الدفتيريا أو "الخناق" هو عدوى بكتيرية خطيرة عادة ما تصيب الغشاء المخاطي للأنف والحلق، وهو من الحالات النادرة للغاية في الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة، ويرجع الفضل في ذلك إلى اتساع نطاق انتشار اللقاح المضاد له. ويعرف موقع "الطبي" الدفتيريا بأنه مرض تنفسي خطير شديد العدوى تسببه جرثومة الخناق المعروفة باسم البكتيريا الوتدية الخناقية، وقد يصيب هذا المرض الجلد أيضًا. وبلغت إصابات الدفتيريا على مستوى العالم 16 ألف حالة عام 2018، وفقًا لإحصائيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ولكن لحسن الحظ يمكن الوقاية منه من خلال تلقي اللقاح. العديد من البلدان التي تتسم بمحدودية منظومات الرعاية الصحية أو خيارات اللقاحات، ما زالت تواجه معدلات مرتفعة من حالات الخناق. ووفق "مايو كلينك" يمكن علاج الخناق بالأدوية، ولكنه في الغالب قد يضر القلب والكلى والجهاز العصبي في مراحله المتقدمة، وقد يكون أحد أسباب الوفاة حتى مع العلاج، خاصة بين الأطفال. تبدأ مؤشرات وأعراض الخناق غالبًا خلال يومين أو 5 أيام من التقاط لعدوى، ومن أبرز علامات المرض وأعراضه: للأسف قد لا تسبب العدوى البكتيرية المسببة للدفتيريا لدى بعض الأشخاص سوى وعكة خفيفة، أو لا تظهر مؤشرات أو أعراض واضحة على الإطلاق، هؤلاء الأشخاص يحملون العدوى ولا يدركون مرضهم، ولذلك قد ينشرون العدوى دون أن يشعروا هم أنفسهم بالمرض. يمكن أن يؤثر النوع الثاني من الخناق في الجلد، ما يسبب الشعور بالألم والاحمرار والتورم الشبيه بحالات عدوى الجلد البكتيرية الأخرى، وقد تشير القرح التي يغطيها غشاء رمادي الإصابة بخناق الجلد. ورغم أن خناق الجلد أكثر شيوعًا في المناخات الاستوائية، فيمكن أيضًا الإصابة به في الدول الأخرى، وخصوصًا بين الأشخاص الذين لا يتبعون عادات النظافة الصحية ويعيشون في الأماكن المزدحمة. تحدث الإصابة بالدفتيريا بسبب بكتيريا الوتدية الخناقية، وعادة ما تتكاثر البكتريا على سطح الحلق أو الجلد أو بالقرب منهما، وتنتشر البكتيريا الوتدية الخناقية عبر ما يلي: عندما ينبعث رذاذ من القطرات الملوثة من عطس أو سعال شخص موبوء، قد يستنشق الأشخاص القريبون منه الوتدية الخناقية، ينتشر الخناق بهذه الطريقة بسهولة، وخصوصًا في الظروف المزدحمة. أحيانًا يصاب الأشخاص بالدفتيريا بسبب التعامل مع أغراض أحد الأشخاص المصابين بهذا المرض، مثل المناديل الورقية المستخدمة أو المناشف اليدوية التي قد تكون ملوثة بالبكتيريا. وقد تنتقل البكتيريا المسببة للخناق عن طريق لمس جرح مصاب بالعدوى. كما أن الأشخاص المصابين ببكتيريا الخناق، والذين لم يخضعوا إلى العلاج، يمكنهم نقل العدوى إلى الأشخاص الذين لم يحصلوا على لقاح الخناق، حتى إن لم تظهر عليهم أي أعراض. ونادرًا ما يظهر مرض الدفتيريا في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، إذ يتلقى الأطفال هناك التطعيمات اللازمة منذ عقود، ومع ذلك ما زال شائعًا في بعض الدول النامية التي تنخفض فيها معدلات التطعيم ضد المرض. يشكل هذا المرض عمومًا تهديدًا لمن لم يتلقوا ما يكفي من اللقاحات عند السفر خارج البلاد أو مخالطة أشخاص من الدول الأقل تقدمًا. قد يؤدي مرض الدفتيريا إذا ترك دون علاج إلى: قد تفرز البكتيريا المسببة للدفتيريا السموم، وتدمر هذه السموم الأنسجة الموجودة في منطقة الالتهاب، التي عادة ما تكون الأنف والحلق، ويكون الالتهاب في هذا المكان غشاء سميكًا رمادي اللون، يتكون من خلايا ميتة وبكتيريا ومواد أخرى تعوق عملية التنفس. تنتشر سموم الدفتيريا عبر مجرى الدم وتلحق الضرر بأنسجة أخرى في الجسم، فهي تضر على سبيل المثال عضلة القلب، مسببة مضاعفات مثل التهاب عضلة القلب "التهاب العضلة القلبية"، وقد يكون تلف القلب الناتج عن التهاب العضلة القلبية خفيفًا أو شديدًا، وقد يؤدي التهاب العضلة القلبية -في أسوأ حالاته- إلى فشل القلب والموت المفاجئ. يمكن أن تؤدي السموم كذلك إلى تلف الأعصاب، وعادة ما تستهدف أعصاب الحلق، وقد يؤدي ضعف توصيل الأعصاب إلى صعوبة في البلع، قد تلتهب أعصاب الذراعين والساقين كذلك وتسبب ضعف العضلات. إذا أتلفت سموم الخناق الأعصاب التي تساعد على التحكم بالعضلات التي تستخدم أثناء التنفس، فقد تصاب هذه العضلات بالشلل، حينها، قد تحتاج جهازًا للمساعدة في عملية التنفس. ومع تناول العلاج، يشفى معظم المصابين بالخناق من هذه المضاعفات، إلا أن التعافي غالبًا ما يكون بطيئًا. الدفتيريا من الأمراض الشائعة بين الأطفال الصغار قبل توافر المضادات الحيوية في يومنا هذا، فليس فقط يمكن علاج المرض، ولكن أيضًا يمكن الوقاية منه بواسطة اللقاح. يصاحب لقاح الخناق عادة لقاحي الكزاز والسعال الديكي "الشاهوق"، ويُعرف اللقاح الثلاثي بأنه لقاح للوقاية من الخناق والكزاز والسعال الديكي، وتُعرف النسخة الأحدث من هذا اللقاح بلقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي اللاخلوي للأطفال، واللقاح الثلاثي ضد الكزاز والخناق، والسعال الديكي للمراهقين والبالغين. الخناق قد يكون مرضًا مميتًا ويسبب وفيات بنسبة تتراوح بين 5% و10% في الوقت الحاليّ، وتزيد معدلات الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة وبين البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 40 عامًا.
مشاركة :