هرمون النمو.. فوائده تتعدى قصر القامة لدى البالغين!

  • 1/26/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هرمون النمو والذي يطلق عليه البعض هرمون الطول لكونه المسؤول الأول عن النمو الطولي يفرز من الغدة النخامية، وتعتبر الغدة النخامية هي سيدة الغدد الصماء في جسم الإنسان لكونها تتحكم في معظم غدد الإنسان الصم، تفرز الغدة النخامية عدة هرمونات ومنها الهرمون المتحكم بالغدة الدرقية والهرمون المتحكم بالغدة الكضرية فوق الكلوية والهرمون المتحكم بالهرمونات الأنثوية وكذلك الهرمونات الذكرية لدى الأنثى ولدى الذكر على التوالي، كما أن الغدة النخامية هي المسؤولة عن إفراز هرمون الحليب المدر له وأيضا عبر فصها الخلفي تفرز الهرمون المضاد لإدرار للبول وغير ذلك من الهرمونات الهامة لجسم الإنسان ووظائفه المختلفة؛ وحديثنا اليوم عن فوائد هرمون النمو للبالغين وفوائد هرمون النمو للأطفال وهناك فوائد مشتركة وهناك فوائد منفصلة. فوائد هرمون النمو للبالغين يخطئ من يعتقد أن فوائد هرمون النمو قاصرة على الأطفال في مرحلة النمو. فقد أقرت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية استخدام هرمون النمو في البالغين. وهم البالغون الذين كانوا يعانون من نقص هرمون النمو في الصغر وليس لكل بالغ، وهنا نود أن نعرض بعض التفصيل. إن الطفل المصاب بنقص هرمون النمو والذي تم تشخيصه في الصغر بتحليل مستوى هرمون النمو لديه عبر ما يعرف بتحليل هرمون النمو التحفيزي، يعطى له هرمون النمو حتى بلوغه وإتمام نموه الطولي، ولكن إذا اكتمل البلوغ، فالمفترض عمل تحليل هرمون نمو تحفيزي مرة أخرى له للتأكد من أنه يعاني من نقص هرمون النمو عند الكبر وليس فقط بالاعتماد على التحليل الابتدائي عند الصغر. السؤال هنا ما هي أهمية هرمون النمو بعد البلوغ وبعد اكتمال النمو؟. تشمل فوائد هرمون النمو للكبار والبالغين زيادة القدرة على تحمل التمارين الرياضية والاستمرار عليها وذلك بسبب قدرة هرمون النمو على زيادة حجم العضلة وزيادة قدرتها الحركية وأيضا يعمل هرمون النمو على زيادة كثافة العظام وخفض مستوى الدهون في الجسم. ومن هذا المنطلق يتضح لنا أن الشخص البالغ الذي يعاني من نقص هرمون النمو ولا يعوض بهرمون النمو إما غفلة أو إهمالا فإنه سيعاني من التعب والإرهاق وزيادة الوزن والوهن أيضا. إن هذه الفوائد المذكورة آنفا، دفعت البعض إلى التوجه إلى استخدام هرمون النمو في الذين لا يعانون من نقصه، وخاصة أولئك الذين تقدم بهم العمر. فكما هو معروف أن الهرمونات بصفة عامة وهرمون النمو بصفة خاصة يقل مقداره مع تقدم العمر، ويعتقد البعض أن الوهن والتعب الذي يعاني منه كبار السن إنما هو بسبب نقص هذه الهرمونات ومنها هرمون النمو. هنا يجب القول إن الاستخدام الخاطئ وغير المرخص به لهرمون النمو قد يؤدي إلى أعراض غير محمودة، ومن هذه الأعراض الجانبية تجمع الماء في الجسم، إن احتباس السوائل في الجسم قد يؤدي إلى ألم المفاصل وخاصة ألم في المعصم واليد أو الكفين على وجه الخصوص، وأيضا قد يؤدي ذلك إلى ألم في الرأس وزيادة ضغط الدم في الدماغ، ومن الأعراض الجانبية إصابة المستخدم لها بزيادة حجم الثديين وخاصة لدى كبير السن الذي يعاني من نقص الهرمونات الذكرية المؤدية لزيادة حجم الصدر. استخدام هرمون النمو بين الرياضيين وقد انتشرت في الآونة الأخيرة مسألة إقبال الرياضيين على استخدام هرمون النمو ومشتقاته. إن هرمون النمو من الهرمونات المضخمة للعضلة وخاصة إذا ما استخدم بكمية كبيرة وتم حقنه داخل العضلة نفسها وليس تحت الجلد كما هو الحال مع علاج نقص هرمون النمو، وعادة ما يستخدم الرياضيون أنواعا أرخص ثمنا من هرمون النمو، وهي تلك المصنعة في الصين مثلا. حيث تتوفر في المستشفيات الحكومية لدينا أنواع هرمون النمو النقية والتي يتم تصنيعا في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وتكمن المشكلة هنا في أمرين وهما عدم نقاوة هرمون النمو المصنع في المختبرات الرديئة مما قد يسبب أضرارا مختلفة وأيضا الاستخدام المكثف لهرمون النمو لبناء العضلة السريع يقابله تردٍ في حجم العضلة بعد فترة عمرية وجيزة، ولا يعلم حتى الآن عن التأثير السلبي لهرمون النمو إذا ما تم استخدامه