نجحت تايوان، المغمورة بنجم الصين، في تقديم مثال آخر تحتذي به بقية آسيا، وقد أوصلت إلى سدة الرئاسة تساي إنغ ون، المثقفة الغربية المتحولة إلى السياسة التي تعكس دور تايوان المتقدم على الساحة العالمية، والمرأة التي سطر فوزها إنجازاً على عدة مستويات. لم تعتمد شهرة ون على نسب قرابة ذكوري، وشكل فوزها تحدياً لثقافة متحفظة مناهضة لوصول النساء لمناصب رفيعة. والأمر الثالث والأهم، هو أن أسلوب حكم ون الأنثوي من حيث اعتمادها عموماً مبدأ التعاون، قد يكون هو ما تحتاج إليه تايوان فعلاً، في ظل صراع اقتصادات المنطقة الأكثر قوةً للانتقال من مرحلة التقليد إلى التجديد في صناعة التكنولوجيا. لطالما شكل النهج الديمقراطي لتايوان الدرع الواقية بوجه مطامع الصين بالجزيرة، إلا أن هذا الإنجاز الديمقراطي لابد أن يتسلح بدرع ثانية تحتم تقليص اعتماده على السوق الصينية. استقت تايوان من الديمقراطية لإيجاد مجتمع أكثر انفتاحاً وشفافيةً، واستفادت في انتخاباتها الأخيرة من عنصري الشباب والنساء. وليس هناك أكثر هدوءاً أو واقعية من أن تستثمر الرئيسة الجديدة في الإبداع وتنميه، تحت أنظار آسيا المراقبة.