وزير الخارجية الإيطالي في القاهرة لبحث الملف الليبي

  • 1/23/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تصدر الملف الليبي أجندة زيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إلى مصر، خصوصا وأن استمرار الأزمة في هذا البلد المغاربي يشكل تحديا كبيرا بالنسبة إلى روما، التي تكافح من أجل وقف تدفق الهجرة غير النظامية عبر سواحل البحر المتوسط. والتقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وزير الخارجية الإيطالي في القاهرة الأحد، وبحثا التعاون الثنائي، وتبادلا الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن بلاده تتطلع لتطوير العلاقات مع إيطاليا والعمل معها في إطار الشراكة الراسخة التي تجمع البلدين من أجل تطوير العلاقات الثنائية بينهما، ونقلها إلى آفاق أرحب من التعاون المثمر في جميع المجالات. وتولي حكومة جورجيا ميلوني اليمينية أهمية كبيرة لملف الهجرة ووضعته ضمن أولوياتها القصوى، وبدأت تميل إلى معالجته بصورة منفردة أو ثنائية، اعتقادا بأن بعض الدول الغربية قد تكون متواطئة فيه أو تؤدي سياساتها إلى استفحاله، بما ينعكس سلبا على إيطاليا التي أخذت رئيسة الوزراء الجديدة على عاتقها تفكيك أوجه الالتباس مع بعض الدول الأوروبية التي سببت معاناة طويلة لروما. وجاءت زيارة تاياني للقاهرة في سياق جولة قادته قبل أيام إلى تركيا وتونس لمعالجة قضية الهجرة غير الشرعية، وبحث سبل تحقيق الاستقرار في ليبيا. وذكر وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي الأحد أن المشاورات تطرقت إلى العلاقات الثنائية والوضع في ليبيا والتطورات في شرق البحر المتوسط وسبل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وأكد تاياني على ضرورة العمل المشترك لمواجهة التحديات الكبيرة في شرق المتوسط، وإيجاد حل للأزمة الليبية وأهمية التوصل إلى اتفاق بين الأطراف لإجراء الانتخابات، موضحا أن مصر دولة مهمة للتعاون وتبادل الآراء حتى يتم التوصل إلى حل لقضية ليبيا وأزمة الهجرة غير الشرعية. وتزامنت زيارة وزير خارجية إيطاليا مع زيارة بدأتها رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني للجزائر، وتصدر جدول أعمالها ملف الهجرة غير الشرعية والأزمة في ليبيا والطاقة. وأوضح وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي أن زيارة ميلوني لمنتجع شرم الشيخ وحضورها قمة المناخ في نوفمبر الماضي كانت بمثابة تدشين مهم لعلاقات أكثر تقاربا بين البلدين، ولا يوجد ما يعكرها حاليا. وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن الظروف الدولية تفرض معطيات جديدة على الدولتين لتطوير العلاقات مع وجود شركات إيطالية تعمل في مشروعات الغاز العملاقة، وأن روما التي لديها سياسة تتسم بالتشدد في مواجهة الهجرة غير الشرعية لديها رغبة في أن تحافظ مصر على استقرارها الداخلي وتقديم مساعدات لها لدفع عجلة التنمية دون النظر إلى بعض النقاط السلبية في العلاقة بين البلدين. روما تعمل على اتفاقية مع دول المنشأ في ملف الهجرة غير الشرعية والدول التي تمر من خلالها لتحقيق الاستقرار في ليبيا ولفت إلى أن الأوضاع غير المستقرة في ليبيا تسمح بالمزيد من التعاون بين البلدين بحثا عن الوصول إلى تفاهمات تقود إلى الوصول لحل سياسي، على أن يضمن ذلك الحفاظ على مصالح روما في مجال الطاقة ولا يقلل من حضورها التاريخي في ليبيا. وتزايدت التحركات الإيطالية على خط الأزمة الليبية في الأسابيع الماضية، وقام تاياني بزيارات لدول عدة في المنطقة أجرى في أثنائها مباحثات خاصة بليبيا لما تمثله هذه الدولة من تهديدات مباشرة لبلاده، خاصة إذا تصاعدت ملامح عدم الاستقرار. وأكد وزير الخارجية الإيطالي أن روما تعمل على اتفاقية مع دول المنشأ في ملف الهجرة غير الشرعية والدول التي تمر من خلالها لتحقيق الاستقرار في ليبيا، قائلا “إن مصر وتركيا دولتان كبيرتان لهما نفوذ في ليبيا، وهما دولتا عبور ولديهما مشاكل هجرة ونحتاج إلى إيجاد حل مشترك”. وتعتقد روما أن الاستقرار في ليبيا له علاقة وثيقة بمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وأن دور مصر وتركيا أساسي في هذه المسألة المزدوجة، وتؤيد إيطاليا التوصل إلى تسوية سياسية تقود إلى إجراء انتخابات في ليبيا. وتعد هذه الزيارة هي الأولى ذات الطابع الثنائي لوزير خارجية إيطاليا للقاهرة منذ حادث مصرع مواطنه الباحث جوليو ريجيني بالقاهرة في يناير 2016، وهو الحادث الذي كاد يتسبب في توتير العلاقات بين البلدين، وجرى احتواء تداعياته بما لا يؤثر على الروابط السياسية والعسكرية، لكنه يظهر ويختفي في أجندة منظمات حقوقية.

مشاركة :