بحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم (السبت) مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن علاقات التعاون بين البلدين وجملة من القضايا الدولية أبرزها التطورات في أفغانستان. وأفادت وزارة الخارجية القطرية في بيان مقتضب على موقعها الإلكتروني الرسمي أن الشيخ محمد تلقى اليوم اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي بلينكن. وأضاف البيان أنه جرى خلال الاتصال استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية لاسيما تطورات الوضع في أفغانستان، ومستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية، دون مزيد من التفاصيل. ويجيء هذا الاتصال بعد أن كان وزير الخارجية القطري قد ذكر في جلسة نقاشية خلال منتدى دافوس الاقتصادي، أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها حكومة تصريف الأعمال الأفغانية كانت مخيبة للآمال، وذلك بعد أن فرضت الحكومة حظرا على عمل النساء بمنظمات الإغاثة والتحاقهن بالجامعات والمدارس الثانوية. بيد أن الوزير اعتبر أن التواصل المستمر مع كافة الأطراف أمر مهم لأن بديل الحوار في أفغانستان هو الحرب الأهلية، وفق ما نشرته الخارجية القطرية في 17 يناير الجاري. ورأى أن الحوار الأفغاني لم يتم بشكل صحيح، وأن الإجراءات الأخيرة ستجعل الوضع أسوأ بكثير للشعب الأفغاني وستجعل المجتمع الدولي غير قادر على التعامل مع أفغانستان. ولفت إلى أن أفغانستان عانت من الحرب خلال السنوات الماضية، ولذلك لا يمكن توقع أن تحقق الاتفاقية التي حدثت بين الولايات المتحدة وطالبان السلام بالبلاد في يوم واحد أو عام واحد. وأعرب مسؤولون أمميون بينهم نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد أمس (الجمعة) عن القلق بشأن المرسوم الأخير لحكومة حركة طالبان الأفغانية بمنع النساء من العمل لدى المنظمات الوطنية والدولية غير الحكومية، بما يقوض عمل عدد هائل من المنظمات التي تساعد ملايين الأفغان الضعفاء، وفق موقع الأمم المتحدة. ونقل بيان صادر عن المنظمة عن نائبة الأمين العام قولها "كانت رسالتي واضحة للغاية، فيما نقر بأهمية الإعفاءات التي تم تقديمها إلا أن هذه القيود تفرض على النساء والفتيات الأفغانيات مستقبلا يحصرهن في منازلهن، بما ينتهك حقوقهن ويحرم مجتمعاتهن من خدماتهن". وأضافت أن أفغانستان في الوقت الحالي تضع نفسها في عزلة في ظل أزمة إنسانية مروعة في دولة من أكثر الدول ضعفا وعرضة لتغير المناخ. وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت بشكل مستعجل وفوضوي من أفغانستان في أغسطس العام 2021، منهية بذلك 20 عاما من الغزو الذي قادته على هذا البلد الآسيوي. وعلى إثر هذا الانسحاب، الذي تم بموجب اتفاقية أبرمت في الدوحة بين واشنطن وحركة طالبان الأفغانية في فبراير عام 2020، سيطرت حركة طالبان على البلاد.