جسّدت الفتاة «شانتال» معنى العزيمة والإرادة وحققت معجزة منذ التحاقها وهي في الثالثة من عمرها بجمعية النور لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم في دبي حتى بلوغها سن الـ 32 عاماً. إذ عكست من خلال تلك التجربة رؤية دبي بأنها مدينة الموهوبين والمبدعين عبر تحويل مؤسساتها كافة إلى منصات لاكتشافهم وتقديم كل الدعم لهم لا ليصبحوا داعمين لأنفسهم فحسب بل أصحاب دور فاعل في عملية التنمية المستدامة، بينما أثبتت «شانتال» بنجاحها أهمية دور الأسرة في دعم الطفل وتوفير البيئة الخصبة لتنمية مهاراته. رعاية دخلت «شانتال» وهي ابنة عائلة سورية مقيمة في دبي، الجمعية وهي طفلة صغيرة بعد تصنيفها من فئة متلازمة داون، وتمتعت أسوة بغيرها من المنتسبين برعاية كبيرة، حيث أخضعت اهتماماتهم للدراسة المعمقة لرصد توجهاتهم وإمكانياتهم، ليتضح أن الطفلة الصغيرة تمتلك مهارات متميزة في تعلم اللغات المختلفة، فعملت الجمعية على تقديم كامل الدعم لها للنجاح. والذي كان نتيجته تمكن الفتاة الصغيرة من إتقان 4 لغات بطلاقة تامة، هذا النجاح الذي منحها الفرصة لرد الجميل باستخدام لغاتها في خدمة الجمعية، حيث باشرت العمل في مركز المبيعات التابع للجمعية والذي تتولى فيه مسؤولية بيع ما تنتجه أيادي أصحاب الهمم المنضوية تحت مظلة الجمعية والبالغ عددهم 127 صاحب همة ينتمون لفئات مختلفة منها الإعاقات الذهنية والمتعددة والتوحد وغيرها. تقدير وتقول شانتال التي تتقن إلى جانب اللغة العربية الإنجليزية والفرنسية والإسبانية أنها تتعامل مع جمعية النور كبيتها الثاني حيث تحظى بكل الاحترام والتقدير والتشجيع، مؤكدة أنهم يحيطونها بكل حب ورعاية ممكنة، وتضيف: «أنا أعمل حالياً في ذات المكان الذي دخلته طفلة، واليوم أنا موظفة كم هو إحساس رائع، وعندما أشارك في المعارض ومنافذ البيع لتسويق المنتجات أشعر بالفخر ليس لأني تحولت إلى يد عاملة ومنتجة في المجتمع، بل لأنني أنتمي لمكان أحبه وأتمنى أن أدعمه بصورة كبيرة. وأوضحت أن لديها مساحة كبيرة للمشاركة في «بازارات»، ومعارض مع جهات مختلفة، ويتم بيع منتجات الجمعية عبر التعاون مع جهات عدة كـ«طيران الإمارات»، و«هيئة الجمارك في دبي» و«هيئة كهرباء ومياه دبي»، و«اينوك» ووزارة البيئة والتغير المناخي وجهات أخرى، مؤكدة أن القطاعات الحكومية والخاصة توفر دعماً منقطع النظير وتساعد في إيجاد مساحات للمشاركة معها لعرض منتجات الجمعية. وتتولى شانتال إلى جانب عملها التعريف بالجمعية ودورها للزائرين حيث تعد أحد المتحدثين الأساسيين باسم الجمعية سواء عبر وسائل التواصل ومنصات الجمعية أو لمن يزورون المكان للتعرف على الخدمات التي يقدمها للمجتمع ولشريحة أصحاب الهمم على وجه التحديد.. شانتال قدمت الشكر للجمعية ولأسرتها التي آمنت بقدراتها، قائلة: هنا بيتي الثاني تربيت فيه وإنجاز كبير أني أعمل هنا وأسعى دوماً لمساعدة الفريق في كل ركن بالجمعية، مشيرة إلى أنها تمارس رياضات عدة داخل الجمعية وتستثمر الإمكانيات المذهلة في الجمعية لتطوير نفسها مهنياً وجسدياً. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :