سفير خادم الحرمين في إسلام أباد لـاليوم: الإرهاب عدو مشترك للبلدين

  • 1/23/2023
  • 11:30
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية باكستان الإسلامية نواف بن سعيد المالكي، اتفاق المملكة وباكستان على بذل تنسيق الجهود لتعزيز التعاون متعدد الأوجه والعمل معًا لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي يعد عدوًا مشتركًا للبلدين. وقال في حوار لـ"اليوم" إن الحكومة الباكستانية تسعى إلى خلق بيئة مواتية للاستثمار السعودي من خلال إجراء الإصلاحات القانونية اللازمة لحماية حقوق المستثمرين الأجانب وضمان العودة السلسة لاستثماراتهم. وكشف عن تدشين السفارة أخيرًا البرنامج المهني لفحص العمالة القادمة إلى المملكة، بعد إطلاق وزارة العمل والموارد البشرية يوم 19 سبتمبر 2022 برنامج التحقق من المهارات في باكستان كأول دولة في جنوب آسيا تستفيد من مخطط الرياض الجديد للعمال المهرة. وبموجب البرنامج، ستجري عشرات مراكز الامتحانات، اختبارات كتابية وعملية للعمال المهرة في باكستان قبل أن يتمكنوا من التقدم للحصول على تأشيرة عمل سعودية. - المبلغ الإجمالي للمساعدات السعودية المقدمة لباكستان إلى الآن يبلغ نحو 7.051.060.115 دولارًا من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال والصندوق السعودي للتنمية الإنسانية. - اتفقت السعودية وباكستان على بذل جهود منسقة لتعزيز التعاون متعدد الأوجه، والعمل معًا لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي يُعد عدوًا مشتركًا للبلدين. وتشكّل التحالف العسكري لمحاربة الإرهاب انطلاقًا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة "الإرهاب" بجميع أشكاله ومظاهره، والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداء الواجب لحماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، أيًا كان مذهبها وتسميتها، التي تعيث في الأرض قتلًا وفسادًا، وتهدف إلى ترويع الآمنين. - تربط المملكة وجمهورية باكستان الإسلامية علاقة استثنائية قائمة على الاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين، وبالتالي، فإن تلك العلاقة قوية واستمرت في ترسيخ نفسها على مدى العقود الماضية في مجالات التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي. ووقع سمو ولي العهد في نوفمبر 2018 على حزمة إغاثة اقتصادية طارئة قيمتها 6.2 مليار دولار لصالح باكستان، كما منحها 3 مليارات دولار في هيئة قرض، و3.2 مليار دولار في هيئة تسهيلات ائتمانية نفطية على أساس سنوي على مدى 3 سنوات، لدعم احتياطياتها من النقد الأجنبي وتجنب أزمة ميزان المدفوعات. ولعل أبرز مخرجات زيارة ولي العهد تكمن في إبرام أكبر صفقات استثمار سعودية في باكستان بقيمة 20 مليار دولار، منها 10 مليارات دولار لمصفاة أرامكو للنفط، إلى جانب مجمع البتروكيماويات في مدينة غوادر الاستراتيجية. - يخلق التنوع الاقتصادي المستمر للمملكة فرصًا هائلة أمام القوى العاملة الماهرة في باكستان، في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والسياحة والخدمات المالية، وتستقبل المملكة أكثر من مليوني عامل باكستاني، وهي أكبر مصدر للحوالات المالية إلى باكستان بمبلغ 4.4 مليار دولار خلال الفترة من يوليو 2019 إلى أبريل 2020 وفقًا لأرقام بنك باكستان المركزي. - ينبغي للحكومة الباكستانية أن تركز على إنشاء معاهد مهنية لتدريب القوى العاملة المهنية، كي تتمكن من النجاح في سوق العمل السعودي الذي يزداد تنافسية. وفي هذا الإطار، دشنت السفارة أخيرًا البرنامج المهني لفحص العمالة، والمقدم من خلال وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وبحضور وزير شؤون المغتربين الباكستانيين وتنمية الموارد البشرية ساجد حسين طوري، الذي عبر عن شكره للمملكة على التطوير المستمر لتقديم أفضل الخدمات العمالية للرقي بها إلى أعلى المستويات، وهي من المبادرات المقدمة من المملكة ضمن رؤيتها الطموحة 2030. - ممثلو غرفتي التجارة والصناعة في كلا