مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما الثانية، ومغادرته للبيت الأبيض، يبدو أن المخرج ريتشارد تين فضل أن يترك في ذاكرة السينما فيلماً يحمل بين أحداثه شيئاً من ذكريات الرئيس أوباما. حيث قدم أخيراً فيلماً بعنوان ساوثسايد ويذ يو (Southside With You) ليعيد فيه إحياء أول موعد غرامي جمع الرئيس الأميركي أوباما مع زوجته ميشيل روبنسون في عام 1989، في منطقة ساوث سايد بمدينة شيكاغو، حيث كان أوباما آنذاك في عمر 27 عاماً، وقد بدأ في التدرب بشركة سيدلي اوستين للمحاماة، حيث التقى هناك ميشيل روبنسون التي كانت تبلغ آنذاك 25 عاماً. سيرة ذاتية ريتشارد تين الذي تولى أيضاً كتابة سيناريو الفيلم الذي يعرض حالياً في مهرجان صندانس السينمائي المقام في ولاية يوتاه الأميركية حتى 31 الجاري، قال في مقابلة معه على هامش المهرجان، إن فكرة الفيلم جاءته من خلال متابعته لحملة الرئيس الأميركي أوباما الأولى للانتخابات الرئاسية، عندما كان آنذاك يشغل سيناتور عن ولاية ايلينوي، وأقنع زوجته ميشيل روبنسون بالانضمام إليه في موعد رومانسي ظهيرة أحد أيام صيف 1989. وأضاف: الفيلم يكشف عن جزء من سيرة الرئيس أوباما الذاتية، والتي أعتقد أنها ستكون ملهمة لجيل من السينمائيين مستقبلاً. وأشار إلى أنه حاول قدر الإمكان التركيز في الفيلم على الموعد الرومانسي فقط وعدم الاقتراب من أي قصص أخرى لا تمت للموعد بأي صلة. وقال: أريد من خلال الفيلم رواية قصة أول موعد فقط، لأنني لم أشأ أن أخسر من خلال القصص الأخرى، كل ما يحيط بهذه اللحظة. مشاهده لم يجنح ريتشارد تين إلى البدء بفيلمه مباشرة بمجرد دخول الرئيس أوباما البيت الأبيض في لحظة تاريخية، وإنما عكف على الاطلاع على حياة الرئيس أوباما من خلال الكتب التي وقع عليها. وقال تين: لم أبدأ بكتابة السيناريو حتى عام 2013، حيث تكونت لدي صورة متكاملة عن الرئيس أوباما وزوجته ميشيل، وقمت آنذاك بتمرير السيناريو إلى الممثلة تيكا سومبتير من خلال صديق مشترك، والتي وافقت على لعب دور ميشيل أوباما في الفيلم، وقد شعرت أنني أحسنت اختيار هذه الممثلة لأداء الشخصية الرئيسية في الفيلم. حتى الآن لم يشاهد الرئيس الأميركي أوباما الفيلم، بحسب ما قاله المخرج ريتشارد تين لموقعأي بي سي نيوز، مشيراً إلى أنهمتحمس جداً لمعرفة ردة فعل الرئيس أوباما حول هذا الفيلم. لجوء إيجاد ممثل يشبه في ملامحه الرئيس الأميركي ويستطيع أداء هذه الشخصية، كان أمراً مضنياً بالنسبة للمخرج تين، الذي اضطر للجوء إلى الوكالات التي توفر الممثلين. وبقي كذلك حتى التقى مع الممثل البريطاني باركر سويرز (أطل في فيلميزيرو دارك ثيرتيوجاك ريان) والذي تتناسب هيئته مع شخصية أوباما خلال فترة الشباب، حيث بدا سويرز في الفيلم شديد الشبه بالرئيس الأميركي أوباما ليس من حيث المظهر فقط وإنما من حيث الحركات أيضاً.
مشاركة :