انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن، من دون أن يذكر اسمه، بسبب موقفه من فصائل كردية مقاتلة. وقال أردوغان: «هناك دول نعتبرها صديقتنا وحليفتنا، تقول لنا خلال اجتماعات مغلقة: نعم هذا التنظيم إرهابي ولكم الحق في مقاتلته. ولكن عندما تتحدث علناً لا تقول ذلك ولا تريد أن تتعامل معها بوصفها تنظيماً إرهابياً». وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو انتقد لقاء بايدن صحافيين ونواباً أكراداً في إسطنبول، قائلاً: «كنا نتمنى لو اجتمع أيضاً مع عائلات شهداء الجيش ورجال الأمن الذين قتلهم حزب العمال الكردستاني». ومع أن واشنطن تعتبر «الكردستاني» حزباً إرهابياً، إلا أن أنقرة تريد من الإدارة الأميركية أن تتخذ الموقف ذاته إزاء «وحدات الحماية الكردية» في سورية، والتي تعتبرها أنقرة ذراعاً لحزب عبدالله أوجلان في سورية، وهذا ما ترفضه الولايات المتحدة التي تراهن على التعاون مع تلك الوحدات لمقاتلة تنظيم «داعش» في سورية. كما أن هذه الانتقادات تعبر عن انزعاج أردوغان من طلب بايدن العودة إلى طاولة الحوار مع «الكردستاني» وأوجلان، علماً أن الرئيس التركي كان أعلن قبل زيارة نائب الرئيس الأميركي أن «مسيرة السلام والحوار مع الكردستاني، انتهت إلى الأبد ولا عودة إليها إطلاقاً». وانضم الاتحاد الأوروبي إلى واشنطن، اذ دعت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني خلال زيارتها أنقرة امس إلى وقف للنار بين الجيش التركي و»الكردستاني» في جنوب شرقي تركيا، والعودة إلى طاولة الحوار، مشيرة إلى أن تجدّد القتال أدى إلى مقتل حوالى 150 مدنياً. إلى ذلك، أعلن أردوغان عزمه على لقاء القيادية الكردية ليلى زانا قريباً، وهذا ما جعل بعضهم يتفاءل بعودة المفاوضات، بسبب قرب زانا من أوجلان. لكن رئيس «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي صلاح الدين دميرطاش قلّل من أهمية اللقاء المنتظر، بقوله: «تنتظر زانا موعداً من أردوغان منذ 8 أشهر، ولا نتوقع الكثير من اللقاء، وسط التصريحات الأخيرة للرئيس».
مشاركة :