احتفلت الجامعة الأميركية في بيروت بمرور 150 سنة على تأسيسها، ونصبت الدكتور في الطب فضلو ر. خوري (يحمل الجنسية الأميركية) رئيساً لها هو السادس عشر واللبناني الأول لها. وحضر الاحتفال ممثلان لرئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام وشخصيات سياسية وأكاديمية من لبنان وأميركا. وبدأ الاحتفال الرسمي في حرم الجامعة بانطلاق الموكب التقليدي لرؤساء الجامعة والمندوبين المؤسسين والأمناء والأكاديميين المرموقين بزيِّهم الأكاديمي من مبنى كولدج هول إلى الأسمبلي هول. ووصف رئيس مجلس الأمناء فيليب خوري المناسبة بـ «الحدث التاريخي، حيث ننظر إلى مئة وخمسين عاماً من التزام الجامعة التميُّز في التعليم العالي وإنجازاتها الاستثنائية، ومتانة برامجها الأكاديمية، وخدمتها الى شعب لبنان، والشرق الأوسط، والعالم». وبالنيابة عن الهيئة التعليمية، تحدثت الدكتورة نادية الشيخ عن ثلاثة إنجازات لوحظت أخيراً فور تسلم الرئيس خوري منصبه: التثبيت الوظيفي للأساتذة الذي أقرّه مجلس الأمناء في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتعيين فريق عمل لدراسة سبل نجاح وبروز الأساتذة النساء في الجامعة، وإقرار المجلس نسخة معدّلة لعقد العمل يتناول مخاوف الأساتذة حول الأمن الوظيفي والفوائد. وألقى خطباء من الولايات المتحدة كلمات أكّدت قيَم الجامعة الراسخة والقائمة على التنوّع والنزاهة وخدمة لبنان والمنطقة والعالم، وهم: الدكتور حسين أيبش من معهد دول الخليج العربي في واشنطن، الطبيب الياس ر. ملحم من كلية الطب في جامعة مريلاند، الطبيب وون كي هونغ رئيس قسم طب السرطان سابقاً في مركز إم دي أندرسون للسرطان التابع لجامعة تكساس في هيوستن، والطبيبة روث أوريغان رئيسة قسم أمراض الدم والأورام، والمديرة المساعدة لشؤون تطوير الهيئة التعليمية والتعليم في مركز كاربون للسرطان في جامعة ويسكونسن في ماديسون في ولاية ويسكونسن. وكان المتحدث الأساسي الطبيب برمانز جيه إسكندر، مدير قسم جراحة الأعصاب عند الأطفال في كلية الطب والصحة العامة في جامعة ويسكونسن. واعتبر أن «التعليم هو المفتاح، ليس للنجاح على المستوى الشخصي وحسب، إنما أيضاً لبقاء الأوطان»، مؤكداً أن ما تشهده الجامعة اليوم «هو تأكيد على الإيمان العميق بهذه المبادئ، وتجديد الالتزام بالشعب اللبناني».وأعقب ذلك تنصيب الرئيس خوري من جانب رئيس مجلس الأمناء. وأكد الرئيس الجديد خوري «الالتزام بكون الجامعة قدوة من أجل إحداث النهضة في الإنسانيات في العالم العربي». وحدّد التحديات المتوقعة وقدم حلولاً لها. وقال: «باتت الجامعة تواجه صعوبة أكبر بكثير في توفير تعليم عالمي المستوى لأفضل الطلاب وألمعهم، بغضِّ النظر عن قدرتهم على دفع الرسوم، يجب أن نعالج هذه المشكلة التي تقوّض صميم هويتنا كجامعة غير ربحية تسعى إلى إحداث فارق في مجال التعليم العالي». واقترح «إطلاق نموذج وطني للخدمة والتعليم مقرون بمقاربة للإعفاء من الديون، وذلك بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، لمواجهة كارثة هجرة الأدمغة التي ابتُليت بها منطقة الشرق الأوسط»، مشدداً على «زيادة فرص التدريب المتاحة أمام الطلاب في الصناعات الإقليمية، وتوسيع وتعزيز معارضنا للمهن وقسم الخدمات المهنية لدينا». وقال: «يقع على عاتقنا أن نصنع من الجامعة نموذجاً عن مجتمع تعددي عادل ومنصف يشكّل مثالاً يحتذى للبنان والعالم العربي». ونُظِّمت ندوات عدة في إطار فعاليات تنصيب الرئيس الجديد، منها: ندوة حول «المحطات الأساسية في مسيرة الجامعة الأميركية في بيروت»، «السرطان في عصر الجزيئات: الوعود والآفاق»، «التعليم العالي في المنطقة: بين التدويل والارتباط بالسياق المحلي».
مشاركة :