تتسبب مضادات الاكتئاب، المستخدَمة على نطاق واسع، في «التخميد العاطفي» أو عدم وجود أي استجابة عاطفية سلبية أو إيجابية تجاه ما يتعرض له الشخص من مواقف وأحداث، وفقاً لدراسة تقدِّم رؤى جديدة حول كيفية عمل الأدوية وآثارها الجانبية المحتملة. ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أُجريت الدراسة على 66 متطوعًا جرى إعطاء نصفهم مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (أو ما يُعرَف بالـSSRI)، وهي فئة من المركبات تستخدم عادةً بوصفها مضادات اكتئاب، وذلك لمدة 3 أسابيع، في حين أُعطى النصف الآخر دواء وهمياً، وذلك قبل إجراء عدد من الاختبارات المعرفية والعاطفية للمجموعتين. ووجد الفريق أن الدواء لم يؤثر على التفكير أو الإدراك أو الانتباه أو الذاكرة. ومع ذلك كان الأشخاص الذين أخذوا عقّار SSRI للتعليقات الإيجابية أو السلبية أقل تفاعلاً مع المواقف الإيجابية والسلبية على حد سواء. وكتب الباحثون، في دراستهم التي نُشرت في مجلة «علم الأدوية النفسية والعصبية»: «يمكن أن يكون (تخفيف) المشاعر السلبية جزءاً من كيفية مساعدة أدوية الاكتئاب للأشخاص على التعافي من هذه المشكلة، ولكنه يمكن أيضاً أن يُعدّ أحد الآثار الجانبية السلبية الشائعة نظراً لتسببه في (تخفيف) المشاعر الإيجابية أيضاً». وقالت كبيرة مؤلفي الدراسة البروفيسور باربرا ساهاكيان، من جامعة كامبريدج: «بطريقة ما، قد يكون هذا جزءاً من طريقة عمل هذه الأدوية، إنها تزيل بعض الألم العاطفي الذي يشعر به الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، ولكن لسوء الحظ يبدو أنها أيضاً تسلب الاستجابة العاطفية الايجابية تجاه المواقف والأحداث السعيدة». وأشارت ساهاكيان إلى أن نتائج الدراسة يمكن أن تساعد المرضى على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أدويتهم، لكنها أضافت أنه «ليس هناك شك في أن مضادات الاكتئاب مفيدة» لكثير من المرضى.
مشاركة :