المؤتمر الثاني لغرب آسيا: مشاركة سعودية - د.ثريا العريض

  • 1/26/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

خلال انعقاد المؤتمر الثاني لغرب آسيا الذي شاركت فيه, زار المملكة الرئيس الصيني, ورئيس الوزراء الباكستاني, ورئيس البرلمان في قرغيزستان. ولن يكونوا آخر الزوار المهمين إلى المملكة. ففي مؤتمر غرب آسيا أكد الجميع أهمية دور المملكة في مستقبل المنطقة الآسيوية كلها سواء من حيث ارتباط اقتصاد الدول المصدرة للعمالة بسلامة اقتصاد المملكة واستمرارية مشاريعها التنموية, أو من حيث دورها كمصدر للطاقة. تناولت الأوراق التي طرحت العلاقات بين آسيا وبالذات غرب آسيا ومنطقة الخليج. وطرح كل باحث رؤيته للأحداث في الشرق الأوسط ومسبباتها, والعلاقات بين بلده ودول الخليج، وما يتوقع أن يحدث من تداعيات هبوط أسعار النفط ورفع الحظر عن إيران وإجازة برنامجها النووي. ذكر كثير من المتحدثين الصهيونية وتأسيس إسرائيل كأول مسبب لقلقلة المنطقة والغضب العربي, وكذلك ربطوا أحداث الربيع العربي باستبداد الأنظمة وغليان الشعوب, وأنها ثورات للتصحيح الاجتماعي اختطفتها التنظيمات المسيسة متدثرة بغطاء ديني ثم تحولت إلى تنافس تناحري بين الأذرع المختلفة ضرب الاقتصاد وشل مشاريع التنمية. وذكر المشاركون صراع القوى العظمى للسيطرة على المنطقة وآخر مظاهره دخول روسيا إلى المنطقة لدعم الأسد في سوريا. تكلمت في ورقتي عن جهود المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب, وتجفيف مصادر دعمه, وتمسكها بالحفاظ على وحدتها وحماية حدودها، وجدية التصدي لأي محاولة من إيران أو أي جهة أخرى للتدخل في الشؤون الداخلية وتأجيج الصراع المذهبي، كما تطرقت إلى الأسس التي وضعها الملك عبد الله- رحمه الله- لإحلال الوسطية والاعتدال بدل الغلو كمنهج للتعامل، وإلى المستجدات في عهد الملك سلمان- حفظه الله-, تنظيميا واقتصاديا, ومشروع برنامج التحول الوطني لتجاوز الأزمة الاقتصادية واستدامة التنمية. وأشرت إلى المشاريع القادمة وإستراتيجية تنويع مصادر الدخل ومنها الاستثمار والتعدين والتصنيع, بالإضافة إلى الخصخصة وترشيد الإنفاق ورفع الدعم عن ذوي الدخل العالي, ومحاربة الفساد الإداري والهدر, بعيدا عن استمرارية دور الدولة الريعية المعتمدة على النفط فقط, ورغبتها في بناء اقتصادها على قواعد ثابتة قابلة للنمو المستقبلي. وركزت على أن وجود نشاط سلبي متصاعد في المنطقة لمنظمات مؤدلجة, ودول تتدخل في شؤون الآخرين, هو في النهاية سعي للهيمنة السياسية والاقتصادية, لا يهدد فقط استقرار الدول التي تنشط فيها هذه المنظمات, بل يهدد استقرار العالم كله حتى في الجوار البعيد؛ فها هم المنضمون لداعش يؤسسون خلايا تخطط في بلجيكا وتضرب في فرنسا غربا, وفي جاكرتا شرقا. هم في النهاية قطيع درب على التوحش. قطيع من أولادنا وآخرين ساديين يحطمون أمن المنطقة وحدودها لتتحقق نتائج عدة أهمها تشويه صورة المسلمين، ولفت الأنظار بعيدا عن إرهاب إسرائيل للفلسطينيين. وهم يتولون إنهاء قوتهم العسكرية بالتناحر حتى الفناء والتفتيت إلى قطع لا قوة لها حيث تم التصدع في مناطق الضعف في تكوينها الأصلي ومكوناتها الإثنية والمذهبية والدينية. في نهاية المؤتمر عبر الجميع عن أملهم وتفاؤلهم بأن الأوضاع ستتحسن وأن التعاون مطلوب, عدا الباحث الإسرائيلي الذي تنبأ بأن الأمور ستكون أسوأ ولعل ذلك كان شعوراً رغبوياً. وأعرب الآسيويون وبالذات الصينيون والكوريون عن اهتمامهم بالتواصل مع المنطقة لإعادة البناء, ومع دول مجلس التعاون بالذات, برغبة التعاون في كل المساعي التنموية بصورة أشمل تفتح مجالات مستقبلية واعدة في الصناعة والأبحاث والتبادل التجاري. قلت: كل يرى ما يتمنى أن يحدث ونحن في الخليج نرى عبور الأزمة مطلبا سيتحقق, ونمد يدنا مصافحين وداعين للسلام والتعاون للبناء إقليمياً وعالمياً. ولكن ذلك لا يعني التفريط في أمننا وسيادية القرار على الأمور الخاصة.

مشاركة :