن وضع القوات الكردية السورية التي أصبحت جزءاً محورياً في الاستراتيجية الأميركية للقضاء على «داعش» في سوريا. وفي بيان صدر بعد اجتماع لمدة ساعتين بين نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أشادا بالتحالف التركي الأميركي. وأكد بايدن على عمق الشراكة بين البلدين تاريخياً. أما داود أوغلو فقد أكد على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ولكنه وصف مراراً الجماعة السورية التي يطلق عليها «وحدات حماية الشعب»، بأنها جماعة إرهابية باعتبارها جزءاً من حزب العمال الكردستاني الكردي التركي المسلح الذي طالما استخدم العنف ضد تركيا. واتفق بايدن مع داود أوغلو على أن حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية بحسب تصنيف الحكومة الأميركية، ولكن نائب الرئيس الأميركي لم ينقل هذا الوصف إلى الأكراد السوريين. أما في القضايا الاستراتيجية الأخرى ومن بينها ضرورة التعاون لإلحاق الهزيمة بـ«داعش»، فقد أشار بايدن إلى الاتفاق في الآراء حول هذه المسألة. ولكن عناوين الصحف تصدَّرتها تصريحات لبايدن فُهم منها أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة العسكرية في الحرب الجارية في سوريا إذا فشلت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق بشأن حكومة انتقالية. وقال بايدن «نعلم أنه من الأفضل التوصل إلى حل سياسي. ولكننا مستعدون إذا لم يتسن هذا أن يكون لدينا حل عسكري لهذه العملية والتخلص من داعش». ولكن مسؤولين أميركيين أوضحوا في وقت لاحق أن السياسة الأميركية لم تتغير وأن بايدن كان يشير إلى التزام الولايات المتحدة القائم بالقتال ضد «داعش» بصرف النظر عما يحدث في المفاوضات السورية. وقد أصبح وضع أكراد سوريا نقطة شائكة محورية في التعاون التركي الأميركي في التصدي لـ«داعش» وفي المفاوضات المقبلة بين نظام بشار الأسد وقوى المعارضة السورية. والمفاوضات التي كان من المقرر أن تبدأ يوم الاثنين في جنيف أرجئت فيما يبدو إلى وقت لاحق هذه الأسبوع. وترى الولايات المتحدة أن الأكراد من أكثر القوى قدرة على مقاتلة «داعش» برياً في الوقت الذي تقصف فيه الطائرات الأميركية الجماعة المتشددة من الجو. وبينما ترعى روسيا إلى جانب الولايات المتحدة المفاوضات بين الأسد والمعارضة، هناك خلاف بين تركيا وروسيا التي ترى أن «وحدات حماية الشعب» قوة فاعلة في سوريا وينبغي أن تكون جزءاً من وفود المعارضة. ورفضت باقي أطراف المعارضة هذا، وهددت تركيا وهي داعم مهم للعملية بسحب دعمها للمحادثات. وعززت تركيا قواتها في شمال العراق بالقرب من حدودها، حيث تدرب هناك قوات كردية عراقية. ووصف العراق هذا بأنه انتهاك لسيادته، وطالب بالانسحاب التركي، وهدد بالاستنجاد بروسيا. ومنذ سبتمبر الماضي وروسيا تشن ضربات جوية ضد قوى مناهضة للأسد في سوريا. وقد أكد بايدن أنه سيبحث إمكانية التوصل إلى تسوية مؤقتة بين تركيا والعراق. وتسعى تركيا والولايات المتحدة للاتفاق بشأن الجماعات السورية الجديرة بالدعم الجوي وتلقي الأسلحة. وتركيا التي طالما اتهمت بالسماح للمقاتلين الأجانب والأسلحة بالوصول إلى المتشددين على امتداد الحدود اتخذت «بعض الخطوات المهمة للغاية لتحسين الوضع» بحسب قول بايدن. وأضاف أن «طائرات التحالف والطائرات الأميركية تعمل من قواعد تركية... وقد صعدت حملتها الجوية على أهداف داعش إلى أقصى درجة منذ بداية» عملية التحالف في خريف عام 2014. واجتمع بايدن مع زعماء من المجتمع المدني التركي وصحفيين وانتقد سعي الحكومة التركية لتقليص حرية التعبير واعتقال عشرات الأكاديميين الذين طالبوا بوقف العمليات العسكرية ضد القرى المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا. وبدوره صرح داود أوغلو بأن «القاعدة» لو كانت تواجدت في الولايات المتحدة أو أوروبا لوقفت تركيا بجانب الحكومات هناك، وأنه يتوقع «الرؤية الواضحة نفسها من الولايات المتحدة التي تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية». وعلى رغم أن بايدن تجنب وصف «وحدات حماية الشعب» السورية التركية بأنها إرهابية إلا أنه قال: «نتفق معك أنه لا يوجد اختلاف جوهري» بين حزب العمال الكردستاني و«داعش» و«جبهة النصرة» لأنها تهدد تركيا وتضر بها، «نحن ندرك هذا». * محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

مشاركة :