البلدين بحاجة إلى التواصل والتفاعل بشكل مكثف ومستمر، إذ يُعد الاستثمار والتجارة مجالين مهمين آخرين للتعاون الاقتصادي. ويتعين على الغرف التجارية والصناعية في البلدين تكثيف جهودها بمساعدة الوزارات الحكومية المعنية، لا سيما أنه في الآونة الأخيرة زار وفد من كبار رجال الأعمال في المملكة باكستان للاطلاع على الفرص التجارية في باكستان سواء التجارية أو السياحية والاستثمارية، والتي ستظهر نتائجها المستقبلية قريبًا. - تُعرف مدينة سيالكوت عالميًا بأنها مركز للسلع الرياضية والأدوات الجراحية، وبالتالي فهي تشكل مناخًا مثاليًا للاستثمار السعودي، كما تشكل المناطق الصناعية في كراتشي وفيصل آباد خيارات إضافية لأغراض الاستثمار وتلائم مشاريع التكرير والبتروكيماويات المتفق عليها بالفعل مع استثمارات القطاع العام في المملكة مع الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني. كما يمكن أن تجذب التنمية المخطط لها في مناطق اقتصادية عدة، خصوصًا على طول الممر الاقتصادي الذي يمتد من شينجيانغ وينتهي في قوادر. - اتخذت الخطوة الأولى في هذا الصدد، بالفعل، من خلال الاتفاقيات الثنائية المتعلقة بتوظيف العمالة الباكستانية والتحقق من مهنيتها التي ستسهل عملية تصدير العمال المهنيين والمعتمدين إلى مختلف المهن في المملكة العربية السعودية مع الحفاظ على حقوقهم المستحقة. وسوف تتولى "الهيئة الوطنية للتدريب المهني والتقني الباكستانية" إلى جانب هيئة "تكامل" التابعة للحكومة السعودية إدارة هذه المهمة ضمن إطار برنامج المملكة للتحقق من مهنية العمالة، وسيمكن ذلك القوى العاملة الباكستانية المحتملة من التنافس مع المرشحين الهنود وغيرهم من المغتربين من أجل التوظيف الناجح في قطاع التنمية السعودي. ولذا أطلقت المملكة ممثلة بوزارة العمل والموارد البشرية يوم 19 سبتمبر 2022 برنامج التحقق من المهارات في باكستان، وبذلك أصبحت باكستان أول دولة في جنوب آسيا تستفيد من مخطط الرياض الجديد للعمال المهرة. وبموجب البرنامج الذي أُطلق حديثًا، ستجري عشرات مراكز الامتحانات اختبارات كتابية وعملية للعمال المهرة في باكستان قبل أن يتمكنوا من التقدم للحصول على تأشيرة عمل سعودية. - تسعى الحكومة الباكستانية إلى خلق بيئة مواتية للاستثمار السعودي الخاص من خلال إجراء الإصلاحات القانونية اللازمة لحماية حقوق المستثمرين الأجانب، وضمان العودة السلسة لاستثماراتهم، وجلب مستثمرين جدد في جميع المجالات، ليس فقط في الصناعات وإنما في السياحة والاستثمار الترفيهي. - هناك مجال واسع لرجال الأعمال الرواد في باكستان للاستثمار في قطاعات العقارات والسياحة والخدمات في المملكة العربية السعودية. وحققت باكستان على مدى العقدين الماضيين تقدمًا هائلًا في التنمية الحضرية، وحان الوقت لتوسيع نطاقها في الخارج، وفي هذا السياق، توفر المملكة البيئة الأكثر ملاءمة وأمنًا، ويُعد المجال العقاري خاصة في باكستان، من المجالات التي تنمو بشكل سريع. - الصورة الذهنية للإعلام الباكستاني عن المملكة تقوم على أساس العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، فقد أبرزت وسائل الإعلام الباكستانية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وعد التلفزيون الباكستاني الحكومي الزيارة بأنها تاريخية، وجاءت لتعزيز وترسيخ العلاقات العريقة التي تربط البلدين الشقيقين، مؤكدا في تقرير خاص بثه حول الزيارة، أن المملكة من الدول الشقيقة التي وقفت دائمًا إلى جانب باكستان في كل المحن والأوقات الصعبة، وجسدت مفهوم الصداقة بكل المعاني. وأشار التقرير إلى الدور الريادي الذي تؤديه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- في تحقيق الأمن والاستقرار العالمي والإقليمي. كما سلط الضوء على مكانة المملكة وشعبها وقيادتها الرشيدة في قلوب الشعب الباكستاني الذي ينظر إلى المملكة وقيادتها بتقدير واحترام، وتربطه بها علاقة دينية خاصة، نظرًا إلى وجود الحرمين الشريفين على أرضها. وأولت الصحف الباكستانية اهتمامًا خاصًا