بدأت في مصر تحقيقات لكشف ملابسات العثور على مقبرة جماعية بمحافظة الفيوم (100 كيلومتر جنوب غربي القاهرة) تضم هياكل أكثر من مائة حمار وسط مخاوف من أن تكون قد تم بيعها كلحوم في الأسواق، إذ تكررت وقائع مماثلة أثارت هلع المصريين على فترات متباعدة رغم حملات الرقابة الرسمية على الأسواق. ونقلت وسائل إعلام محلية أن الأهالي بمنطقة الحامولي بالفيوم عثروا على «مقبرة جماعية» تضم هياكل عظمية لأكثر من مائة حمار، مما تسبب في حالة من القلق وتخوفات من أن تكون هذه الهياكل لحمير تم ذبحها وبيعها في الأسواق للمواطنين، خاصةً أنها الواقعة الثالثة التي تشهدها المحافظة خلال فترة وجيزة، كما شهدت مصر وقائع مماثلة في عدد من المحافظات. وبدأت الأجهزة المعنية تحقيقاتها لكشف ملابسات الواقعة عبر تشكيل لجنة من خبراء الطب البيطري لتحديد تاريخ ذبح الحمير، وأعرب الأهالي لوسائل إعلام محلية عن تخوفهم من أن تكون هذه الحمير تم بيعها كلحوم بالأسواق في وقت سابق، وشهدت نفس المحافظة واقعتين مماثلتين، في شهر أغسطس (آب) الماضي. ولم تتوقف مخاوف المصريين من لحوم الحمير عند محلات الجزارة، بل امتدت إلى المطاعم، إذ شهدت الآونة الأخيرة إصدار قرارات إدارية بإغلاق عدد من المطاعم بسبب ضبط لحوم حمير ضمن ما تبيعه للجمهور، كان أحدثها في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تم إغلاق 16 مطعما في محافظة البحيرة. وتكثف وزارة التموين بالتنسيق مع مباحث التموين حملاتها الدورية على الأسواق لضبط الأطعمة الفاسدة أو منتهية الصلاحية أو غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، وقالت الدكتورة زينب بكري العميد الأسبق للمعهد القومي للتغذية التابع لوزارة الصحة لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الصعب أن يستطيع المواطن التعرف على لحوم الحمير عند شرائها، أو معرفة نوعها وما إذا كانت منتهية الصلاحية، أو صالحة للاستهلاك الآدمي أم لا، والحل في تفعيل الرقابة على الأسواق لأن هذه الممارسات قد تزيد مع حدة الأزمة الاقتصادية». ويبلغ معدل استهلاك المصريين من اللحوم الحمراء نحو 900 ألف طن سنويا، موزعة ما بين 430 ألف طن مستورد و470 ألف طن منتج محليا، وفقاً لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وبحسب نفس التقرير، انخفض استهلاك مصر من اللحوم بنسبة 93.9 في المائة خلال العام الماضي، وتستورد مصر ما يعادل نحو 1.037 مليار دولار (الدولار يعادل 29.80 جنيها في المتوسط) من اللحوم الحية سنويا.
مشاركة :