التحالف الإسلامي.. خطوة مباركة - فهد بن عبدالله الغانم

  • 1/26/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية يضم 34 دولة إسلامية سيدحر الإرهاب في جميع دول العالم الإسلامي، وخصوصاً الذي توجد فيه تنظيمات مسلحة خارج نطاق هذه الدول او سيطرتها. ولن يجد العالم الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية مهبط الوحي وقبلة المسلمين طريقاً آخر ليسلكه للمحافظة عن المقدسات الإسلامية ونصرة أكثر من مليار مسلم وعزتهم ورفعتهم في وقت بدأت فيه التحالفات المختلفة تظهر هنا وهناك، ما يشكل تهديداً صريحاً للدول وخصوصاً الإسلامية منها. وهنا لابد من تفعيل هذا التحالف العسكري المبارك الذي يعد خطوة حاسمة وتسخير كل السبل الممكنة له على ان تواكبه حملات إعلامية مستمرة وتخصيص قناة إسلامية موحدة بكل اللغات وشرح الهدف منه وأنه تحالف أمن وسلام، وليس اعتداء على أي دولة، والوقوف بحزم ضد الإرهاب والإرهابيين بجميع أسمائهم. إن وقوف المملكة وقفة إسلامية مشرفة وإعلانها عن هذا التحالف الذي يراد به خير للأمة الإسلامية في جميع بقاع العالم وليؤكد المسارعة في لم شمل العالم الإسلامي والمحافظة عليه من التشتت والتمزق الذي ربما يداهمه في أي وقت من الأوقات عبر هذه القلاقل والتنظيمات المتطرفة التي تنهش في جسده وضد من يخلق الأزمات ويتضرع بالحجج الواهية والمصالح الزائفة. دور المملكة ملموس وتحملها مسؤولياتها الجسام فرض عليها واقعا جديدا ولكنه ليس بغريب فالتضامن الإسلامي عبر السنين الماضية والمؤتمرات التي عقدت للمؤتمر الإسلامي موجود وما يجمع بين الدول الإسلامية أكبر من ذلك بكثير، ولكن التحديات والظروف التي تعصف بالشرق الأوسط وببعض دول أفريقيا المسلمة وما يوصم به الإسلام الحنيف من إرهاب وترويع للآمنين هو بريء منه من فئات مريضة دأبت على الإساءة لهذا الدين الذي لم تشهد البشرية جمعاء مثل سماحته ويسره. إن مسألة الأمن لدول العالم الإسلامي والمسلمين عموماً تستند الى الكتاب والسنة، التي هي من صميم إيمان المسلم وإخلاصه لعبوديته وطاعته لربه سبحانه وتعالى، فقد جاءت الآيات الكريمة التي تشعر المؤمن والمسلم بدرجة من الطمأنينة بعد الخوف، والوحدة بعد الانقسام، وفي الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى. فالأمن في الإسلام مقصدٌ عظيمٌ شرع له من الأحكام ما يكفله ويحفظ سياجه، ويدرأ المساس بجنابه، فقد تضافرت النصوص القطعية على وجوب المحافظة على الضروريات الخمس، وهي: الدين، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال، وحرمت الشريعة كل وسيلة إلى النيْل من هذه المقاصد، أو التعرض لها، وشرعت من الأحكام الزاجرة ما يمنع من التعرض لها أو يمس بجوهرها. إن أمن المملكة العربية السعودية بصفة خاصة وهو أيضاً أمن للمسلمين جميعاً وأمن الحجاج وأمن المعتمرين وأمن العاملين على أرض المملكة من أبناء العالم الإسلامي, بصفة عامة وهذه، إحدى النتائج الكبرى التي يشعر بها المسلمون جميعاً في ظل الحكم السعودي الرشيد. بورك مسعاك يا خادم الحرمين الشريفين ولن تجد عند الله مثوبة أكبر من هذه فالدفاع عن الدين والإسلام والمسلمين كان ولا يزال هو هاجسكم الذي تسعون الى تحقيقه ليعم الأمن والأمان بتوفيق من الله على العالمين العربي والإسلامي. لقد أثلجتم قلوب المسلمين بجميع أنحاء العالم فهذا التحالف هو الدرع الحقيقي والواقي لمواجهة الإرهاب ومكافحته.

مشاركة :