لزيارة سمو ولي العهد، وأكدت صحيفة "جنك" كبرى الصحف الباكستانية الصادرة باللغة الإنجليزية، المكانة الخاصة التي تحظى بها المملكة لدى باكستان وقيادتها. فيما نوهت صحيفة "دنيا" الأوردية بالترحيب الحار الذي استُقبل به سمو ولي العهد لدى وصوله إلى باكستان، مشيرة إلى مراسم الاستقبال الاستثنائية التي اهتم بها الجانب الباكستاني، إلى جانب تزيين العاصمة ورفع صور القيادة السعودية والعلمين الباكستاني والسعودي على الطرق الرئيسية في إسلام أباد. - هناك كثير من الأخبار المزيفة، لكن الإعلام الباكستاني المتمرس والمحترف يأخذ الأخبار من مصادرها، والإعلام الباكستاني متابع جيد للإعلام السعودي، وللسفارة نشاط كبير وعلاقات قوية في الإعلام الباكستاني الحكومي والخاص. - طالما كانت باكستان شريكًا سعوديًا رئيسيًا ولاعبًا مسلمًا رئيسيًا في الدفاع عن حرمة الحرمين الشريفين ودحر آفة الإرهاب، وتتمتع مؤسسات الدفاع في كلا البلدين بعلاقات وثيقة استثنائية في مجالي التدريب العسكري والاستشارة، وتشكل الزيارات المتبادلة بين القادة العسكريين السعوديين والباكستانيين والمسؤولين الأمنيين معيارًا ثابتًا، وقد زار قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا المملكة العربية السعودية مرات عدة، وكرمه سمو ولي العهد بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة لجهوده في توطيد العلاقات وتعزيز أواصر علاقات الصداقة والتعاون المشترك. - تمتعت باكستان بعلاقات وطيدة مع المملكة العربية السعودية منذ نشأتها عام 1947، وهذه العلاقات متجذرة في الروابط الدينية والثقافية والتجارية عبر الزمن بين الشعبين، تستند العلاقة أيضًا إلى المُثل الإسلامية المشتركة، باكستان هي الدولة الوحيدة التي تأسست على الهوية الإسلامية، والمملكة العربية السعودية هي مسقط رأس النبي -صلى الله عليه وسلم- وموطن أقدس موقعين في الإسلام، وبذلك فإن القرآن والسنة لهما دور مهم في الإطار الدستوري للبلدين. ووقعت معاهدة صداقة بين البلدين في وقت مبكر منذ عام 1951، لإرساء أسس التعاون، وتعززت العلاقات الثنائية خلال العقود القادمة من خلال التقاليد المتمثلة بالمساعدة المالية والاستراتيجية القوية التي قدمها البلدان الشقيقان لبعضهما البعض كلما لزم الأمر. يشهد عدد من المعالم الأثرية في باكستان على عمق العلاقات الثنائية مع السعودية، إذ تأسست الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد بمنحة قدرها 10 ملايين دولار أمريكي مقدمة من المملكة العربية السعودية، ومسجد فيصل في إسلام أباد، المبنى التاريخي الرئيسي في العاصمة الباكستانية، والذي سمي باسم الملك فيصل -رحمه الله-، وتغير اسم ثالث أكبر مدينة في باكستان إلى فيصل أباد تيمنًا باسم الملك فيصل. - صُنفت الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد بين أفضل 200 جامعة، واحتلت المرتبة 194 في تصنيف جامعة تايمز للجامعات الناشئة Times Higher Education Young University Rankings الأخير لأفضل الجامعات في العالم التي لم يمض عليها أكثر من 50 عامًا منذ نشأتها، واحتلت الجامعة الإسلامية العالمية المرتبة الثانية في باكستان في قائمة الجامعات الناشئة. وتُصنف الجامعات وفق الجودة الأكاديمية والإدارية وجودة المخرجات، وهذا يدل على أن الجامعة تسير بخطى واسعة نحو التقدم والجودة والاستقرار العلمي في كافة المجالات، وأنها كسبت سمعة إسلامية وعالمية في مصاف الجامعات الإسلامية والعالمية العريقة، وذلك من خلال جودة مخرجاتها وبرامجها العلمية المتنوعة وبرامجها الفاعلة في خدمة المجتمع، ما حفز الجامعات الأخرى للتنافس على الارتباط والشراكة مع الجامعة، لبناء شراكات علمية في مجال تبادل البرامج والأساتذة والمنح الدراسية وإقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل والتدريب. - نحن في باكستان بلدنا الثاني وجدنا كل ترحيب واحترام وتقدير، وأتمنى أن تزور باكستان كي تشاهد بنفسك حب الشعب الباكستاني العميق للسعوديين والترحيب بهم.

مشاركة :