فاز المنتخب العراقي بلقب كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها رقم 25 في البصرة، وذلك عقب تغلبه على نظيره العماني في المباراة النهائية للبطولة. وظفر أسود الرافدين باللقب للمرة الرابعة في تاريخهم، بعد ما سبق لهم التتويج باللقب في أعوام 1979 و1984 و1988. البصرة (العراق) - اعتبر مسؤولون عراقيون أن تحقيق منتخب أسود الرافدين للقب كأس الخليج في كرة القدم، سيضع العراق أمام منعطف جديد يكون فرصة لتستعيد به كرة القدم العراقية مكانتها الحقيقية. وقال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال عقب فوز منتخب بلاده بلقب “خليجي 25” إن “ما حققه المنتخب هو جزء بسيط لما سيقدمه المنتخب الوطني في المرحلة اللاحقة من أجل تحقيق نجاحات منتظرة في مشاركات مقبلة”. وتوّج العراق باللقب بفوزه على منتخب سلطنة عمان بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة ماراثونية مثيرة، شهدت فصولا من تقلبات الإثارة على مدى وقتيها الأصلي والإضافي، وحبست أنفاس الملايين من العراقيين. وغاب المنتخب العراقي عن منصات تتويج ألقاب كأس الخليج منذ العام 1988 بإحرازه اللقب الثالث في تاريخ مشاركاته التي شهدت العاصمة بغداد أول ألقابه 1979، ثم اللقب الثاني عام 1984 في مسقط، قبل أن يظفر باللقب الرابع في مدينة البصرة الجنوبية. البصرة ختمت تنظيمها لـ"خليجي 25" بصورة مميزة، رغم بعض الهفوات، إلا أنها نالت إعجاب الاتحادات الخليجية واعتبر رئيس الاتحاد العراقي الأسبق لكرة القدم الدولي السابق حسين سعيد أن “هذا الفوز سيعطي كبيرا للاعبين ليصنعوا فترة ذهبية مقبلة، وليستعيد المنتخب هويته الحقيقية على صعيد اللعبة إقليميا وعربيا وقاريا”. وعانى المنتخب العراقي بغيابه عن منصات التتويج في بطولات عدة، كما أن إخفاقه في التأهل إلى مونديال قطر زاد من تلك المعاناة، إذ عاش أنصاره فترات قاسية نتيجة تدهور مستوياته وتذبذب حضوره الفني منذ ظفره بكأس آسيا 2007. وفي سياق متصل توج إبراهيم بايش لاعب المنتخب العراقي بجائزة أفضل لاعب في بطولة كأس الخليج العربي في نسختها رقم 25. وقاد بايش منتخب بلاده للفوز بالبطولة للمرة الرابعة في تاريخها. وكان هدف بايش هو الثاني له في البطولة، بعدما سبق له أن سجل في شباك السعودية في دور المجموعات، وهي المباراة التي فاز بها منتخب العراق 2 - 0. وحصل زميله في الفريق المهاجم أيمن حسين على لقب هداف البطولة برصيد ثلاثة أهداف. وسجل حسين هدفين في شباك اليمن في دور المجموعات (فاز العراق 5 - 0)، وسجل هدفا في شباك قطر في الدور قبل النهائي (فاز العراق 2 - 1). من جهة أخرى، حصل إبراهيم المخيني حارس المنتخب العماني على جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة، حيث قدم أداء رائعا في البطولة وكان واحدا من أسباب وصول فريقه إلى المباراة النهائية. وشهد ملعب البصرة الدولي حضور شخصيات سياسية ورياضية محلية وخليجية ودولية، يتقدمهم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس اتحاد الخليج العربي لكرة القدم حمد بن خليفة آل ثاني. وفضلت اللجنة المنظمة للبطولة، إقامة الحفل الختامي بفقرات غنائية في فترة ما بين شوطي المباراة النهائية، وبدأت الاحتفالية بترحيب من مقدم الحفل المذيع القطري محمد سعدون الكواري. ثم تلتها أنشودة وطنية للفنان ماجد المهندس، الذي تلقى ترحيبا كبيرا، وتلته الفنانة الإماراتية أحلام التي قدمت وصلة غنائية جميلة، وسط إشادة وإعجاب من قبل الجمهور الذي حضر اللقاء. وتواصل الكرنفال بعد نهاية المباراة، إذ قدم العراق لأول مرة مراسيم تتويج مختلفة، بدخول كأس البطولة إلى ملعب جذع النخلة عبر فتيات وشبان يرتدون الأزياء التاريخية لحضارة بلاد الرافدين. لقب مستحق لقب مستحق وتم إطلاق الألعاب النارية بمشهد مبهر، وسط تفاعل غير مسبوق من الجماهير العراقية، فيما تم الاحتفال بتتويج أسود الرافدين عبر الأغاني ومنها أغنية “حي الله من جانة”. وبهذه المشاهد، ختمت البصرة تنظيمها لبطولة “خليجي 25” بصورة مميزة، رغم بعض الهفوات التنظيمية التي تخص دخول الجماهير، إلا أنها نالت إعجاب الاتحادات الخليجية وثناءها. وشهدت العاصمة بغداد وبقية المدن العراقية، احتفالات كبيرة عقب تحقيق اللقب، على ملعب البصرة الدولي أمام أنظار أكثر من 70 ألف متفرج. وخرجت الجماهير العراقية بمسيرات احتفالية في الشوارع والمناطق التجارية الكبرى بمنطقة الكرادة والمنصور وزيونة وسط العاصمة بغداد. كما تم إطلاق الألعاب النارية في سماء العاصمة، احتفالا بما حققه أسود الرافدين في المباراة التي شهدت مجرياتها إثارة وندية من طرفي اللقاء. وخصصت المحطات التلفزيونية العراقية مساحة كبيرة للانتصار العراقي، ونقلت بشكل مباشر المسيرات التي نظمتها الجماهير من مختلف المدن. وشهد ملعب الميناء الأولمبي الذي تم فتح أبوابه أمام الجماهير لمتابعة اللقاء عبر الشاشات، احتفالات كبيرة بتتويج العراق بلقبه الخليجي. كما شهدت بقية المدن العراقية مسيرات واحتفالات ابتهاجا بما تحقق في البصرة، واستعادة الكرة العراقية الزعامة الخليجية. وعبّر يونس محمود، نجم الكرة العراقية السابق، والنائب الثاني لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عن سعادته الكبيرة بتتويج “أسود الرافدين” بلقب بطولة “خليجي 25”. وبعد اللقاء، نشر قائد المنتخب العراقي السابق عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسوك مقطع فيديو، يظهر فيه وهو يوجه رسالة شكر ودعم لنجوم المنتخب العراقي بعد التتويج باللقب الخليجي الغالي. وقال محمود “نجحتم في حصد لقب عجز العديد من النجوم عن حصده. أنتم أبطال وهذه البداية، حب الجمهور باق، أتمنى منكم أن تبقوا على قدر المسؤولية وتكونوا يدا واحدة. هذه البداية، هناك بطولة أمم آسيا القادمة وحلم العراقيين يبقى دائما تصفيات كأس العالم”.
مشاركة :