الجزائر - أضفت الجزائر زخما لافتا على منافسة كأس أفريقيا للمحليين، بما سخرته من إمكانيات ومرافق وتنظيم، وعينها في ذلك على إقناع المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم بمنحها تنظيم منافسة كأس أفريقيا المقررة العام 2025، بعدما تم سحبها من دولة غينيا. وتتواصل منافسة كأس أفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر في أجواء حماسية، قياسا بالتنظيم المحكم والحضور الجماهيري الكثيف، وما توفر من مرافق وملاعب بمقاييس عالمية، بشهادة العديد من الفاعلين في عالم الكرة المستديرة. ورغم أن المنافسة تعتبر من الصف الثاني في المنافسات الأفريقية، قياسا بتاريخ إطلاقها الحديث، وعدم الاهتمام الذي أحاط بها خلال الدورات السابقة، فإن الطبعة التي تحتضنها الجزائر، استقطبت متابعة غير مسبوقة من طرف مسؤولي الكرة الأفارقة والدوليين. وحققت الجزائر مفاجأة غير متوقعة في مجال الإمكانيات المادية واللوجستية والمرافق التي سخرتها لإنجاح التظاهرة القارية، لاسيما الملاعب التي شيدتها حديثا أو التي تمت إعادة تأهيلها، على غرار ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة، وميلود هدفي بوهران، وملعبي عنابة وقسنطينة. يبدو أن القائمين على ملف "كان 2025" في الجزائر بدأوا في الحصول على دعم أطراف داخل المكتب التنفيذي لـ"الكاف" وأعلن الرئيس عبدالمجيد تبون، في كلمته بحفل الافتتاح، أن مرافق أخرى ستنضم إلى رصيد البلاد الشباني والرياضي، كملعبي ضاحية الدويرة بالعاصمة وتأهيل ملعب “5 جويلية”، وتيزي وزو، فضلا عن برمجة ملعبين آخرين لأول مرة في مدينتين صحراويتين هما بشار وورقلة. وأبدعت لجنة التنظيم في تقديم حفل افتتاح وصف من قبل الملاحظين الأفارقة والدوليين بـ”المبهر”، بفضل البساطة والاختصار، حيث امتزج بلوحات فنية وعروض موسيقية وكوريغرافية راعت خفة الروح الشبانية والرياضية، وقدمت زخما ثقافيا وفنيا متنوعا يترجم الهوية الحضارية التي انصهرت فيها الأبعاد المتوسطية والأفريقية والعربية والإسلامية، على ركح أقيم على مجسم لحي القصبة العتيق بالعاصمة، الذي أدى عليه الفنان العالمي عبدالرؤوف دراجي “سولكينغ”، وفتحي طبوش “طوطو”، رفقة فرقة “تيكوباوين”، والفنان الأفريقي داجو. وعلق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني أنفانتينو على الحفل بالقول “يا لها من عاطفة أن تكون في افتتاح ‘شان 2022’ في الجزائر، جو رائع.. تهانينا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وللاتحاد الجزائري وكل من شارك في حفل الافتتاح”. أما رئيس “الكاف” باتريس موتسيبي فقد عبر عن موقفه بالقول “أنا منبهر ومتأثر جدا مما رأيته في الجزائر، وحتى أعضاء ‘الكاف’ الذين يملكون قرار اختيار البلد المنظم متأثرون بما وجدوه في الجزائر من ملاعب رائعة وتنظيم محكم.. ما رأيناه في الجزائر يجعلنا فخورين جدا بهذا البلد الأفريقي الذي يملك القدرة والإرادة والقوة لتطوير كرة القدم”. وظهرت نوايا المسؤولين الرياضيين في احتضان “كان 2025” واضحة من خلال مختلف التصريحات المتطابقة، حيث يسعى هؤلاء من خلال الطبعة الاستثنائية لـ“شان 2022”، إلى تقديم أوراق اعتماد لمسؤولي الاتحاد الأفريقي للفوز بتنظيم التظاهرة القادمة. الجزائر تحقق مفاجأة غير متوقعة في مجال الإمكانيات المادية واللوجستية والمرافق التي سخرتها لإنجاح التظاهرة القارية ويبدو أن القائمين على ملف “كان 2025” في الجزائر بدأوا في الحصول على دعم أطراف داخل المكتب التنفيذي لـ”الكاف”، فبعد طي صفحة الخلاف بين الجزائر والكاميرون، على خلفية اللغط الذي أثير حول مباراة السد المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي احتضنتها قطر نهاية العام المنقضي، أعرب رئيس الاتحاد المحلي صامويل إيتو، عن دعم بلاده لملف الجزائر. وصرح “الجزائر وقفت معنا خلال أزمة كأس أفريقيا للأمم التي احتضنتها بلادنا، في تلك الفترة وجدت الجزائر ورئيس الاتحاد الجزائري السابق شرف الدين عمارة، ومن واجبي الآن أن أقف مع الجزائر ورئيس الاتحاد الجزائري جهيد زفزاف”. وأضاف “كرة القدم وجدت للجمع بين الشعوب وليس للتفرقة، وسنرد الجميل للجزائر، الكاميرون تقف إلى جانب الجزائر في ملف احتضان ‘كان 2025’ وتساندها في احتضان التظاهرة”. كما أعلن وزير الرياضة في دولة النيجر سيكو دورو أدامو أن “الجزائر من حقها أن تطمح لتنظيم نهائيات أمم أفريقيا 2025، وأن بلاده ستدعم ملف ترشح الجزائر لتنظيم البطولة بدلا من غينيا”. وقال “تنظيم بطولة أمم أفريقيا، يتطلب منشآت رياضية على أعلى مستوى، فضلا عن الإمكانيات البشرية، وهذه العوامل تتوفر في الجزائر، التي تمتلك كل الحظوظ لتنظيم البطولة سنة 2025، ولذلك فإن النيجر ستدعم الجزائر في مساعيها لنيل شرف تنظيم ‘كان 2025’، فالعلاقة بين بلدينا وطيدة للغاية، إلى جانب الإمكانيات التي وقفنا عليها خلال بطولة أفريقيا للمحليين”.
مشاركة :