تتسم التحديات العالمية الراهنة بالصعوبة والتعقيد، وتستوجب التفكير المبتكر واتخاذ القرارات المهمة لمجابهتها. وتدرك (سابك) أن النجاح في مواجهة التحديات يتعلق أولاً وقبل كل شيء بإدراك المسؤولية تجاه الأطراف الأخرى ذات العلاقة، والفهم الشامل للدور الفاعل الذي يمكن للشركة القيام به من أجل إحداث التغيير الإيجابي المأمول في المجتمعات. وتُسهم (سابك) من خلال المسؤولية الاجتماعية العالمية للشركة في تحقيق رؤية السعودية 2030، وعشرة من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتنطلق مبادراتها من خلال أربع ركائز أساسية: الصحة، والتعليم في مجال العلوم والتقنية، وحماية البيئة، والمياه والزراعة المستدامة. وتبذل (سابك) جهداً كبيراً للتأكيد على الأهمية البالغة للتعليم ومواصلة التعلم باعتبارهما من القيم الأساسية التي تركز عليها الشركة وتسعى دوماً إلى تحفيز الإبداع وتعزيز الابتكار، لا سيما من خلال تعليم العلوم والتقنية. في هذا الحوار، نستضيف الأستاذ عبد الرحمن بن علي الملحم، مدير أعلى المسؤولية الاجتماعية العالمية في (سابك)، لتسليط مزيد من الضوء على جهود الشركة في دعم التقدم في تعليم العلوم والتقنية، وتعزيز فرص التعلم في المجالات الحيوية. ما البرامج التي أطلقتها (سابك) للتعليم في مجال العلوم والتقنية؟ أطلقت (سابك) العديد من مبادرات التعليم في مجال العلوم والتقنية، بما في ذلك "مبادرة (سابك) العالمية للتعليم والابتكار" بالتعاون مع مؤسسة (جونيور أتشيفمنت) غير الربحية حول العالم وإنجاز السعودية بالمملكة العربية السعودية، وقافلة (سابك) العالمية للعلوم، ومبادرة (سابك) العالمية للعودة إلى المدارس. ما مدى انتشار مبادرة (سابك) العالمية للتعليم والابتكار ومنجزاتها على المستويين المحلي والعالمي؟ في العام 2019م، أطلقت (سابك) "المبادرة العالمية للتعليم والابتكار" بالشراكة مع مؤسسة (جونيور أتشيفمنت) و(إنجاز السعودية) غير الربحية. وصلت المبادرة في عامها الأول، إلى 94,442 طالباً وطالبة و1,678 مدرسة على مستوى عشر دول حول العالم، من خلال 45 برنامجاً تعليمياً أسهمت في إعداد الطلاب للحياة المهنية بتشجيع التفكير المبدع والحلول المبتكرة. وقد صُمِم العديد من برامج المبادرة لتناسب ظروف كل منطقة جغرافية. في المملكة العربية السعودية، استفاد من هذه المبادرة 90,085 طالباً وطالبة في 1,502 مؤسسة تعليمية، تضمنت مراحل تعليمية مختلفة بدءاً من المدارس الابتدائية ووصولاً إلى الجامعات، حيث قدمت المبادرة عدة برامج تعزز الوعي في مجالات مثل القيادة ومهارات الأعمال والحماية البيئية والتخطيط للحياة الشخصية. تضمنت المبادرة أيضاً منافسة بعنوان "أضواء مستقبلنا" في الصين، التي تغرس الالتزام بالاستدامة، وقد خصص أكثر من 520 متطوعاً في (سابك) نحو 7,000 ساعة لتطوير هذه المنافسة، التي ركزت في 2019م على الاستدامة والتنمية الشاملة في الأماكن العامة الحضرية. وفي إطار مبادراتها العالمية؛ نفذت (سابك) برنامج "الاتصال بالغد" في كامبيناس البرازيلية، وشهد العام 2019م تطوع 22 من موظفي (سابك) لتعليم 105 طلاب في مدرسة كامبيناس التقنية حول مواضيع عدة، مثل مهارات المقابلات الشخصية، والتطوير الوظيفي، والأخلاقيات المهنية، ومهارات التواصل. في إسبانيا، تضمنت المبادرة المهارات الحياتية. وفي الولايات المتحدة، ساعد المتطوعون الطلاب الصغار في استكشاف الوظائف. كما نظمت المبادرة العالمية برامج مماثلة في جنوب إفريقيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة. وجالت "قافلة (سابك) العالمية للعلوم" في الإمارات العربية المتحدة، واستفاد منها أكثر من 2,000 طالب وطالبة. في العام 2020م، واصلت (سابك) تنفيذ مبادرتها العالمية للتعليم والابتكار، مع التركيز على التعليم عن بعد، ليستفيد منها نحو أكثر من 122,000 طالب وطالبة في 13 دولة منذ انطلاق المبادرة، بمساعدة نحو 250 متطوعاً من موظفي (سابك). شمل البرنامج أنشطة وبرامج مثل استشراف المستقبل، ومعسكر الابتكار، والتخطيط الشخصي الصحيح للحياة، وبرنامج القيادة، وبرنامج الشركة، ومحاكاة الوظائف. ونظراً للقيود التي فرضتها جائحة كورونا في العام 2021م، واصلت (سابك) مبادراتها وبرامجها التعليمية من خلال تحويل العديد منها إلى النمط الافتراضي، ليستفيد منها أكبر قدر ممكن من الطلاب والطالبات في المملكة والصين والولايات المتحدة، استمراراً لإيمان الشركة بأهمية ضمان جودة التعليم للجميع وتعزيز التعلم مدى الحياة، محور التركيز الرئيس الذي تهدف منه (سابك) لتعزيز الابتكار، من خلال رفع مستوى جودة التعليم في العلوم والتقنية، عبر البرامج التعليمية الخمسة والأربعين في (سابك)، والمبادرات التعليمية الطموحة الثلاث: "المبادرة العالمية للتعليم والابتكار"، و"المبادرة العالمية للعودة إلى المدارس"، و"قافلة العلوم العالمية". ما أبرز أهداف "قافلة (سابك) العالمية للعلوم"؟ قافلة (سابك) للعلوم إحدى أهم مبادرات المسؤولية الاجتماعية التي يقدمها موظفو (سابك) والشركات التابعة، بمشاركة فرق تطوعية مؤهلة من الجامعات السعودية التي يتم تدريبها خصيصاً لهذه الفعالية، التي جابت العديد من المحافظات والمدن داخل المملكة وقدمت مجموعة من الأنشطة وورشات العمل والتجارب. تهدف المبادرة إلى تعزيز علاقة النشء بالعلوم والمعارف والتقنية، مثل الكيمياء، والرياضيات، والفضاء، والابتكار، وتقنية المعلومات وغيرها. فضلاً عن إكسابهم مهارات عملية في تطوير الذات، وتنمية حس المبادرة، والعمل بروح الفريق لخدمة المجتمع، حيث يقوم فريق عمل تطوعي من شباب وشابات المنطقة بإيصال محتوى القافلة وأفكارها وأهدافها لزوارها والمتفاعلين معها من النشء والأطفال والعائلات. ما أهم أنشطة "مبادرة (سابك) العالمية للعودة إلى المدارس"؟ في محاولة لدعم العودة السلسة للطلاب إلى المدارس في جميع أنحاء العالم، أطلقت (سابك) مبادرتها العالمية للعودة إلى المدارس في العام 2015م. صممت هذه المبادرة لتناسب احتياجات كل موقع تنفذ فيه. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، من 2019م وحتى 2021م، وصلت المبادرة إلى أكثر من 306 آلاف مستفيد في أكثر من 13 دولة رغم التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، منهم أكثر من 120 ألف مستفيد في المملكة العربية السعودية وحدها. قدمت المبادرة برامج متنوعة لمساعدة الطلاب في النجاح في أعمالهم المدرسية اليومية وتحقيق طموحاتهم؛ وركزت على تجديد المدارس، وتوفير الحقائب والأدوات المدرسية، وتوفير الملابس المدرسية، والتمكين الرقمي، وتوفير الأجهزة اللوحية، وإقامة مسابقة الابتكار الكيميائي، ودعم الموهوبين من خلال برنامج (موهبة سابك) الذي يقام بالتعاون مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، وكذلك توفير الدراجات الهوائية للطلاب في مختلف مدن العالم. كما ركزت المبادرة على إقامة ورشات عمل في الكيمياء، وتوفير أدوات تعليمية في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات. حدثنا عن برامج (سابك) للابتعاث الداخلي والخارجي؟ منذ العام 2005م، قدم برنامج (سابك) للابتعاث المئات من المنح الجامعية الكاملة للطلاب السعوديين داخل المملكة وخارجها وبأداء أكاديمي متميز. يهدف برنامج الابتعاث إلى استقطاب الطلاب السعوديين المتفوقين والراغبين في إكمال دراستهم الجامعية ضمن التخصصات الجامعية ذات الأولوية لأعمال الشركة في كل عام، وفي طليعتها التخصصات العلمية والهندسية، لإعداد القدرات الوطنية المؤهلة علمياً لتحقيق رؤية (سابك) بأن تصبح الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات. في العام 2019م، بدأت الشركة في تقديم برنامج الابتعاث لخريجات المرحلة الثانوية، وتواصل الشركة الاستثمار في تعليم الشباب والشابات في المملكة، للإسهام في تحقيق الرؤية الوطنية الطموحة لبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر. كيف تنظرون إلى إسهامات (سابك) خلال العام 2022م في تعليم العلوم والتقنية؟ لا تتوقف جهود (سابك) في المسؤولية الاجتماعية، وتحديداً في مجال التعليم للعلوم والتقنية، بل تمتد وتتوسع عبر مجموعة من المبادرات والبرامج والمشاريع المخطط لها بصورة مستدامة. فمن المتوقع خلال العام الحالي إطلاق "أكاديمية مداك التعليمية" المستهدفة إيجاد مجمع تعليمي وفق أحدث المواصفات العالمية، مع بيئة متوازنة تجمع بين القيم التربوية والثقافة، وتطبق أفضل الممارسات التعليمية. كما ستسهم (سابك) في برامج الروبوتات في المدارس بالمملكة العربية السعودية بالشراكة مع مؤسسة تكافل بالإضافة إلى البرامج التعليمية المتنوعة بالمملكة وحول العالم لتعزيز التنمية البشرية من خلال تنمية المهارات الفكرية في مجال العلوم.