استيقظ أهالي طرابلس، أمس، على أصوات الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والانفجارات في منطقة قصر بن غشير، بعد أن اندلعت مواجهات عنيفة بين ميليشيات في محيط مطار طرابلس الدولي الواقع جنوب العاصمة، قبل عودة الأوضاع للهدوء. وكشفت مصادر خاصة لـ«الاتحاد» عن وقوع اشتباكات بين كتيبة «الردع» ومجموعة تتبع «الكتيبة 111» التابعة لعبد السلام الزوبي، في منطقة قصر بن غشير في طرابلس. ورُصد وقوع 5 انفجارات على الأقل منذ بدء المواجهات بين الميليشيات، تلاها دوي إطلاق النار في المنطقة، قبل أن يعود الهدوء ليخيم على المكان، فيما لم يتضح بعد حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت العامة والخاصة، وما إذا كان وقع ضحايا أو قتلى بصفوف المتحاربين. ومطار طرابلس الدولي خرج من الخدمة منذ عام 2014، حيث دمرت الميليشيات في المنطقة الغربية تماماً، وأصبح اعتماد أهالي العاصمة على مطار معيتيقة الدولي فقط. إلى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أعضاء لجنة مجلس النواب وأعضاء لجنة مجلس الدولة لاستئناف مشاورات المسار الدستوري، جاء ذلك في خطاب وجهه عضو اللجنة عن مجلس النواب الليبي الهادي الصغير إلى أعضاء اللجنتين دعا فيه لاستئناف المشاورات، تأسيساً على توافقات اللجنة التي عقدت في القاهرة وعلى الاتفاق المبدئي بين رئيسي البرلمان ومجلس الدولة. وأشار النائب الليبي إلى تكليفه بهذه الدعوة من قبل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بهدف وضع إطار دستوري يكون حجر أساس لإدارة مرحلة ما قبل الانتخابات الشاملة وتمهيداً لإجرائها في أقرب الآجال، موضحاً أن انعقاد المشاورات هدفها تجسيد التوافقات بصيغة نهائية وإعداد تقرير شامل بنتائج أعمال اللجنة المشتركة للعرض على المجلسين لاعتمادهما كل حسب نظامه ولائحته الداخلية. ودعا عضو البرلمان الليبي إلى أن يتم التواصل والتشاور المباشر لتحديد الزمان والمكان المناسبين للجميع بما يضمن سرعة الإنجاز وجودة المخرجات. بدوره، رجح عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي بلقاسم قزيط في تصريحات لـ«الاتحاد» إمكانية احتضان العاصمة المصرية القاهرة لاجتماع لجنة المسار الدستوري في القريب العاجل لحسم النقاط الخلافية بين البرلمان ومجلس الدولة في الوثيقة الدستورية، مؤكداً أن الذهاب للاستفتاء الشعبي المباشر سيكون الخيار الأخير حال عدم حدوث توافق حول المواد الخلافية. وأشار «قزيط» – أحد المشاركين في اجتماعات القاهرة الأخيرة بين رئيسي البرلمان ومجلس الدولة – إلى أن دعوة البرلمان الليبي لاستئناف اجتماعات المسار الدستوري تتوافق تماماً مع روح لقاء القاهرة بين رئيسي مجلس النواب والأعلى للدولة في العاصمة المصرية مؤخراً. ولفت عضو المجلس الأعلى للدولة إلى أن الثقة تعرضت لـ«الشرخ» بسبب التصريحات الأخيرة لرئيس البرلمان الليبي والتي تحدث عن اتجاه المجلس لإنجاز التعديل الدستوري وأن التوافق مع مجلس الدولة لفظياً فقط تعديل دستوري وان التوافق لفظياً فقط، مضيفاً «مجلس الدولة لا يمكنه أن ينجز شيئاً إلا بالشراكة مع البرلمان.. أعتقد أن روحية التوافق ستكون لها الكلمة العليا مرجحا احتضان القاهرة للاجتماعات». في سياق آخر، بحث رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، أمس، مع وفد من نقابة المحامين تقريب وجهات النظر وزيادة التوافق بين مجلسي الدولة والنواب لحل الأزمة السياسية والوصول إلى الانتخابات الليبية في أسرع وقت. وعبر المشري خلال اللقاء عن دعمه لأي جهود تفضي إلى مزيد من التوافق بين المجلسين لتحقيق الاستقرار الدائم بالبلاد.
مشاركة :