بجرعات كبيرة أو إذا ما تم حقنه في العضلة بشكل مستمر، ولم يكتف الرياضيون باستخدام هرمون النمو فقط ولكن البعض منهم بدأ باستخدام بعض الهرمونات ذات العلاقة بهرمون النمو، ومثال ذلك الهرمون المشابه لهرمون النمو والذي يفرز عادة من الكبد والمسمى ب(أي جي إف ون)، ويستخدم هذا الهرمون عادة للأطفال المصابين بنقص هذا الهرمون، وكذلك الأمر ينطبق على هذا الهرمون. فبعض الرياضيين يحصلون على هذا الهرمون من مختبرات ذات جودة نوعية متدنية مما ينعكس سلبا على صحة الفرد. استخدام هرمون النمو لدى الطاعنين في السن يتصف بعض كبار السن والطاعنين في العمر بنقص هرمون النمو، وهذه صفة تكثر في الكثير من الناس، ويبقى التساؤل الأكثر حيرة هو هل نحن بحاجة لتعويض هذا النقص الهرموني. تدل بعض الدراسات أن الطاعنين في السن قد يكونوا بحاجة إلى هرمون النمو، حيث يزيد من قوة العضلات والنشاط البدني وكذلك بعض النشاط الجنسي، ومن الدراسات التي تبدي تخوفا من الاستخدام المتأخر لهرمون النمو هو احتمالية تسببه في حدوث بعض الأورام. فكما هو معروف أن كبير السن يكون عرضة للأورام وهرمون النمو من الهرمونات التي تسبب نمو الخلايا، وبالرغم أنه لا توجد دراسة توضح العلاقة بين هرمون النمو وبين حدوث الأورام في الإنسان، إلا أن بعض الدراسات على الحيوان أوضحت احتمالية إصابة الحيوان بالأورام في حالة استخدام هرمون النمو بكميات كبيرة ولمدة طويلة. انطلاقا من هذه الدراسات الحيوانية، أبدى الكثير من أطباء الغدد الصماء تخوفهم من استخدام هرمون النمو في العمر المتقدم، ولكن بالرغم من هذا التخوف وهذا التحذير نجد البعض من الناس الطاعنين في العمر يستخدمون هرمون النمو، وليست هناك دراسات واضحة في هذا الصدد ولكن من التجارب المحدودة تبين أن البعض أبدى استحسانه من هذا الهرمون. ليس التحدث هنا عن استخدام هرمون النمو لدى الطاعنين في العمر هو أننا نصرح أو ندعو أو نشجع هذه الشريحة من الناس للإقدام على استخدام هرمون النمو ولكن لتوضيح بعض استخدامات هرمون النمو لدى الناس بمختلف شرائحهم وطبقاتهم. هرمون النمو ومرض السكري التخوف الأكثر انتشارا هو ارتفاع مستوى السكر في الدم لدى المريض المستخدم لهرمون النمو. نعم هو أحد أهم أسباب التخوف من استخدام هرمون النمو في الكبار أو في الأطفال قصار القامة والذين يعانون من نقص هذا الهرمون هو ارتفاع مستوى السكر في الدم. وبالرغم من إن هذا العرض الجانبي هو نادر الحدوث إلا أن التخوف بين العامة منتشر نوعا ما. ويجب التنويه هنا أن ارتفاع السكر بسبب هرمون النوم واستخدامه هو ارتفاع مؤقت وليس دائما، أي أن هذا الارتفاع يزول بزوال المسبب وهو استخدام هرمون النمو. ومعنى ذلك أن استخدام هرمون النمو لا يسبب إطلاقا مرض السكري المعروف والذي يصيب الأطفال وإنما هو ارتفاع مؤقت في مستوى السكر في الدم. ومن الملاحظ أن هذا الارتفاع في سكر الدم يتناسب مع جرعة هرمون النمو المستخدمة، أي أنه كلما زادت جرعة هرمون النمو المستخدمة كلما ارتفع مستوى السكر في الدم وإذا تم إيقاف هرمون النمو نجد أن مستوى السكر يعود إلى سابقه بعد عدة أيام من إيقاف الهرمون ولذا نود التنويه أن الأمر ليس مزعجا كما يعتقده البعض من مرضى نقص هرمون النمو المستخدمين لهذا الهرمون. وعادة ما يقو الطبيب بحساب مستوى السكر في الدم لدى المرضى الذين يتعاطون هرمون النمو أو يقوم الطبيب بطلب تحليل معدل السكر التراكمي بين الحين والآخر. كما يقو الطبيب بتحليل أحد عوامل هرمون النمو للتحقق من جرعة هرمون النمو. تنظيم استخدام هرمون النمو في المستشفيات الحكومية يستخدم هرمون النمو في المملكة العربية السعودية من قبل أطباء الغدد الصماء عادة بعد تشخيص الطفل بنقص هرمون النمو وفق تحاليل معينة دقيقة. ويخضع استخدامه لحالات معينة منها نقص الهرمون أو قصر القامة المصاحب للفشل الكلوي أو بعض المتلازمات مثل متلازمة تيرنر أو متلازمة نونان أو متلازمة برادر ويلي ونحوها، وعادة لا يعطى للشخص السليم الذي لا يعاني نقصا في مستواه حتى لا يتسبب هذا الأمر في الإفراط في استخدامه، ولكن قد يستخدم في بعض حالات قصر القامة المصاحب لنقص الوزن بعد الولادة أو في حالة نقص الطول الشديد غير معروف السبب.

مشاركة :