أوسلو - مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، استوضح الكثير منا أنه إذا كان هناك شيء يبدو جيدا أو سيئا لدرجة يصعب تصديقها، فغالبا ما يكون كذبا أو تحريفا. ولكن ماذا عن اللغة نفسها؟ هل يمكن أن تعطي فكرة عن مدى صحة النص الذي نقرأه؟ يعمل اللغويون في جامعة أوسلو النرويجية مع خبراء الذكاء الاصطناعي على فضح لغة الأخبار المزيّفة التي يسمونها Fakespeak وقالت مديرة المشروع سيلجي سوزان ألفيستاد "إن هدفنا هو تحسين أدوات التحقق من الحقائق الموجودة". ففي عام 2003 أدين الصحافي جيسون بلير بتهمة اختلاق عدد من المقالات الإخبارية. جمع العلماء تلك النصوص المزيّفة وقارنوها بمجموعة مختارة من القصص الإخبارية الحقيقية التي كتبها بلير، فتبيّن أن النصوص كانت مختلفة من حيث أسلوب صياغتها. وعثر الباحثون عن العديد من الاختلافات اللغوية الكبيرة، وبينها: - كان للنصوص الزائفة أسلوب غير رسمي أكثر، بينما احتوت النصوص الصادقة على كثافة أكبر من المعلومات. ◙ خبراء الذكاء الاصطناعي يفضلون العمل مع مجموعات بيانات أكبر بكثير، لذلك تمت إضافة مجموعة من النصوص من قبل مؤلفين مختلفين من خدمات التحقق - في النصوص الصادقة لوحظ الاستخدام المتكرر للأسماء والكلمات التي تحل محل الأسماء. وكانت الكلمات أطول في المتوسط. - لوحظت في النصوص المزيّفة كثرة استخدام الأفعال، خاصة في زمن المضارع. بالإضافة إلى ذلك، كانت الضمائر والصفات والكلمات والتدخلات الملوّنة عاطفيا أكثر شيوعا. وقالت سيلجي سوزان ألفيستاد "إنه (أي الصحافي) استخدم أيضا استعارات أقل في مقالاته الإخبارية المزيّفة مما كان عليه عندما كتب الحقيقة". ومن المثير للاهتمام أن بلير غالبا ما يستخدم عناصر لغوية تصف أو تحاول إثارة المشاعر الإيجابية، وهو أمر غير معتاد بالنسبة إلى الأخبار المزيّفة، التي عادة ما تكون عرضة للتخويف. وقالت الباحثة إن ذلك يمكن أن يكون مرتبطا بالموضوع. والعديد من نصوص بلير قصص مزيّفة عن الجنود الأميركيين الأبطال أثناء حرب العراق حيث حاول الصحافي تقديم حرب العراق الأميركية في صورة إيجابية. ويفضل خبراء الذكاء الاصطناعي العمل مع مجموعات بيانات أكبر بكثير. لذلك، تمت إضافة مجموعة من النصوص من قبل مؤلفين مختلفين من خدمات التحقق. ويعمل الباحثون الآن على تحديد معايير الأخبار المزيّفة بلغات أخرى. وإنهم متأكدون من أن ذلك سيكون دفعة قوية لمكافحة الأخبار المزيّفة على الإنترنت.
مشاركة :