نجا مسؤول أمني في محافظة عدن أمس من محاولة اغتيال، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته الخاصة بمدينة المنصورة وسط عدن. وقال شهود عيان في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن العقيد صلاح الحجيلي مدير البحث الجنائي بشرطة مديرية المنصورة في عدن، نجا من محاولة اغتيال ظهر الاثنين، مشيرين إلى أن المسؤول الأمني أوقف سيارته ودخل يؤدي صلاة الظهر في أحد المساجد، وأثناء خروجه من المسجد انفجرت السيارة قبيل وصوله إليها وعلى مسافة بضعة أمتار، فيما أصيب طفل جراء هذا الانفجار الذي لم تتبنه أي جهة، ويرجح أن تكون جماعات الإرهاب والتخريب والاغتيالات تقف خلفه نظرا لتماثله مع حوادث نفذتها هذه الجماعات. من جهة ثانية أكدت مصادر محلية أمس في مدينة الحوطة بمحافظة لحج، جنوبي البلاد، لـ«الشرق الأوسط» أن عاصمة المحافظة الحوطة تعيش أوضاعا هادئة، نافية ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المحلية القائلة بسيطرة تنظيم القاعدة على المدينة واستيلائه على مرافق ومؤسسات الدولة. ولفتت إلى أن عاصمة المحافظة مثلها مثل مدن جنوبية أخرى تعيش حالة من الانفلات الأمني الناتج عن غياب أجهزة الأمن المختلفة، لكن ذلك لا يعني أن جماعات تنظيم القاعدة أو غيره سيطرت على المدينة، منوها إلى أن فصائل من المقاومة الجنوبية تتواجد في مداخل ومخارج وكذا شوارع الحوطة منذ تحريرها مطلع أغسطس (آب) الماضي. وكان محافظ لحج، الدكتور ناصر ثابت الخبجي، أصدر بلاغا تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، حيال تفجير مبنى أمن المحافظة أول من أمس قال فيه «في عمل دخيل، تشهده لأول مرة في تأريخها محافظة لحج، أقدمت عصابات إرهابية تخريبية بعاصمة المحافظة الحوطة، في تمام الرابعة والنصف من فجر الأحد على تفخيخ مبنى إدارة الأمن العام بالحوطة بعبوات ناسفة شديدة الانفجار، ومن ثم تفجير المبنى ومساواته بالأرض». وأضاف: «هذا العمل الإرهابي التخريبي الجبان، تسبب بدمار كامل في المبنى، وتضرر عدد من المنازل المجاورة، إلى جانب أن الانفجارات سببت الرعب والهلع في نفوس الأطفال وأرهبت النساء والمواطنين، وحرمتهم نومهم، وأذاقتهم لحظات مرعبة وخوفا لا ترضاه شريعة ديننا الإسلامي، ولا قوانين أو أعراف». وأردف «إن هذا العمل المدان الغريب عن تأريخ لحج ومديرياتها، وقبائلها، وأهلها، يمس بشكل مباشر قداسة الدماء والتضحيات الجسام التي قدمها آلاف الشهداء والجرحى، وعشرات الآلاف من المشردين والأسرى، وينم عن فداحة العداء والسفور، الذي وصلت إليه عصابات الإجرام وبقايا خلايا ميليشيات الحرب الإرهابية المجرمة». ولفت إلى أن ما حدث يحمل بصمات منظومة عصابات الحرب التي جرت أذيال الهزيمة، وبقايا خلاياها التي لا تزال متواجدة في بعض مناطق الجنوب، وبشكل يتطابق مع ما تقوم به ميليشيات الحوثيين والمخلوع من عمليات تفجير مشابهة وممارسات عدوانية. وأشار إلى أن العملية الإرهابية المنفذة من قبل العصابات هدفها مضاعفة وتفاقم معاناة المواطنين وسكان عاصمة المحافظة كعقاب جماعي يعكس النفسية الحاقدة ضد المجتمع المدني في حوطة لحج وعراقة تاريخها، خاصة بعد أن بدأت قيادة المحافظة ومؤسسات المحافظة بإعادة العمل وتنشيط وتفعيل العمل الخدمي والمؤسسي تجاوبا، مع أبناء الحوطة ولحج بشكل عام، وتناغمًا مع توجهات قيادة المحافظة. وكشف المحافظ أن قيادة المحافظة تعمل دون أي إمكانيات تذكر، وبلا أي حماية أمنية، وأنها أمام حجم مسؤولية كبيرة، ومرحلة خطيرة وحساسة. وأنها تدرك حجم المخاطر، المحدقة من كل مكان، وتتعامل مع الأمور بمسؤولية وطنية خالصة، وبمرونة، وفي نفس الوقت بحذر لا ينتقص من تضحيات شعبنا الباسل المقاوم، وشهدائنا الأبرار، ولا يمكن أن يتجاوز الخط المرسوم منذ سنوات، والذي لا تنازل عنه مهما كلفها ذلك من ثمن. ودعا القيادة السياسية، وقيادة قوات التحالف العربي، بسرعة الوقوف الجدي والفاعل مع قيادة محافظة لحج، حتى تتمكن من العمل والإنجاز وتحقيق الأهداف المرسومة، ومواجهة مثل هذه الأعمال التخريبية، وإعادة البناء والعمل المؤسسي وإنعاش المرافق وتطبيع الحياة بلحج. وأكد أن قيادة المحافظة مستمرة في العمل الوطني كقوة ميدانية حية وفاعلة في سبيل خدمة الشعب، وتحقيق أهدافه العليا، لافتا إلى أن محافظة لحج كانت دائمًا منذ شرارة الثورة على الاستعمار البريطاني مطلع الستينات من القرن المنصرم وحتى اليوم، سواء من موقعها في قيادة المحافظ الرسمية أو من موقعها في الثورة والكفاح والمقاومة. وتعهد ببذل كل طاقته للوفاء بمسؤوليته التي حملها على عاتقه، مؤكدا أن أولوياته تتمثل بإرساء دعائم الأمن والاستقرار، وإنقاذ الوطن من جحيم المعاناة التي يعانيها أبناؤه جميعًا منذ عقدين ونصف من الزمن، من خلال العمل جنبا إلى جنب مع شعبنا المناضل الصابر، حتى تحقيق الهدف واستعادة الدولة، واستتباب الأمن فيها، وصنع روح المدنية التي يطمح لتحقيقها شعبنا في كل المناطق المحررة. وكانت مواقع صحافية نشرت أمس أن محافظ لحج لوح باستقالته إذا لم تقدم الرئاسة والحكومة له الإمكانيات المطلوبة لمواجهة نشاطه اليومي في محافظة طالها خراب ودمار هو الأسوأ من جهة الأضرار الكبيرة في بنيوية ومؤسسات ومرافق وخدمات أساسية.
مشاركة :